إنتخابات جبيل كسروان.. هل يغرز «حزب الله» خنجرا جديدا في خاصرة بري؟!

إنطلقت ورش التحضيرات والإستعدادات، في قرى وبلدات المحافظات لإجراء الإنتخابات النيابية. حراكٌ حذر في ظلّ ضبابية المشهد السياسي. القوى السياسية والحزبية بدأت “تزييت” ماكيناتها الانتخابية تحت وطأة أصوات التغيير، التي إرتفعت بعد ١٧ تشرين والأزمات التي لحقت به.إنتخابات ٢٠٢٢ لن تكون كسابقاتها، بل ستكون محاكاة لشكل لبنان الآتي، نظرا لما سيتمخض عنها من حسم مصير الرئاسات الأولى والثالثة وما بينهما، وعلاقة لبنان مع محيطه العربي والإقليمي.المعركة ستكون أشدها في دائرة كسروان_ جبيل التي لها رمزيتها، فهي الخاصرة الرخوة لإختراق شيعي معارض، بحسب مصادر مواكبة للملف الإنتخابي ل “جنوبية”، و قد يكون الوحيد لترشيحه من قبل المعارضة، لرئاسة المجلس النيابي في وجه رئيسه الحالي نبيه بري.ففي إنتخابات العام ٢٠١٨، تحدى حزب الله البيئة الجبيلية من خلال ترشيحه للشيخ حسين زعيتر، المرفوض مناطقيا  شيعياً ومسيحيا لسلوكه الايديولوجي، وكان سقوطه مدويا رغم حصوله على ١٢٣٠٠ صوت، الا ان القانون الانتخابي والخلطة الكسروانية، أتت بمصطفى الحسيني ب ٢٥٩ صوتا، و شاءت الصدف أن تكون علاقته وثيقة  ببري، واضعا أوراق إعتماده في عين التينة.

اقرا ايضاً: «الثنائي» يَسترضي محازبيه بمشاعات الدولة..وتمييز وإجحاف ضد البقاعيين!


 ويبرز السؤال الأهم، هل يلعب بري في آخر مراحل حياته السياسية، لعبة حافة الهاوية ويغامر بالرئاسة، ويترك لحزب الله قرار إختيار المرشح الشيعي في هذه الدائرة؟!
وتشير أوساط سياسية ل “جنوبية” الى أن” هناك تململاً واضحاً في البيئة الشيعية في منطقة جبيل كسروان، فهم لن ينسوا التحدي لإرادتهم، وعدم الاكتراث لاعتراضهم وملاحظاتهم وهمومهم، وهم اليوم أقرب إلى مرشح يؤمن بالتعايش الاسلامي المسيحي، وحسن الجوار مع محيطهم الذي رسخه السيد موسى الصدر، من خلال دعوته الدائمة لاحترام خصوصية هذه المنطقة.
موقف الثنائي في هذه المنطقة لا يحسد عليه، خصوصا بعد إنفجار المرفأ وأحداث الطيونة، فالحزب اليوم منبوذ من الشارع المسيحي، وغير متصالح مع الناخب الشيعي الذي ينشد التغيير، بعد أن أغدق وعودا واهية، وهو اليوم لم يعد يشكل رافعة، بل سقطة لأي لائحة رافعتها الاساسية الناخب المسيحي، فالتحالف معه خسارة خاصة ان ادواته الانتخابية، اصبحت مقتصرة على المازوت الاحمر بعد سقوط كل الشعارات والادوات السابقة، الا في حال حدوث مفاجآت تقلب المزاج الشعبي رأسا على عقب.
مصادر قريبة من حركة أمل تشير ل “جنوبية”، الى أن القيادة ستكون محرجة هذه المرة مع ناخبيها في جبيل وكسروان، بعدما فرضت في الانتخابات السابقة عليهم السير بمرشح الحزب، رغم عدم إقتناعهم به واعتراضهم عليه، واضاف المصدر ” نبيه بري لا يزال مقبولا في الشارع المسيحي، وعلاقته التاريخية ببكركي لم تنقطع في احلك الظروف”. وترى انه “على الحزب مراجعة حساباته وترك هذا المقعد لشخصية شيعية معتدلة، تخرج من رحم هذه المنطقة، يختارها الرئيس بري بالتوافق مع قوى مسيحية على تماه معه، شخصية غير مستفزة تحاكي الشباب، خاصة ان الحزب لن يجد من يتحالف معه، الا اذا قرر دعم جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، عندها قد يضحي الاخير بالشيعي “الإبتزازي” ويتحالف مع الحزب في هذه المنطقة، وهذا الخيار قد يكون ايضا مسمارا في نعش الثنائي وخنجرا في خاصرة بري”.

السابق
بالفيديو والصور: عودة «التطرف» المسلح الى الضاحية: اطلاق نار على مركز تجميل.. والسبب احتفال راقص؟!
التالي
حسين قاووق يرفض رقابة «الجديد» وينفصل عن القناة.. والسبب حذف سكيتش!