الفيلسوف حسن عجمي يشرح لـ«جنوبية» آخر نظرياته حول الفيزياء والفضاء!

حسن عجمي


الكاتب الفيلسوف اللبناني الجنوبي الشاب حسن عجمي، مستمر في بحثه الفلسفي العلمي من خلال دراسات وابحاث وكتب يصدرها بشكل مستمر. وفي ابحاثه الجديدة ينتقل عجمي الى تقاطع العلم والفلسفة في مقاربة (فلسعلمية)، لبناء مدماك ثابت في الوعي المعرفي.

اقرا ايضاً: «المنار» تقمع المقاومين.. ابن عيتا الشعب «يعتذر» عن جوعه بعد «السحسوح الشهير»


“جنوبية” التقت عجمي، لاستيضاح نظريته الجديدة، وكان هذا الحوار:
_ ما هي آخر إنتاجاتك الفكرية؟ أهي فلسفية أم علمية؟

أعمل على إنتاجات فلسفية و علمية في آن. من تلك الإنتاجات تحليل الكون على أنه مادي و مثالي معاً. من الممكن تحليل الكون على أنه معادلة رياضية فلسفية مفادها أنَّ الكون يساوي المادي مضروباً رياضياً بالمثالي. و لذا ينجح العلماء في تفسير الكون على أنه مادي، كأن يكون متكوِّناً من ذرات مادية، كما ينجح علماء آخرون في تفسير الكون نفسه على أنه مثالي مجرّد كأن يكون معلومات مجرّدة كما لدى الفيزيائي جون ويلر. و بما أنَّ الكون مادي ومثالي معاً، إذن توحِّد هذه المعادلة الفلسفية بين المادية والمثالية فتحلّ هذا الخلاف والصراع الفلسفي.
_ ما سبب اهتمامك بالعلوم رغم تخصصك في الفلسفة؟

تُشكِّل الفلسفة والعلوم والآداب والفنون حقلاً معرفياً و إبداعياً واحداً لا يتجزأ، لأنها تؤثِّر في بعضها البعض و تُبنَى على ضوء بعضها. لذا اهتمامي بالعلوم ليس سوى اهتمامي بالفلسفة. و بالعِلم وحده سوف نتمكّن من التحرّر من السوبر تخلف. فالشعب السوبر متخلف يطوِّر التخلف، من خلال تقديم العِلم على أنه جهل و تقديم الجهل على أنه عِلم. العِلم خالٍ من اليقينيات ما يحرّرنا من التعصب و نشر الجهل والتجهيل والفِتَن والحروب. وبذلك بفضل العِلم سوف نتمكّن من الخلاص من السوبر تخلف وما يحتوي من صراعات ودمار للحضارة الإنسانية. رفضنا للتفكير العلمي أوصلنا إلى السوبر إنحطاط الحضاري.
_ ما سبب رفض التفكير العلمي في العالَم العربي والإسلامي؟

السبب الأساس هو تمسكنا باليقينيات التي لا تقبل الشك والمراجعة والاستبدال، فالعِلم نقيض اليقينيات. النظريات العلمية تُستبدَل باستمرار بنظريات علمية أخرى كاستبدال نظرية أينشتاين بنظرية نيوتن العلمية ما يجعل العِلم خالٍ من اليقينيات. وبذلك حين نقبل العِلم ونشارك في إنتاجه نتحرّر من اليقينيات فلا نتعصب لِما نعتقد ما يؤدي إلى قبول الآخر وبهذا تَسُود الحضارة وتزول الصراعات والحروب. فالحضارة فن إنتاج السلام والعلوم والفلسفات والآداب والفنون.

_ ما هي النظرية العلمية التي طرحتها حديثاً؟

إنها نظرية في الفيزياء وعلوم الفضاء. مضمونها الأساسي هو أنَّ اللايقين يساوي الاحتمالات اللامتناهية مقسومة رياضياً على الطاقة. وبما أنَّ عالَمنا محكوم باللايقين (كمبدأ اللايقين لدى الفيزيائي هايزنبرغ)، إذن كل الاحتمالات متحققة في عالَمنا الواقعي. وبذلك كل الأكوان الممكنة والمتوازية موجودة ضمنياً في عالَمنا ما يمكّن الكون من أن يتحوّل إلى أيّ كون ممكن من بين كل الأكوان الممكنة والمتوازية واللامتناهية. من هنا، توجد أكوان متحوِّلة ما استدعى تسمية هذه النظرية بالكونلوجيا التحولاتية.

_ ما الفائدة العملية للنظريات الفلسفية والعلمية التي تُقدِّمها؟

تكمن فائدتها في إمكانية مساهمتها في النهوض الحضاري. مثل ذلك أنَّ فلسفة السوبر حداثة و السوبر مستقبلية التي طرحتها باللغة العربية مفيدة عملياً بالإضافة إلى إفادتها النظرية لأنها تؤكِّد على أنَّ الكون غير مُحدَّد و أنَّ التاريخ يبدأ من المستقبل ما يجعل الكون معتمداً علينا في إنتاجه ويضمن تحرّرنا من سجون الماضي. فالمعاني قرارات اجتماعية مستقبلية و الحقائق قرارات علمية في المستقبل. مَن لا يبدأ من المستقبل لا يبدأ أبداً. أما كتابي الأخير “الفلسفة الإنسانوية” فيؤكِّد على وحدة الثقافات والأديان والمعارف ما يؤسِّس للحضور الحضاري. فالمعرفة قرار إنسانوي مُبرهَن عليه بأدلة موضوعية ومنطقية. وبذلك أيّ اعتقاد أو معتقد رافض للآخر لا يشكِّل معرفة حقيقية. يجب على العقل العربي أن يشارك في بناء المعارف والفلسفات والعلوم و إلا مصير العرب أن يصبحوا عبيداً لأسياد العِلم والفكر والأدب.

السابق
عام على غدرهم.. عائلة سليم تحيي الذكرى السنوية في 3 شباط: «زوروني في السنة مرة»!
التالي
جدول جديد للمحروقات بعد إنخفاض الدولار.. هكذا أصبحت الأسعار