تستعيد العاصمة بيروت حيويتها ورشاقتها ورونقها الفني رويداً رويداً ، وتمتد وتنتشر اشراقتها اللونية التشكيلية التجريدية في المساحة الكبرى في المدينة . فقد استعاد عدد من غاليريات بيروت نشاطه بعد إغلاق دام لأكثر من سنة بسبب تداعيات جائحة كورونا، وكذلك بسبب كارثة انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر صالات عرض الفن التشكيلي، خاصة أن أغلبها ينتشر في المناطق المحيطة بالمرفأ، وفي هذا السياق الاشراقي المضيء الذي بدأ بالتوسع في العاصمة ، ويبشر بعودة الروح لنبض الثقافة والألوان، افتتحت “نقابة الفنانين التشكيليين اللبنانيين” و”جمعية الفنانين التشكيليين للرسم والنحت”، “معرض عيد الفن التشكيلي”، اليوم الوطني للفن التشكيلي، وذلك في قصر الاونيسكو في ٢٥ شباط فبراير ٢٠٢٢، ويستمر حتى بداية اذار مارس ، ويضم المعرض ألف لوحة ولوحة لأكثر من ١١٤ فنانا. ويأتي هذا المعرض تتويجا لتفعيل العين الثاقبة في مواجهة “مخرز” الفساد الذي أفسد العين الجامعة ، وحاول نهب جمال الانسان ومكنوناته وقتل روح المكان والانسان.
اقرأ أيضاً: خاص جنوبية: «إعتبارات غربية» وراء موقف «الخارجية» ضد روسيا.. وبمعرفة السراي وبعبدا!
حشد ثقافي، ومئات اللوحات الفنية بخطوطها وألوانها الخافقة في مساحة التشكيل والتجريد، وكل تقاطعات الشكل النابض واللون المثير، الجاذب للعين والروح، كلها احتشدت وانتشرت وتوزعت في صالات القصر، وبانت لامعة بلورية حلزونية نورانية انطباعية رومانسية سوريالية.لوحات مبتهجة وألوان تقول ما لا يقال بالكلام، وصمتها أبلغ حضور، حضور المدينة وناسها واشراقاتها الثقافية العالية. وغلب على موضوع اللوحات طابع الأمل، وصورة الأمل المتمثلة بألوان وخطوط ولوحات، تدفع بنهوض المدينة لإخراجها من تحت ركام اليأس الذي أوصلتنا اليها السلطة الفاسدة. ويقول رئيس “نقابة الفنانين التشكيليين اللبنانيين ” الفنان الدكتور نزار ضاهر ل “جنوبية”، إن “هذا المعرض هو أكبر وأبلغ دليل على أن بيروت هي مدينة الحياة بامتياز ، فاللوحات والألوان والخطوط والتعابير والايحاءات المدونة في أصل اللوحة أو المخطوطة أو المنحوتة هي أشبه بتوقيع على خارطة الأمل، وراية خفاقة في سماء المدينة، راية السلام والجمال والثقافة، راية بيروت الحقيقية ولا راية سوى رايتها النابضة بالثقافة والمحبة”.
