خاص «جنوبية»: رصاصة «يتيمة وبثانية ونصف» قتلت «شهيد الثورة» علاء أبو فخر.. العسكري «خاف» على العقيد!

علاء ابو فخر

هي ساعتان من الاستجواب ، أعادتا الى الاذهان قضية مقتل الشاب علاء ابو فخر عند مثلث خلدة ليل الثاني عشر من شهر تشرين الثاني العام 2019 ، حيث استشهد على يد احد عناصر الجيش اللبناني خلال مشاركته في تحرك احتجاجي. ساعتان وعيون إيهاب شقيق الشهيد، الذي حضر الجلسة، شاخصة صوب المتهمين المعاون اول في الجيش شربل العجيل والعقيد نضال ضو ، الماثلين امام المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن علي الحاج، وبشغف وصمت قاتل كان يصغي الى المتهمين، وكيف ان رصاصة يتيمة أسقطت شقيقه ب”بثانية ونصف” شهيدا.

اقرأ أيضاً: بين الدكتاتورية الروسية «المتهالكة» وأجنحة أوكرانيا «المتمردة»!


في استجوابه بحضور وكيله المحامي رشاد سلامة، اكد المعاون اول العجيل ان”الخوف على العقيد وعلي وعلى الآلية العسكرية دفعني الى اطلاق النار في الهواء لابعاد المتظاهرين عنهما بعدما تجمهروا حولهما واطلقوا السباب والشتائم”، وأردف قائلا:” عندما شعرت بالخوف احضرت بندقية وهي من نوع زاخاروف ، فلقّمتها بعدما هجم علي احدهم وحاول الاحتكاك بي، ورأيت احدهم يحاول ضرب العقيد ضو الذي كان ترجل من الآلية، ثم اطلقت النار في الهواء، الا انني شعرت ان يدي مالت بعد ان ضربني احدهم على يدي، وانا فعلت ذلك لابعاد المتظاهرين عنا”، موضحا بانه خشي من وجود اشخاص بين المحتجين يضمرون الشر فشعر بالخطر، خصوصا بعد ورود معلومات عن وجود سوريين بين المتظاهرين، ومنهم من يحمل سكاكين.

وبعدما اكد المتهم ان اهالي المنطقة يعرفونهما، انما عندما يتم توقيف احد من ابنائها”ما بيحبّونا”، اضاف ان وجهة السلاح كانت”مليون بالمئة” باتجاه الاعلى لكن تعرض يده”لخبطة او دفشة او نكعة” ادى الى خفض السلاح ، وحصل ذلك بشكل غير إرادي ، وكان العقيد حينها واقفا على يساره.

وبسؤاله نفى معرفته المسبقة بالشهيد والمكان الذي كان واقفا فيه يوم الحادث ، انما “حصل تدافع اثناء اطلاقي النار وقبله مؤكدا بانه لم يتلق امرا من العقيد باطلاق النار انما هدفه كان إبعاد المتظاهرين بعدما شعر بالخوف. اما لماذا لم يعودا ادراجهما بعد ما تعرضا لهما قال المتهم:”حصلت الامور بسرعة وفي وقت لا يتعدى العشر او الخمس عشرة ثانية، والانتقال بالالية كان مستحيلا لان الناس تجمهروا حولنا”.
وتحدث المتهم عن سيل من الشتائم التي تعرضوا لها من قبل المحتجين وكان العقيد حينها يتحدث على الهاتف، اما اذا كان يعرف اي من المحتجين،اوضح المتهم انه كان من بينهم شخص يدعى نبيل فياض(وهو ملاحق بالقضية غيابيا بالادلاء بافادة كاذبة)، وقال عن الاخير انه من اصحاب السوابق وسبق ان تم طرده من الجيش متهما العجيل بانه تسبب بذلك، مضيفا ان فياض ادلى سابقا ب”انني قوّصت دغري”.
وكيف غادر المكان بعد الحادثة، يجيب المتهم انه اعقب اطلاقه النار صراخ ووقع احدهم ثم هجم عليه آحد المحتجين وراح يصرخ بوجهه فقفز الى الالية وغادر، مؤكدا بانه بعد اطلاقه النار تراجع المحتجون، ولم يسمع او يخبره احد ان اطلاق نار حصل في المكان في نفس الوقت الذي اطلق فيه النار.

