تعقيباً على اتهام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المملكة العربية السعودية باتخاذ اللبنانيين لديها رهائن لممارسة الضغط السياسي على لبنان، قال الدكتور احمد بيضون: “إن كان يوجدُ مَواضِعُ في الأرضِ يشعُرُ فيها اللبنانيّونَ بأنّهم رهائنُ فالجمهوريّةُ اللبنانيّةُ في مقَدَّمِها. فهذه بلادٌ يجوزُ لكَ فيها (أو يُسْتَحْسَنُ منكَ) أن ترفضَ الدولةَ والوطنَ ولكن يَحْرُمُ عليكَ أن تمَسَّ بكلِمةٍ سلاطينَ حيِّكَ أو قريتِكَ أو طائفتِك. وباتَ لا يُتاحُ إلّا لقِلّةٍ متزايدةِ الضيقِ مُقابِلٌ مادّيٌّ ترتَضيهِ لهذا الأسرِ البغيض”.
اضاف في منشور عبر حسابه على فايسبوك: “وقد فَعَّلَتْ ألوفٌ مؤلَّفةٌ من اللبنانيّينَ هذا الشعورَ بالأسرِ (وبخاصّةٍ منهم شبابُ البلاد) باختيارِها الهجرة. وهذا قبلَ النكبةِ الجاريةِ بزمنٍ طويل. واتَّسعَ هذا الخيارُ كثيراً في المدّةِ الأخيرةِ حتّى دفَعَت قوّتُهُ البعضَ إلى ركوبِ زوارقِ المطّاطِ الرهيبة. ويوضِحُ كلّ استِطلاعٍ يجري أنّ الهجرةَ باتت خياراً أوّل لكثرةٍ كاثرةٍ من المقيمينَ ولكنْ لا يَجِدونَ إليها سبيلاً”.
وتابع: “قد لا يوجَدُ استثناءٌ يُعْتَدُّ بهِ من هذه الرغبةِ العارمةِ ما خلا المنخرطين في ما سَمّيناهُ “نمطَ الإنتاجِ السِياسيَّ” أي الذين يكسبونَ معاشَهم من السياسة”.
وختم: “لَمّا كانَت مواردُ هذا “النمطِ” خارِجيّةً، على التغليبِ، فإنّهُ يمْكِنُ اعتبارُ المستفيدينَ منها ومَعَهُم أولئك المستفيدونَ من دَعْمِ ذَويهِم المغتربينَ مغتربينَ في الداخل! وهو ما يكادُ يُغْلِقُ دائرةَ الهجرةِ أو الرغبةِ فيها على الكافّة. وأمّا الرهينةُ فهوَ من لا يستطيعُ إلى الهجرةِ سبيلا…
تحريرُنا تَهْجيرُنا”!
