خاص «جنوبية»: «حزب الله» ينأى بنفسه عن المبادرة الكويتية!

حزب الله والبحر

شكّلت زيارة وزير الخارجية الكويتي احمد ناصر المحمد الصباح إلى لبنان، نقطّة تحوّل مُهمّة، على خط إعادة تصحيح، علاقة لبنان بجيرانه في دول الخليج، على رأسهم المملكة العربيّة السعودية، وذلك بعد أشهر على اهتزاز العلاقة، الذي تسبّب فيه تصريح وزير “الممانعة” السابق جورج قرداحي، تماماً كما مثّلت دعوة جديّة للبنان للخروج من “الشرنقة” الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، التي يقع فيها نتيجة تفرّد “حزب الله” وحلفاءه بهذه المُسبّبات الثلاث.

طرحت دولة الكويت عبر وزير خارجيتها، مجموعة بنود وُصفت بـ”الأساسية والإرتكازيّة” لاستعادة لبنان سيادته على كامل أراضيه، واستعادة دوره في المنطقة، بشكل تُمهّد إلى عودته تدريجيّاً للحضن العربي، وتفعيل دوره وقراراته داخل الجامعة العربيّة. ولعلّ أبرز ما نطق به الصباح، حول الخطوات التي يتعيّن على لبنان إتخاذها لتحقيق كُل ما سلف “عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص وألا يكون منصّة عدوان لفظي أو فعلي تجاه أي دولة”. واللافت أيضاً، أن الصباح حدّد للبنان مُهلة اسبوع للرد على المبادرة بهدف بحثها خلال لقاء !مُرتقب لوزراء الخارجية العرب.

بعض حلفاء “حزب الله” ووسائل إعلاميّة مؤيدة له، ألمحوا إلى إستعداده لمناقشة الرسالة الكويتية

حتّى الساعة لم يصدر اي تصريح او موقف رسمي من “حزب الله” يتعلّق بالمبادرة الكويتية، على الرغم من أن بعض حلفاء “الحزب” ووسائل إعلاميّة مؤيدة له، ألمحوا إلى إستعداده لمناقشتها وإبلاغ المسؤولين اللبنانيين ملاحظاته.

وفي هذا السياق تُشير مصادر مُقرّبة من “حزب الله” لـ”جنوبية”، ان “الحزب هو جهة مثله مثل أي فريق سياسي لبناني، غير معنيّ بالمباشر في هذه البنود، لكن هذا لا يُلغي أنه لن يكون لوزرائه آراء خلال الجلسات الوزارية التي ستُخصّص للبحث في البنود”.

الحزب قام بكل ما هو متوجّب عليه خلال طرح التهدئة مع السعودية عقب الخلاف السابق

واعتبرت المصادر عينها، ان “الحزب قام بكل ما هو متوجّب عليه، خلال طرح التهدئة مع السعودية عقب الخلاف السابق، في وقت لم تُنّفذ السعودية ما التزمت به أمام الفرنسيين، بل العكس لا تزال تستمر تصريحاتهم واتهاماتهم المُسيئة للمقاومة ودورها وقادتها”.

وترى المصادر، أن البنود المطروحة والمؤلفة من 12 بنداً تقريباً لا يُمكن وسمها ب”الصناعة الكويتية”، خصوصاً وأن مضمونها يكشف عن حياكة أميركية ـ سعودية وبعض الدول التي تكنّ العداء للمقاومة وسلاحها، والتي تعمل١ داخلياً وخارجياً للتخلّص منها فقط، من أجل إراحة إسرائيل، ولذلك ثمّة اعتقاد١ بأن تُبادر الدولة اللبنانية إلى تلقّف هذه المبادرة من خلال تبنيها لها، أو ان تطلب مزيداً من الوقت، بهدف توسيع مروحة الإستشارات والنقاشات حولها، خصوصاً أنه المعروف عن “حزب الله” أنه لا يخضع لا لمُهل ولا١ شروط عندما يتعلّق الأمر بدوره وموقعه وسلاحه”.

سياسة الحزب تقوم على عرقلة أي مشروع يتعلّق باستعادة لبنان لسيادته ودوره في المنطقة ذلك لا يُتوقّع منه الإستجابة لهذه البنود

أمّا من جهة خصوم “حزب الله”، فتؤكد مصادر سياسية أن سياسة الحزب تقوم على عرقلة أي مشروع أو بنود تتعلّق ضباستعادة لبنان لسيادته ودوره في المنطقة، ولذلك لا يُتوقّع منه الإستجابة لهذه البنود، ولا حتّى استعداده لمناقشتها طالما أن الحزب بدأ يروج من خلال مواقف مؤيّدة له بأن البنود هذه، هدفها تكبيله داخلياً ومُحاصرته، وبالتالي هذا كلّه يُعيد إلى نغمة “الإستهداف” التي يتقنها “حزب الله” و”المظلوميّة”، التي يدعيها وسنسمع مُجدداً منه لغة تخوينية، ورفضاً لأي حوار أو نقاش لا يتوافق مع المشروع الإيراني في المنطقة”.

السابق
تطمين الى مُناصريه.. الحريري في اول تصريح بعد اعتزاله: «ولادة نسر من جديد»!
التالي
إستقالة عبدالله تفضح صراع «الثنائي» السلطوي..وتوجس بقاعي من تمدد «سرايا المقاومة»!