وبرأيك هل اصيب ابو فخر من سلاحك، سئل العجيل، واجاب بعد ان هزّ بكتفيه،”انا متفاجىء كيف اصيب بنيراني فهو كان قرب العقيد وكان يمكن ان يصاب الاخير ومن المستحيل الا يصاب”.

واكد المتهم ان السلاح يعود للعقيد وهو يتجول من دون سلاح كوننا “في منطقة آمنة”، وانه وضع البندقية في الالية يومها كي “لا نكون من دون سلاح”.

لا يعرف المعاون اول ما كانت ردة فعل العقيد ضو عندما اطلق النار فهو لم يره لان ردة فعله كانت سريعة، نافيا ما ذكره احدهم من ان العقيد توجه اليه قائلا”قوّصو قوّصو”، كما نفى ان يكون سبب اطلاقه النار الشتائم والكلام البذيء الذي تعرضا له، فهذا الامر لا يستفزني ونحن لطالما تعرضنا لمثل هذه الامور”. وبسؤاله افاد بانه سمع احدهم يقول”ليه قوّصت يا شربل “، مؤكدا بانه المحتجين يعرفونه بالاسم و”استغرب لماذا كانت ردة فعلهم قوية”.

اما العقيد ضو، فاكد في استجوابه بحضور وكيلته المحامية غلاديس كرم، عدم وجود اي خلاف مع احد في المنطقة”ولا اتمنى للمرحوم ما حصل له”، متحدثا عن عمله في تأمين الحماية للمحتجين ووضع حراسة على احدى الخيم كي لا تتعرض للاعتداء. وقال انه لم يعد الى منزله طوال 26 يوما لتأمين حرية المحتجين وحمايتهم. وافاد بانه يوم الحادث كان اوقف احد مروجي المخدرات وانه كان متوجها مع سائقه الى مكان وجود هاتف الموقوف واثناء عودتهما الى المركز وبوصولهما الى مثلث خلدة قال احدهم :”وقّف يا..”فترجل من الالية وعرّف عن نفسه وهو في الاساس معروف في المنطقة، وانه بنزوله هجم عليه احدهم وشدّه من قميصه فأبعده عنه قائلا له”عيب يا ابني”، نافيا تعرضه بالضرب للاخير”ولو بدي اضربو بكسّرو”. وتحدث العقيد عن”انجازاته” في مجال توقيف مطلوبين فأنا “اشتغل عا السكت”، و”أمشي عا الحيط”، واضاف:”اتعامل مع الكل باحترام ويوجد 100 الف شخص يعرفني باسمي وانا اعرفهم من وجوههم”. وتابع يقول:”اتهموا علاء ابو فخر بانه شتمنا وهذا ليس صحيحا فهو كان واقفا قربي وقلت للذي كنت افيده على الهاتف ان “شربل قوّص”، وان شقيقة علاء كانت ايضا بقربه وسألها عن اسم الاخير بعدما سقط ارضا وانه حاول اسعافه وانتظر الى جانبه الى حين حضور الصليب الاحمر لكنه توفي بعد ساعة في المستشفى.

