سنتان على رحيل الاعلامية اللبنانية نجوى قاسم (7 يوليو 1967 – 2 يناير 2020).
تفتقد الشاشة الفضائية وجه الجميلة العاملة الفاعلة، والناطقة بلغة صاحية صاخبة متزنة رزينة رصينة.. نجوى الصديقة والزميلة والرفيقة، تركت لبنان في اوج عطائها وصباها، وانضمت الى الغربة في أرض الميدان الكبير، حيث الغربة مساحة نفي اختياري، ورغم صعوبة انفصالها عن وطنها، استطاعت اخذ وطنها معها، ومع الاسف الشديد عاشت غربة قاسية، وماتت في عز انطلاقتها.
اقرا ايضا: بعدسة «جنوبية»: العام الجديد يفتتح طوابير.. «PCR» !
عملت نجوى مقدمة برامج سياسية في تلفزيون المستقبل وقناة العربية والعربية الحدث حيثُ قدمت البرنامج اليومي “حدث اليوم”.
ولدت في بلدة جون بمحافظة جبل لبنان، وانتقلت للعاصمة بيروت مع عائلتها في عمر السنتين، حيث ترعرعت فتابعت دراستها هناك. أكملت دراستها الجامعية في الجامعة اللبنانية، وتخرّجت منها في عام 1993، ونالت شهادة الماجستير فيها لكنها تحولت للعمل الإعلامي لشغفها بالسياسة.
وكانت بدايتها في الإعلام عام 1991 عبر “قناة الجديد” . ثم انتقلت الى تلفزيون المستقبل في أوائل سنة 1993. وغطّت أخبار الحروب في أفغانستان والعراق ولبنان؛ حيث عملت فيه لمدة أحد عشر عاما وقدمت برامج مختصة بالأسرى اللبنانيين والعرب في السجون الإسرائيلية، وتابعت هذه القضية بشغف كبير حتى تحرير عدد كبير من هؤلاء الأسرى. كما واجهت العديد من الصعوبات في المحطات الرئيسية لها كإعلامية، وخلال تغطية العديد من الأحداث المهمة محلياً وعالمياً، كتغطية الحرب على أفغانستان في عام 2001 ، كمراسلة حربية، كما أنها كانت شاهدة على الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، ولقد نجت بأعجوبة من الموت بعد تعرّض “فندق فلسطين” للقصف الجوي من الطيران الأمريكي. ثم انتقلت إلى قناة العربية في عام 2003 كصحفية ومذيعة رغبةً منها في قناة أكثر تخصصًا في الأخبار السياسية.
في عام 2004 نجت من حادثة تفجير إرهابي استهدف مكتب قناة العربية في بغداد، نهضت من بين الحطام حاملة الميكرفون لتبُث على الهواء وقائع الحادث قبل أن تهرع إلى الشارع لإيقاف السيارات لنقل الجرحى للمستشفيات.
حصلت في عام 2006 على جائزة أفضل مذيعة في المهرجان العربي الرابع للإعلام في بيروت.. سُمّيت على موقع قناة العربية بـ “قطعة الكريستال”.
اختيرت في عام 2011 من بينِ أقوى مائة سيدة في العالم العربي من قبل مجلة (أريبيان بزنس).
في الثاني من كانون الثاني/يناير 2020، رحلت نجوى، بسبب سكتة قلبية.
آخر ما كتبته، كان خلال الاحتفال برأس السنة الجديدة قبل سنتين في دبي ، قائلة :
“يا رب عام خير على الجميع يا رب يا رب.. يا رب احفظ بلادنا، وعينك على لبنان”.
