خاص «جنوبية»: محامية «تدافع» عن شقيقها.. من «دير الصليب» الى السفارة الاسرائيلية في ساحل العاج !

القضاء

بكثير من “الوجدانية”، وقليل من القانون، هكذا ترافعت احدى المحاميات مدافعة عن شقيقها المتهم بالدخول الى السفارة الاسرائيلية في ساحل العاج، طلبا للجوء السياسي، مرافعة حكمتها صلة القربى بين الوكيلة والموكل، الذي يعاني من امراض نفسية وعصبية ادخلته دير الصليب للمعالجة عشر مرات منذ عشرين عاما، ليخرج بعدها مزوّدا بأدوية العلاج المناسبة، التي في حال لم يواظب على تناولها يفقد قوة الوعي والادراك لديه وقد يتحوّل الى شخص خطر، وهو ما تثبته التقارير الطبية.

اقرأ ايضاً: هذا ما جناه «حزب الله» إيرانيا ولبنانيا.. من عودته حكومياً!


لم ينكر المتهم، بمثوله امام المحكمة العسكرية، دخوله الى مقر السفارة الاسرائيلية في ساحل العاج في ايلول الماضي، انما يستدرك:”لم ادخل بارادتي انما عنوة بعدما اوصلني سائق التاكسي الى منطقة السفارات قاصدا السفارة اللبنانية لتنظيم اوراقي”، انما كيف وصل الى السفارة الاسرائيلية، يسأله رئيس”العسكرية” العميد الركن علي الحاج، فيجيب المتهم:” حادث لا يصدق ولا يستوعبه عقل، انا سأجنّ، لم اجد نفسي سوى داخل السفارة الاسرائيلية”.

لم ينكر المتهم بمثوله امام المحكمة العسكرية دخوله الى مقر السفارة الاسرائيلية في ساحل العاج في ايلول الماضي

ويروي المتهم ما حصل معه داخل السفارة حيث” تم احتجازي اربع ساعات خضعت خلالها للتحقيق، فسئلت عن سبب وجودي هناك، وعندما اخبرتهم انني جئت بحثا عن عمل وللحصول على تأشيرة دخول الى اوروبا، قاموا بتسليمي الى شرطة ساحل العاج التي رحّلتني الى لبنان”.ويضيف ردا على اسئلة الرئاسة، بانه”لم اعرف انني داخل السفارة الاسرائيلي الا اثناء توقيفي”.

لم اعرف انني داخل السفارة الاسرائيلي الا اثناء توقيفي


المتهم وهو من قرية جنوبية، اوضح ان سائق سيارة الاجرة ابلغ شرطي السفارة انه لبناني فألقى الاخير القبض عليه، “ولم اجد نفسي الا داخل السفارة” مؤكدا بانه” لم ينتبه” الى وجود علم اسرائيلي على مقر السفارة. وتابع المتهم يقول ان ما ذكره سابقا امام شرطة ساحل العاج، التي ارادت ان تعرف سبب وجوده داخل السفارة الاسرائيلية ” اذا بدي روح عا اسرائيل يطلق سراحي؟” وذلك بعدما اجابه المترجم بالايجاب. واضاف المتهم انه اكد امام شرطة ساحل العاج انه”لبناني ولا يريد الذهاب الى اسرائيل فهي عدو”وما بحبهم”.
ولم يستطع المتهم تبرير سبب وجود عبارات عبرية على هاتفه وصور لشخصين وجل ما قاله في هذا المجال:”انا لا اعرف العبرية ولا اعرف هوية هذين الشخصين”.

لم يستطع المتهم تبرير سبب وجود عبارات عبرية على هاتفه وصور لشخصين

وبعدما اكد المتهم انه يخضع للعلاج بالحقن والادوية منذ عشرين عاما، توجه رئيس”العسكرية” الى وكيلته مستفسرا عن كيفية السماح له بالسفر في حالته هذه، فاكدت ان موكلها”شقيقها” وفي حال تناوله الادوية بانتظام فهو شخص عادي، انما يمتنع احيانا عن تناولها للتمكن من السير.

الشرطة الاسرائيلية وعندما لمست بانه غير متزن سلمته الى شرطة ساحل العاج


وفيما اعتبر ممثل النيابة العامة القاضي رولان شرتوني، ان ما اقدم عليه المتهم يثبت ادراكه التام لفعلته طالبا ادانته، ترافعت وكيلة المتهم التي اكدت بانها على بينة من حالة شقيقها النفسية، حيث يفقد قوة الوعي والادراك اذا امتنع عن تناول ادوية ثلاثة . وقالت:”قد يكون فعلا دخل الى السفارة الاسرائيلية” سائلة:”لماذا اذاً لم يستفيدوا منه عندما علموا انه لبناني وخصوصا انه من الجنوب”، ورأت ان الشرطة الاسرائيلية وعندما لمست بانه غير متزن سلمته الى شرطة ساحل العاج، فضلا عن ان دخوله الى تلك السفارة لم يضر باي شخص او جهة او يهدد السلم الاهلي، وما دخوله سوى لعدم ادراكه نتيجة عدم تناوله الدواء.
وتحدثت المحامية بإسهاب عن وضع شقيقها النفسي ومعاناة العائلة لتأمين الادوية اللازمة له من “السوق السوداء، طالبة له في حال تجريمه منحه وقف تنفيذ العقوبة او استبدالها بغرامة مالية. اما المتهم الذي لم يستطع تمالك دموعه فطلب”ما تظلمني والحكم بحق”.
وجاء حكم المحكمة بحق المتهم بسجنه مدة سنة مع منحه وقف تنفيذ باقي العقوبة وتغريمه مبلغ ٥٠٠ الف ليرة.

السابق
هذا ما جناه «حزب الله» إيرانيا ولبنانيا.. من عودته حكومياً!
التالي
الدولار بين سالم زهران ووئام وهاب.. «مين بزيد»؟!