خاص «جنوبية»: «المعلومات» تطارد ١٥ شبكة تجسس و«حزب الله».. آخر من يعلم؟!

على الرغم من الإنجاز النوعي الذي حقّقته “شعبة المعلومات” في قوى الأمن الداخلي، بإكتشافها مجموعة شبكات تجسّس تعمل لصالح العدو الإسرائيلي، وهو من ضمن الإنجازات الكثيرة التي سجّلتها هذه الشعبة في تاريخ صراعها الأمني مع “الموساد” الإسرائيلي، هناك مجموعة أسئلة تطُرح تتعلّق بدور “حزب الله” في هذا الصراع بعد الإنكفاء لسنوات طويلة عنه بسبب إنشغاله على الساحات العربية والداخليّة.

وتكشف مصادر أمنية ل”جنوبية” انه “قبل نحو شهر تقريباً، راحت “شعبة المعلومات” تُنسّق مع الجهات القضائيّة المُختصّة، ووحدات في قوى الأمن الداخلي، لإماطة اللثام عن صيد أمني ثمين، يتمثّل بخمسة عشرة شبكة تجسّس في لبنان تعمل لصالح “الموساد” الإسرائيلي، وذلك بسريّة تامّة خوّلت الشعبة في نهاية المطاف، من قطف ثمار عملها، موجّهة ضربتها لأهم وأبرز أجهزة الأمن الإسرائيلية، في واحدة من أكبر المواجهات الأمنية منذ العام 2009″.

وتلفت الى انه “لعلّ الأبرز في العمل الأمني الذي انفردت فيه الشعبة، على الرغم من مُحاولات البعض إمّا التقليل من شأنه أو نسبه لتنسيق مُشترك بين “المعلومات” و”حزب الله”، جاء ليؤكّد أولاً، على الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في لبنان، وعلى الثقة التي تحظى به داخل المُجتمع اللبناني بكل فئاته وتنوّعاته الطائفيّة والحزبيّة، وثانياً أنه جاء في توقيت تتوزّع فيه الإتهامات بين اللبنانيين، وسط دعوات قادة “حزب الله” خصومهم السياسيين لإجراء “فحوصات في الوطنيّة” وتوزيع شهادات تُصنّف بين العميل والوطني”!

في السياق، تسأل مصادر سياسيّة بارزة عبر “جنوبيّة” عن “الدور الأمني الذي يقوم به “حزب الله”، المُصنّف بحسب إدّعاءاته وادعاءات قادته، بأنه رأس حربة في مشروع مواجهة العدو الإسرائيلي، وإسقاط شبكاته التجسسيّة ومنعه من التمدّد باتجاه الجسم اللبناني، وتحديداً بيئة “المقاومة”؟

إنجاز “المعلومات” سيترك تساؤلات داخل بيئة “حزب الله” تتعلّق بطبيعة عمله في هذه الفترة

وتّضيف المصادر: أين هو جهاز أمن “حزب الله” وأين هو جهاز أمن “المُقاومة”، فالقصّة ليست محصورة بشبكة أو اثنتين بل بخمسة عشرة شبكة، كانت تسرح وتمرح ضمن مناطقه، وصولاً إلى إحدى دول “المُمانعة” (سوريا)، لكن يبدو أن أولوية “حزب الله” اليوم تكمن في التجييش المذهبي والطائفي، من أجل حصد مقاعد نيابيّة إضافيّة، تُتيح له التحكّم بالداخل اللبناني، بينما يُديره ظهره لشبكات إسرائيل وعملائها من لبنانيين وغير لبنانيين”.

وتؤكد المصادر “: ممّا لا شكّ فيه أن إنجاز “المعلومات” سيترك تساؤلات داخل بيئة “حزب الله”، تتعلّق بطبيعة عمله في هذه الفترة، والدور الذي يلعبه على صعيد المواجهة الأمنيّة مع جهاز “الموساد الإسرائيلي” ومنعه من خرق بيئته وأمنه”. أمّا السؤال الأبرز بحسب المصادر، “من يضمن من الأن وصاعداً ألا يكون الحزب مُخترقاً بأكثر من عُنصر، وماذا لو كشفت التحقيقات لاحقاً، عن وجود من يُشبه محمد الحاج (أبو تراب)، القيادي العسكري العميل الذي اكتشف الحزب عمالته”؟

السابق
القاضية عون تُطلق يد القوى الأمنية لاحضار سلامة.. قبل جلسة ١٥ شباط!
التالي
بين «التلاعب» بأسعار السلع وحقيقة انخفاضها..هذا ما كشفه بحصلي لـ«جنوبية»!