2021.. عام «الإستشراس العوني» لتوريث باسيل!

عام 2021 والعام الخامس من عمر أسوأ ولاية رئاسية في تاريخ لبنان خلال 100 عام، لم يكن فقط عام انهيار سعر صرف الدولار، والذي ارتفع من 8400 ليرة في نهاية كانون الاول 2020 الى 27500 في نهاية كانون الاول 2021.

إقرأ أيضاً: كوارث 2021 تلاحق اللبنانيين.. و2022 «حيث لا يجرؤ الآخرون»!

كما كان عام أطول فترة تكليف لتشكيل الحكومة، والتي تولاها الرئيس سعد الحريري فخلال 266 يوماً اي 9 اشهر، لم يسمح العهد العوني وصهره للحريري بتأليف الحكومة، وكيف يسمح له بذلك، وهو من تحدث الى النواب برسالة غير مسبوقة طالباً منهم عدم تسميتهم الحريري، وقبل تسميته رسمياً بأسبوع بعد مشاورات نتج عنه تسميته فيما بعد.


اما المفارقة الثالثة فهي تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، ونجاحه في تأليفها خلال شهر ونصف في 11 ايلول الماضي، ولكنها لا تزال معطلة منذ 12 تشرين الاول بسبب مقاطعة “الثنائي الشيعي” لاجتماعاتها الا بعد اقالة القاضي طارق البيطار.
وتستخلص مصادر سياسية لـ”جنوبية” من هذا التقديم لتقول “ان كل همّ رئيس الجمهورية ميشال عون، هو توريث صهره النائب جبران باسيل كرسي بعبدا، ولو على جماجم المسيحيين واللبنانيين”.

لا يوفر خصوم عون وباسيل وسيلة الا و”يطربقون” الدنيا فوق رأسيهما، ولا سيما “المحنك” رئيس مجلس النواب نبيه بري

في المقابل لا يوفر خصوم عون وباسيل وسيلة الا و”يطربقون” الدنيا فوق رأسيهما، ولا سيما “المحنك” رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي يتقن فن “تقريص العجين” والمماحكة حتى اخر نفس.
وترى المصادر ان “خروج باسيل عن طوره في مؤتمره الصحافي، والذي تلا “لا قرار” المجلس الدستوري واتهام “حزب الله” بمجاراة حركة امل وبري، على حسابه انتخابياً وسياسياً وصولاً الى تطيير فرصة، ان يكون مرشحاً رئاسياً له وزنه ويحظى بدعم “الثنائي”.
وتلفت المصادر الانتباه الى ان “لعبة” تظهير الخلاف تارة بين “التيار” و”امل” من جهة وبين “التيار” و “حزب الله” من جهة ثانية، تخدم الاطراف الثلاثة عبر خلق كل واحد لجمهوره، خصماً يشد به العصب الطائفي والمذهبي والحزبي”.

عندما يرفع باسيل الصوت في وجه “الثنائي” وفي الوقت نفسه يعرف ان “حزب الله” لن يفرط في العلاقة معه وتفاهم مار مخايل


فعندما يرفع باسيل الصوت في وجه “الثنائي”، وفي الوقت نفسه يعرف ان “حزب الله” لن يفرط في العلاقة معه وتفاهم مار مخايل، والذي لم يبق منه الا شماعة حماية السلاح وتوفير الغطاء المسيحي له، يعرف باسيل ايضاً ان معركته خاسرة مع باقي المسيحيين، والذين يرفضون ان يكونوا تابعين لباسيل ولـ”حزب الله”، على حساب مصالحهم مع الخليج والفرنسيين والاميركيين، وهي علاقات تاريخية بين الموارنة والغرب.

ليتحول باسيل الى “نيرون” لبنان مستعد لان يحرق البلد ليصل الى الكرسي الرئاسي!


ومع فتح عون وباسيل “النار” في كل الاتجاهات، تصبح معركة تحصيل المكتسبات امراً صعباً، لكونه يحكمها مبدأ “الصولد”، اي ان كل طرف في السلطة اليوم، خصم او حليف لعون وباسيل سيسعى الى تحصين مكتسباته السياسية والطائفية والسلطوية وبالتالي يدرك باسيل ان الجميع يريد حصته، وبالتالي يتمسك هو بحصتين، ومن ضمن توزيع الادوار بينه وبين عون عبر الفصل بين “حصة التيار” و”حصة الرئيس”.
وإذا كان العام 2021 ينتهي على كوارث متعددة اقتصادية ومالية ومعيشية وسياسية، فإن نكبة باسيل ليست اقل من نكبة البلد الذي دمره، عبر الاختباء وراء عمه للوصول الى كرسي بعبدا، والذي يبدو بعيد المنال، ليتحول باسيل الى “نيرون” لبنان مستعد لان يحرق البلد ليصل الى الكرسي الرئاسي!

السابق
«كبتاغون الليمون».. هذه تفاصيل عملية ضبط «شحنة مرفأ بيروت»!
التالي
متى يصدر جدول أسعار المحروقات الجديد؟