إكرام الخمينية السياسية.. «دفنها»؟!

علي خامنئي
بدت تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين الأخيرة، حول استعداد إيراني لمفاوضات مباشرة مع أمريكا، لحلحلة بعض العُقد بشأن الاتفاق حول برنامج إيران النووي، وظهرت مثيرة للجدل في كثير من الأوساط السياسية، وبالخصوص في الوسط الإيراني الشعبي والسياسي، وبالأخص في دائرة جيل الثورة الإسلامية، وبين حملة فكر مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، الإمام الراحل السيد روح الله الموسوي المصطفوي الخميني، أو حملة ما بات يُعرف على ألسنة المحللين والباحثين بالخمينية السياسية.

فالسيد الخميني كان مغاليا، في طرح بعض الشعارات المناهضة جذريا لأمريكا وسياساتها في الشرق الأوسط، ومنها شعار : “لا شرقية ولا غربية جمهورية اسلامية” و”لو قالت أمريكا لا إله إلا الله فلا تصدقوها “، ومنها شعار” الموت لأمريكا “، ومع تسجيل الملاحظات على هذه الشعارات وأمثالها، من خلال ما اشتهر في فضيحة “ايران غايت ” Iran gate ” التي تم فيها توريد سلاح أمريكي لإيران أثناء حربها على العراق كما قيل يومها : إن إيران قدَّمت إحداثيات أمنية ولوجستية لإسرائيل، لتقوم بعملية جوية استهدفت تدمير البرنامج النووي العراقي، وكان سبب هذه التسهيلات اللوجستية والأمنية، التخوف الإيراني يومها من تطور البرنامج النووي العراقي، واستخدامه لأغراض الحرب ضد إيران من قبل النظام العراقي البعثي البائد. 

اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: «جاسوستان».. مفاجأة التحقيقات في شبكة «الموساد»!

 فمع تسجيل جميع هذه الملاحظات على شعارات الخمينية السياسية، والتي يضاف إليها أن السيد الخميني أثناء تواجده في باريس، كان يدعو لقيام نظام ديمقراطي في إيران، قبل أن يُفاجئ الجميع بطرح عنوان ” الجمهورية الإسلامية “. 

التفاوض المباشر مع اميركا 

فرغم التسجيل لكل هذه الملاحظات على طروحات الخمينية السياسية في إيران، فالذي يظهر أن المسؤولين الإيرانيين، يتوجهون لدفن الخمينية السياسية شيئاً فشيئاً، وما تصريحات الرغبة في التفاوض المباشر مع أمريكا، حول البرنامج النووي الإيراني، إلا خير شاهد على وجود هذا التوجه عند المسؤولين الإيرانيين. 

المسؤولون الإيرانيين الحاليون على استعداد لدفن كل هذه الشعارات لتحصيل مكاسب ومصالح ظرفية من الجانب الأمريكي والمجتمع الدولي

 ففي الوقت الذي صرح وزير الخارجية الإيرانية بالقول : ” لم نصل بعد إلى مرحلة التفاوض المباشر مع أمريكا ” ، هذا التصريح الذي يُخفي الرغبة الضمنية بهذا التفاوض ، وعدم الممانعة والرفض له، أعلن بعض الدبلوماسيين الإيرانيين عدم الممانعة من هذا التفاوض مع الجانب الأمريكي، لو أدى ذلك إلى اتفاق جيد يحفظ المصالح الإيرانية.  

   وبذلك تتكشف حقيقة شعارات الخمينية السياسية المعلنة عند الساسة الحاليين في إيران، التي تبدو في الواقع من صفحات الماضي، التي لا يرغب القادة الإيرانيون المضي بها قُدُماً، فالظاهر هو أن المسؤولين الإيرانيين الحاليين على استعداد لدفن كل هذه الشعارات، لتحصيل مكاسب ومصالح ظرفية من الجانب الأمريكي والمجتمع الدولي.

اتفاقيات مع الصين وروسيا 

كما يظهر ان شعار “لا شرقية ولا غربية” انكسر ايضا، بالتوجّه شرقا من قبل الجمهورية الاسلامية، التي وقعت مع دولة الصين الشعبية اتفاقيات، يستثمر فيها النظام الشيوعي الشرقي 400 مليار دولار في ايران، بمشاريع اقتصادية على مدى 25 عاما، وهذا بطبيعة الحال، سوف يؤدي الى تنامي نفوذ سياسي واقتصادي هائل للصين، الدولة الكبرى الدائنة، وهيمنتها على ايران بوصفها دولة فقيرة مدينة لها بالاموال مع فوائدها! 

الايرانيون يستعدون للتفاوض المباشر مع اميركا وعقد الاتفاقات الاقتصادية والدفاعية مع روسيا والصين 

اما سياسيا، فان زيارة رئيس جمهورية ايران ابراهيم رئيسي الى روسيا، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، اثمرت كما قال مسؤولون إيرانيون، عن مشاريع اتفاقيات عسكرية ونفطية مدتها 20 عاما،  ترتكز على نقل التكنولوجيا من روسيا، وشراء المعدات العسكرية الروسية والاستثمارات الروسية في البنية التحتية للطاقة الإيرانية. 

وقالت إيران، إن الاتفاق سيُصاغ على غرار اتفاق اقتصادي وأمني شامل، تم توقيعه سابقا بين إيران والصين. وبموجب ذلك الاتفاق، ستستثمر الصين ما يقرب من 400 مليار دولار في مجموعة واسعة من المشاريع في إيران، مقابل النفط المخفض لمدة عقدين ونصف. 

    لهذا فان ما يجري من استعداد للتفاوض المباشر مع اميركا من قبل ايران، وعقد الاتفاقات الاقتصادية والدفاعية مع روسيا والصين هو نقض لشعارات الثورة الخمينية، التي تعادي الشرق والغرب، وهو ما يدعو لإعادة النظر في كل شعارات المنظومة الممانعة والمقاومة، خصوصاً تلك الشعارات المرتبطة بالقضية الفلسطينية وتحرير القدس والمسجد الأقصى  

السابق
باسيل يدافع عن «حزب الله»: لا نقبل بعزله!
التالي
المُنخفض الجويّ إلى انحسار.. كيف سيكون طقس الايام المقبلة؟