الشاعرة التونسية هاجر بن حسين لـ«جنوبية»: قصيدتي نشأت في بيروت

الشاعرة التونسية هاجر بن حسين

الصديقة الكبيرة هاجر بن حسين، إعلامية وشاعرة تونسية، ناشطة في المساحة الثقافية والإعلامية الكبيرة، ولا تستقر في مكان ثابت. حل وترحال، مع الكلمة والعمل. فقد بدأت رحلتها مع الإعلام المرئي في تونس، حيث عملت وأعدت البرامج وقدمتها.
وعن تجربتها تقول هاجر ل”جنوبية” : ” كان المرحوم والدي يساعدني في أعمالي ، وكانت مكتبته الضخمة هي مراجعي. بعد ذلك انتقلت الى مصر ومن ثم الى بيروت والتحقت بمحطة (آ ر تي) ومن ثم الى محطة (أم بي سي)” ، لكنها لم تمكث فيهما الا ” كمستظلة تحت شجرة، ولي في هذا أسباب كثيرة. وفيما بعد طرحت برنامجاً فكرياً على القناة التركية (قهوة تركية) وحدي بالقبول، وكانت انطلاقتي في العمل الثقافي الإعلامي”.

اقرا ايضاً: تعرفوا على 100 سِرٍ للنجاح!


الميدان الثقافي هو المساحة الأرحب التي تتحرك فيه الشاعرة، وأغلب وقتها وأيامها مكرسة للعمل الثقافي الإعلامي. وتنطلق من ركيزة علمية معرفية واسعة، مستندة الى وعي سديد ورصانة في التفكير، وتعرّف نفسها بأنها حاملة مصباح الثقافة في كل الأوقات. تشرح الكثير عن تفاصيل انطلاقتها “غالبا ما أعرف نفسي بابنة أبيها..اكراما لوالدي العالم والمفكر والشاعر الذي لم يزاحم علي اﻻعتاب كي يعرف: محمد الهادي بن حسين عالم من علماء جامع الزيتونة اﻻعظم، الذي أفنى عمره في أن يربي 5 بنات وولد على كلمة : من اعتز بغير الله ذل.


الشعر لغة اللغة بالنسبة لهاجر ، وتقول”: الشعر ديوان العرب وتاريخهم وحاضرهم، سرهم وعلتهم، مبكاهم وظلهم، وفردوسهم في كل اﻻزمنة… أنا قارئة للشعر واﻻدب طوعا وكراهية ، فقد نشأت في بيت علم ودين، لم يكن الخروج متاحاً بل كان من المكاره، لذا اتخذت من الكتاب خليلاً ونديما
وأدمنت القراءة، وحفظ المعلقات والقرآن الكريم ، ألم أكن ذات حظ عظيم” ؟

بدايتها مع الشعر والقصيدة كانت محاولة مفتوحة على محاولات، “أول ما كتبت الشعر كان في بيروت، وقد استفزني أحد اﻻصدقاء اللبنانيين، وقد قال شعراً في الله والدين، فحثني ، أو كأنه حرضني على كتابة قصيدة في حب الله. فقلت أنا ابنة الدين وأنا أولى الناس به. ولا أنسى تلك المرحلة التي كانت بمثابة خطواتي الأولى مع الكلمة والقصيدة “.
وتضيف هاجر “:إن باكورة حرفي الشعري بدأت مع الكتابة المتعمقة في الفكر والدين ، ولم تكن قصيدتي سوى مناجاة لله ، ومحاولة في قراءة الدين والفكر، والتبحر في المعرفة كلما احتدمت نفسي بنفسي أستل حرفي من ضلوعي وأنزف علي الورق..”


وتتابع”:جئت بيروت قبل عشرين عاما، وأقمت فيها حينا من الدهر، كنت أجتهد في أن أكون بين رجال الفكر والأدب، كان ذلك المناخ هو الاحبّ الي روحي وعقلي، و كانت مقاهي المعرفة فيها باذخة و آسرة، كنت خجولة بينهم أشاركهم الحديث متى طُلب منّي، بل كنت أتمنّي أن لا ينتبهوا لي جملة وتفصيلا فأنا بين الكبار وصوتي الصغير المتحشرج، يكاد لا يسمع الاّ متى أمددته بقبس من الجأش، لينطلق من كانوا يقطعون كلامي بكلمة، “إي حبيبي هاجر واصلي”، بادئ الامر فزعت من كلمة” حبيبي” لما سمعتها أولّ مرة في بيروت إحمرّ وجهي وظننت أن البائع الذي قالها لي أحبّني من النظرة الأولى، ولم يطق صبرا في أن يفصح عن مكنونه، ثم بدأت أسمع هذه الكلمة من البائع والمشتري، والاستاذ و مالك البيت وسائق التاكسي، ومصففة الشعر وصانع الاكل وكلّ من على البسيطة يقولون لبعضهم البعض: حبيبي خذ هذا أو حبيبي أوصلني الى هذا الشارع أو حبيبي أعطني كيسا من ذاك.. تشبّعت بها أذني حدّ الثمالة، لكنّي طيلة بقائي بينهم، وقد كنت أشاركهم كل حديث و كل لقاء و كل معايدة ما استطعت أن أنطقها أو أكتبها كنت أتخيّر التوصيف المناسب بحذر شديد وبعد جهد وتدبر قلت الان خفف الله عنكم دعني أقول صديقي بدل كلمتهم والله غالب على أمره وحتّى هذه أيضا من المحرّمات في قاموس والدي الذي أحمد الله أنه سترني ولم يسمعني، وأنا أقولها نعم تجرأت وقلت: كل عيد وأنت بخير صديقي فجاءني الردّ كما عرفته، وأنت بخير حبيبتي هاجر، تلك بيروت الحبيبة”.

السابق
كتيب جديد للشيخ علي الحاج العاملي عن الشغور في موقع رئاسة في المجلس الشيعي الأعلى
التالي
عون يتنصّل من المسؤولية.. ويُحدّدُ مهلة زمنية لنهاية أزمة لبنان!