14 شباط.. إغتيال وطن!

رفيق الحريري

تأتي ال ذكرى الـ١٧ لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بتفجير استهدف موكبه في منطقة “فندق سان جورج”، وسط العاصمة بيروت، مثقلة بعذاب الوطن الصغير وشعبه المتألم الرازح تحت سلطة النهب والفساد.
الحديث عن الذكرى يستدعي التذكير بأن اغتيال الحريري، نفذ في 14 فبراير/شباط 2005، في انفجار استخدمت فيه 1800 كلغ من مادة “تي إن تي”، مع 21 شخصا آخر، بينهم وزير الاقتصاد باسل فليحان، الذي كان برفقة الحريري في سيارته.

اقرأ أيضاً: في الذكرى السابعة عشرة لإستشهاد الحريري.. هكذا يستذكرونه


العناوين كثيرة تفتح ، اذا ما حاولنا قراءة سيرة الراحل . فقد بدأ ظهوره ، على مسرح الأحداث عام 1982 من الباب الاقتصادي، ويتذكره اللبنانيون”كفاعل خير” وضع إمكاناته بتصرف الدولة، وساهم في إزالة الآثار الناجمة عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان خلال نفس العام.
في عام 1989، أسهم الراحل ، في عقد مؤتمر الطائف بالمملكة العربية السعودية، الذي وضع حدا للحرب الأهلية اللبنانية.
ترأس رفيق الحريري حكومات لبنان لخمس دورات خلال فترتين 1992-1998، ثم 2000-2004، مقدما استقالته بتاريخ 20 أكتوبر/ تشرين أول 2004.
ومع مرور ١٧ عاما على اغتياله وغيابه عن المشهد السياسي، لا تزال جريمة اغتياله تأخذ حيزا واسعا في المشهد الداخلي اللبناني بشكل خاص والعربي بشكل عام.
اغتيال الحريري لم يكن مجرد جريمة ارتكبتها شلة او عصابة او حزب، بل كانت مؤامرة كبيرة تستهدف الوطن اللبناني لمنعه من بناء مقدراته واستعادة حياته.
فبُعيد اغتياله اشتدت الأزمة السياسية في لبنان بين مختلف الأحزاب والافرقاء، لاسيما وأن الجريمة وقعت في فترة كانت سوريا، حليف “حزب الله”، تمسك بالوصاية على لبنان.
لكن بعد شهرين من الاغتيال، أُخرجت القوات السورية من لبنان بقرار اممي الى جانب صرخة الشعب اللبناني المطالبة بخروج “جيش الاحتلال السوري” بعد 29 عاما من التواجد-الوصاية على الحكم والحكام وعلى أراضيه.
تأتي الذكرى الأليمة في وقت يمر فيه الشعب والوطن بويلات هائلة، ويكاد يجمع الشعب اللبناني أن لا خلاص للبنان الا برفيق الحريري. وليس في الأمر مبالغة بالقول إن الذي عمّر وعلّم هو وحده من يعيد الأمل للوطن المشلول.
ماذا بعد اغتيال رفيق الحريري؟ سؤال جاوبت عليه نخبة وعامة من ابناء الشعب اللبناني، والأجوبة الكثيرة كادت تكون واحدة، بل أجمعت أن اغتيال الحريري هو اغتيال للكيان والانسان.
ومن الاجوبة الكثيرة التي سمعناها ودوّناها: “رفيق الحريري رفع رأس الشعب اللبناني أمام العالم بأسره، في زمنه كانت أيامنا أيام عز(…) الطوائف كلها أحبته على أعماله، فهو علّم وبنى المستشفيات والمدارس والمطار والمدينة الرياضية، وبعد غيابه لم تستطع أي شخصية القيام بذلك(…) لبنان حزين جدا بعد اغتياله والبلاد انهارت بعد رحيله(…) نترحم يوميا على روحه، في عصره غابت الطائفية، فكان مقصدا لكل الناس(…) هو أب الفقير، هو أب الجميع ولا أحد غيره يستحق هذا اللقب، في عهده عشنا بهناء ورفاهية (..) اغتالوه لاغتيال لبنان(…) مع اغتيال الحريري اغتيل البلد(…) البلاد كانت مقصدا للسواح واقتصادها متين، اليوم الناس جائعون(…) لبنان يفتقد له كثيرا، الحريري عيّشنا (جعلنا نعيش) أيام عز وكرامة، لو كان بيننا اليوم لاختلفت الأمور(…) الطائفة السنية تأذت كثيرا برحيله (..) الله يرحمه والله لا يرحم من كان السبب باغتياله(…) كانت يده من حديد، الوضع من دونه مختلف، “لو يعود رفيق الحريري!(…) الحريري ترك فراغا كبيرا في لبنان وفي نفوس اللبنانيين(…) نحن بحاجة اليوم إلى الشهيد، خصوصا بظل هذه الأزمات (..) لا أحد قادر على إنقاذنا غيره(…) لبنان كان بعزه بسبب حكمته، وهو خسارة لنا ونحن لم نصل إلى ما نحن اليوم إلا بعد رحيله(…) رفيق الحريري ضحى من أجل لبنان أما اليوم الحكام يضحون بلبنان”.

السابق
في الذكرى السابعة عشرة لإستشهاد الحريري.. هكذا يستذكرونه
التالي
بعدسة «جنوبية».. جنبلاط زار ضريح الرئيس الحريري: كتب علينا أن نصبر!