خاص «جنوبية»: «حزب الله» يتخلى عن حليفين «مشاكسين».. «كرمى لعيون بري»!

انتخابات نيابية حزب الله

شكلت عملية إقصاء الثنائي الشيعي وتحديدا “حزب الله” لكل من النائب جميل السيد والمحامية بشرى الخليل، مفاجأة للشارع الشيعي بتوجهاته المختلفة، بعد تاريخ طويل لكل الشخصيتين يحمل مواقف نقدية تركز في احد اوجهها على نقد غير مستساغ ضد “الثنائي” في بعض ممارستهما السياسية.

اقرأ ايضاً: الثنائي الشيعي «يغض النظر» عن التفاوض البحري..والحكومة مقصرة أمام تداعيات الأزمة الأوكرانية!


ويبدو ان حزب الله”، بحسب مصادر سياسية عليمة ل “جنوبية”، “آثر مراعاة الرئيس نبيه بري على حليفيه المشاكسين والمناهضين لسياسة بري وحركة امل ضمن الطائفة الشيعية، بسبب مصلحته السياسية التي تتقدم على ما عداها من الامور”. ولفتت الى ان “الحزب يكون بذلك قد تخلى عن هاتين الشخصيتين في دوائر البقاع والجنوب كي لا يتحسس بري، ويقوم بما ليس بالحسبان لجهة اعادة خلط اوراقه التحالفية، كما فعل بدعم النائب الراحل مصطفى الحسيني على حساب الشيخ حسين زعيتر، الذي نال ٩٥٠٠ صوتا ولم ينجح في دائرة جبيل كسروان في الانتخابات النيابية الماضية عام ٢٠١٨”.
وأوضحت ان “الكل يعلم ان “الكيمياء” غير متوفرة بين بري والسيد منذ ان كان في مخابرات الجيش إبان النظام الامني اللبناني السوري، وبعدها في المديرية العامة للامن العام، بسبب ما تعتبره المصادر متابعة “استفراد بري بالتحكم بمفاصل القرار الشيعي على مدى العقود الثلاثة الماضية، لجهة التمثيل الرسمي في ادارات الدولة ومؤسساتها ومجالسها وبلدياتها، وفي التعيينات، وفي القرارات المتعلقة بالحصة الشيعية في المشاريع الانمائية والخدماتية والوظيفية، وذلك بموافقة حزب الله وتغطيته، فضلا عن الاختلافات الجذرية ايضا على مستوى ممارسة السلطة والتعاطي مع الشأن العام الذي تجلى “بتغريدات السيد” اللاذعة يوميا والتي لم توفر احدا ولم تراع حرمة “التحالف الاستراتيجي لحزب الله مع حلفائه السياسيين”.

حزب الله آثر مراعاة بري على حليفيه المشاكسين والمناهضين لسياسة بري وحركة امل ضمن الطائفة الشيعية


كما ذكرت المصادر، انه اضافة الى ذلك، “اختلافات اخرى في طبيعة الشخصيتين بالحكم وممارستهما، على الرغم من الحضور القوي والنفوذ والمونة التي يفرضها الحليف المركزي الاكبر لكلا الطرفين الا وهو حزب الله”.
ولفتت الى ان ان “السيد يبدو انه لم يعد رقما متقدما للنظام السوري للتمسك به، اذ تفاقمت مصلحة النظام مع حليفه حزب الله بالتصاعد الايجابي، بعدما استقر قرار الحزب على إعادة مقعد البقاع الشمالي الى حلفاء سوريا التاريخيين، بترشيح الامين القطري الصاعد لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي مكان السيد، على اساس ان هذا المقعد كان يشغله في العقود الماضية خلفاء سوريا التاريخيين، كالرئيس حسين الحسيني الحليف الاستراتيجي لسوريا، والامين القطري السابق عاصم قانصوه وبمتابعة وتنسيق دائمين آنذاك”.
وأكدت انه لذلك “يكون حزب الله قد قطع الطريق على السيد، في عملية المنافسة التي يطمح اليها في الوصول الى سدة رئاسة مجلس النواب خلفا لبري، الذي تجاوز ال٨٤ عاما، لكونه يتعذر عليه دخول الندوة البرلمانية خارج دعم حزب الله”.

حزب الله فضل البقاء على مسافة بعيدة، من المرشحة الدائمة للانتخابات النيابية المحامية بشرى الخليل


و كشفت مصادر سياسية متابعة ل “جنوبية”، ان “السيد يتحسب مليا في ترشح جديد في دائرة زحله – البقاع الاوسط، بسبب تسمية حزب الله لمرشحه رائد ابو حمدان مكان النائب انور جمعة، وبسبب التفاعل السني المتمثل بمناصري تيار المستقبل، والكاثوليكي والماروني الحاضرين بالقوى السياسية العونية والقواتية والكتائبية والكتلة الشعبية، التي لا تستسيغ جميعها خطاب السيد ومواقفه على المستوى الاستراتيجي بتأييده سوريا وحزب الله، والداخلي في النقد اللاذع لاداء السلطة والمنظومة القائمة التي يتمثل بها العونيون تحديدا، وتبقى الكتلة الشعبية التي ترأسها مريام سكاف، التي لها حساباتها التحالفية القديمة والجديدة على المستويين السني والشيعي بالمنطقة، وبذلك يكون السيد قد ترك وحيدا فريدا”.
أوضحت المصادر ان “حزب الله فضل البقاء على مسافة بعيدة، من المرشحة الدائمة للانتخابات النيابية المحامية بشرى الخليل، المعروفة بمواقفها المؤيدة لسياسة حزب الله ولشخصية أمينه العام، وانتقادها الشديد العالي النبرة للرئيس نبيه بري وسياسته ولدور عقيلته رندة في الجنوب اللبناني، بحيث لم يسم حزب الله الخليل على لوائحه، ما شكل صدمة لها ولمناصريها، قد تولد حالة نفور وتبدل في المزاج والمواقف، كما حصل مع اكثر من مرشح بعد استبعادهم من ترشيحهم للانتخابات”.
وكشفت المصادر ان الخليل “تسعى الى تشكيل لائحة في دائرة صور – الزهراني من مرشحي الحراك المدني، مع بعض العائلات والقوى المناهضة للثنائي لتثبيت حضورها ومنافسة الثنائي مباشرة”.

السابق
سلاح تنتظره أوكرانيا لحسم المعركة.. ما هو «راسبوتيستا»؟
التالي
«جنوبيون للحرية» يحذر المعارضة: الاستعدادات لمعركة مواجهة السلطة لا تبشر بالخير!