بالفيديو: «الثنائي» يعيث فتنة في بعلبك الهرمل.. والأهالي «يلعنون» من أيقظها!

احتجاجات بعلبك

خطف وإشتباكات إستعراض وسرقات في وضح النهار، معسكرات وسيارات رباعية الدفع دون لوحات، زجاج داكن، قتل وعمليات ثأر. المقصود هنا  ليست جبال “تورا بورا” الأفغانية، إنما منطقة بعلبك الهرمل التي كانت ملجأ لكل طالب أمان، ومقصدا حضاريا وثقافيا وسياحيا، وخزانا إنمائيا قبل أن يتم عسكرتها وإختيارها خزانا عسكريا ل”حزب الله”.أحداث خطيرة تعيشها هذه المنطقة، فلا يكاد يمر يوم، الا ويسمع أبناء المنطقة أصوات إشتباكات تستخدم فيها كل الأسلحة الحربية، فتشعل قذائفها سماء تلك المنطقة الغارقة بالظلام، ويخترق الخوف قلوب الاطفال التي ترتجف بردا وخوفا.

اقرأ أيضاً: «القبضة الحديد» مقابل «قبضة الثورة»… ولكن!

ويبدي وجهاء من المنطقة ل “جنوبية” أسفهم وتخوفهم، من حول “الثنائي” لمناطقهم الى   خزان بشري لـ”مقاومته”، فجعل من جبالها ووديانها معسكراً ومنصات صواريخ، تدك القصير والقلمون وبلدات حدودية، وتتجاهل الطائرات الاسرائيلية التي وجدت في  أجواء تلك المنطقة، مأمنا لمرورها وقصف الداخل السوري والعودة الى قواعدها سالمة”.


ويستنكر عدد من الفاعلبات عبر “جنوبية”، ” هيمنة الثنائي وبالأخص “حزب الله” منذ أكثر من ربع على المنطقة، سياسيا وأمنيا وإجتماعيا، و إغداقه الوعود التي أصبحت محط سخرية، نظرا لإنعدام قدرته وعجزهه على تنفيذ أي منها قبل العودة الى حارة حريك، التي تتعامل مع نواب هذه المنطقة كزيادة عدد فقط، وفي أحسن الاحوال القيام بجولات تقديم واجب العزاء والدخول في “مصالحات”.
الغليان سيد الموقف، ففي هذا الشهر شهدت منطقة بعلبك الهرمل، جولات من الاشتباكات، ليس آخرها، خطف شقيق نائب حزب الله إيهاب حمادة، لأسباب، بحسب مصادر مطلعة،  تتعلق بالتهريب وتجارة الممنوعات، و فضلا عن قتل شخص من آل دندش على خلفية ثأرية.

ماذا يجري في هذه المنطقة؟
منذ  أن بسط “حزب الله” نفوذه، عمد الى تهميش دور العشائر والعائلات، فأقفل بيوت وجهاء هذه المنطقة، ولعب على وتر العصبيات العائلية، فقام بتفتيتها وخلق شرخ داخل نسيج المجتمع البقاعي، وجعل من الروابط الحاكمين بأمره، فألغي دور الوجهاء وزعماء العشائر، الذين كانوا أهل الحل والربط وحجب الدماء والكلمة الفصل،  وكفّ يدهم عن المصالحات وفرض الثنائي نفسه كمصلح في المنطقة وأفشل أي مصالحة بين الأهالي إذا لم تكن عبره.

طفح الكيل لدى العديد من الوجهاء، فقبل أسبوع، وخلال رعاية حزب الله لقاء مصالحة بين عائلتي جعفر والجمل،  خرج أحد وجهاء بعلبك الهرمل ياسين علي حمد جعفر عن صمته، واتهم الثنائي بزرع الفتنة وضرب العادات والتقاليد والقيم كي يحكموا، فقال في فيديو مصور:” رغم غياب الدولة نحن نريد أن نعيش بسلام وأمان بين بعضنا البعض  الا ان اللصوص والأحزاب والواوية يتحكمون بنا، أنا لا أقبل بهذا وأريد كرامتي اليوم، وليسمع الجميع نحن نريد كرامتنا وكفى زرعا للفتنة وتلاعبا بالعشائر”.  هذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها وجهاء المنطقة عن صمتهم، فأبناء هذه المنطقة يصرخون اليوم بصمت وينتفضون داخل بيئتهم  ويحاولون القول لنواب ووزراء المنطقة، “كفى لعبا على مشاعرنا واستغلال “ولائنا للمقاومة”، و يقول أحد زعماء العشائر “لقد دمروا عاداتنا وتقاليدنا وحرضوا علينا أبناءنا فأصبحنا “شرابة خرج” ومحل إبتزاز في هيبتنا، إنهم جسم غريب دخل بيئة هذه المنطقة،  التي كانت تعيش الوئام ففتك بها “.إذا يحاول حزب الله أن يبقى ممسكا بزمام الامور في هذه المنطقة، التي يرى فيها موردا بشريا وماديا لوجوده، فيثير فتنة تارة ويسد رمق فقير تارة أخرى، ويرهب ويرغب وجهاء المنطقة، فماذا يخبئ للمرحلة القادمة؟ هل يكون الفلتان الامني في هذه المنطقة إنطلاقا لتنفيذ مشروع سياسي او أمني على صعيد لبنان؟!

السابق
«القبضة الحديد» مقابل «قبضة الثورة»… ولكن!
التالي
انتخابات الكازينو: «الصندوق الأسود» يُوحد الخصوم.. و«يُحلل» الميسر!