وتطرق العقيد ضو الى حادثة وقعت مع علاء سابقا عام 2015 واحيلت الى تحري بعبدا ، ولم يسبق ان رآه خلال اقفال الطرقات، متحدثا عن الظنين نبيل فياض الذي تم تسريحه من الجيش بسبب تجارته بالمخدرات وترويج العملة والفتن الطائفية، وقال المتهم ان الذي شتم كان عبدالله الجوهري وعاصم ابو حمزة هو الذي تهجم عليه ولم يتعرض للاخير.واكد بانه لم ير العجيل يطلق النار ، ولو رآه لنزع السلاح من يده، ولحظتها كان المحتجون حوله وحصل تدافع فضلا عن تعرضه للشتائم انما لم يرد عليها. وقال المتهم انه يدرب عسكرييه على عدم اطلاق النار الا على العدو وما حصل تم بدقيقة او دقيقة ونصف ليس اكثر.

وسئل: برأيك هل كان الوضع يستدعي اطلاق النار، فأجاب:”كان العجيل وهو من اشرف الرتباء يعرف مدى الخطر والتهديد علي بسبب توقيفي مطلوبين وقد اتعرض لهجوم بالسكين اثناء الحادث”، مؤكدا انه لم ير حينها احدا يحمل سلاحا .وبسؤاله قال بانه لم يشاهد زوجة ابو فخر في مكان الحادث، انما حضرت لاحقا .

وفي رده على اسئلة ممثل النيابة العامة القاضي هاني حلمي الحجار، قال ضو بانه لم يعرف في البدء ان شربل اطلق النار وانه علم بذلك عندما سمع عبدالله الجوهري يصرخ”يا شربل ليه قوّصت”.

وبسؤاله لشربل قال الاخير انه مثله مثل اي عسكري”لست راميا او قناصا او اصيب هدفا مئة بالمئة”، مؤكدا بان هناك فيديو يظهر شهب الرصاصات التي اطلقها في اتجاه الاعلى . اما لماذا لم يتوقف عن اطلاق النار بعد ان مالت يده نتيجة ضربة تعرض لها فاجاب:”بان اول طلقة وآخر طلقة ثانية ونصف ، وبعد ان مالت يدي اعتقد انني اطلقت طلقة واحدة”. واضاف ان التعليمات باطلاق النار تتدرج وفق الشعور بالدفاع عن النفس وعن العقيد والالية العسكرية، “وانا لم انتظر اي اوامر لان الاحداث تسارعت والهجوم على العقيد دفعني الى اتخاذ القرار باطلاق النار”. ولكن العقيد لم يذكر تعرضه للخطر انما ابعد شابا عنه ، فرد العجيل بان الفيديو يظهر عكس ذلك فقد هجموا على العقيد وبدأوا بالضرب.وكيف يفسر مغادرته المكان وتركه العقيد وحيدا فأجاب:”توجهت الى المركز الذي يبعد 20 مترا وابلغت العناصر عندما علمت ان احدا وقع ارضا وطلبت منهم احضار العقيد”.وتحدث الاخير عن حوادث تعرض خلالها لاطلاق نار واكد العجيل على ذلك .

وبسؤال الدفاع اكد العجيل ان عدد المحتجين كان بين 50 و70 شخصا وكانوا بمساحة حوالي 40 او 50 مترا مربعا . اما ضو فأفاد بانه كان باستطاعته مغادرة المكان سيرا على الاقدام انما”واجبه دفعه الى البقاء لوجود شخص مصاب وكنا مذهولين بما حصل”.

وبعد ان ترك الدفاع للمحكمة امر سماع الشاهدين الحاضرين النقيب وجدي الحلبي والمعاون اول عماد نصرالله ، قررت المحكمة صرف النظر عن سماع افادتيهما ورفعت الجلسة الى السادس من شهر حزيران المقبل لسماع افادات كل من عبدالله الجوهري وعاصم ابو حمزة ونشأت الحلبي ومنح الاشقر وزاكي السوقي ، على ان يصار في الجلسة المقبلة الى عرض الفيديو الذي يظهر الحادثة.

السابق
اوّل تعليق من نصرالله على الحرب الروسية – الأوكرانية: ماذا قال؟
التالي
خامنئي يكشف موقف إيران تجاه «الحرب» في أوكرانيا: نعارض الحرب!