الأحزاب تنفذ «هجمة مرتدة» على «17 تشرين» في إنتخابات النقابات.. لهذه الأسباب!

ثورة ساحة الشهداء لبنان ينتفض

سجل تشرين الثاني وكانون الاول الجاري “مفاجآت”، في معرض إنتخابات عدة لنقابات في المهن الحرة اللبنانية (المحامين – الصيادلة – اطباء الاسنان والمحررين)، وأبرزت النتائج حركة تغييرات في مزاج المنضويين  المنتسبين، وأظهرت الحد من اندفاعة ممثلي الحراك المدني وبعض القوى التغييرية، في سعي لاقصاء ممثلي الاحزاب من هذا الميدان الاساسي في اللعبة الانتخابية في لبنان.

ففي نقابة المحامين وخلافاً للانتصار الذي حققته انتفاضة 17 تشرين  على أحزاب السلطة، والذي جاء بالمحامي ملحم خلف نقيبا قبل سنتين، وقبله انتخاب نقيبين للمهندسين من الحراك، فاز المرشح ناضر كسبار المستقل بدعم قوي من محامي الأحزاب، اذ لم تتمكّن جمعيات منضوية تحت لواء “الثورة” وفي طليعتها الكتلة الوطنية و”نقابتنا” من الاحتفاظ بالمنصب، حتى أنها لم تتمكن من إيصال مرشحها الأبرز رمزي هيكل إلى مركز العضوية مع مرشحين آخرين بسبب تشتت الأصوات في اكثر من إتجاه، وبسبب وجود مرشحين أقوياء استقطبوا الأصوات قبل أن تنتهي عملية الاقتراع، بانتخاب كسبار المدعوم من الاحزاب والذي نال في الدورة الاولى 1888 صوتاً وفي الدورة الثانية 1530 صوتاً.

وفي رأي حقوقي متابع للعملية الانتخابية لـ”جنوبية”، “ان جمعيات المجتمع المدني المدعومة من منظمات دولية، لم ترتق الى تشكيل قوة بقيادة موحدة بسبب بعض من  “الفوقية” في التعاطي، التي ينطلق منها ممثلو “الثورة”، والتي لا تنعكس بالايجاب عليهم، فهم على سبيل المثال لا الحصر، يعتبرون ان كل من ليس معهم فهو ضدهم، وهذه مسألة تمس بالحياة الديمقراطية التي تعتمد اساسا على العملية الانتخابية لاي استحقاق في البلد”.

واشار الى “ان الثقة الزائدة بالنفس تأتي بنتائج معاكسة، لان الارضية  الانتخابية اللبنانية تتحرك بنسبة لا تتجاوز ٤٠% لا اكثر، والمسألة هنا تعتمد على قوة التصويت، وهو ما حصل وما قد يحصل في الاستحقاقات الاخرى”. 

نقابة الصيادلة

وفي نقابة الصيادلة، ادت التحالفات بين الاحزاب وبعض قوى المعارضة ( الكتائب) الى وصول مرشح حزب الكتائب جو سلوم الى سدة النقابة، وفازت لائحة “نقابتي سندي” التي يرأسها بعشرة مقاعد على منافسه فرج سعادة عن لائحة “الصيادلة ينتفضون” بفارق 145 صوتاً، اذ نال سلّوم 1134 صوتاً مقابل 995 لسعادة. ولفتت المصادر المتابعة ل”جنوبية” الى “ان نتائج الصيادلة اعتمدت بترجيح الكفة لمصلحة قوى الاحزاب، اذ فاز مرشحا تيار المستقبل بسام حنينة مثلا بأصوات الشمال المرجحة، لكون نقابة الصيادلة هي النقابة الوحيدة الموحدة عكس “المهندسين والاطباء واطباء الاسنان” الذين لهم نقابات خاصة منفصلة في الشمال”.

نقابة أطباء الأسنان

وفي نقابة اطباء الاسنان تعطلت الانتخابات، بعد رفض الحراك المدني وحزب الكتائب النتائج، بعدما طلبت مرشحة الكتائب اميلي الحايك بوقف الفرز الالكتروني بحجة التزوير، واصرت على اعادة فرز النتائج يدويا، عازية ذلك الى ان عملية الفرز كانت تتطلب 20 دقيقة بين صندوق واخر، الا ان المشهد هو ظهور جدول عليه مجموع أرقام أول ثلاثة صناديق، جرى فرزها وبالوقت نفسه ظهور جدول اخر لنفس الصناديق بمجموع ارقام مختلفة.

اذ ان النتائج، بحسب المصادر عينها،  كانت تتجه الى سقوطها، وافتعل ممثلو الحراك (حزب سبعة) الاشكال الذي بدأ بالتلاسن مع مجموعة من حركة امل، ادى الى تطاير الصناديق واعلان النقيب روجيه ربيز تأجيل الانتخابات، و إحالة الملف على القضاء، والى وزارة الصحة التي لها حق الوصاية على هذا القطاع للنظر والبت بالوضع الشائن، وتعيين موعد آخر لاجراء الانتخابات قبل نهاية السنة الحالية.

 نقابة المحررين

وفي نقابة المحررين اتت النتائج عكس ما تشتهي مجموعات الحراك المدني، التي شككت بكل النتائج، فقد اكتسحت لائحة نقيب المحررين جوزف القصيفي النتائج بالفوز بالمقاعد الاثني عشر من دون اي خرق، والفوز اتى على حساب اللوائح المعارضة المتعددة، التي لم تخرق بأي مرشح لها، وهي المدعومة من جمعيات ومجموعات الحراك المدني، ما حدا ببعض الخاسرين الى اطلاق شعارات مضادة  وتوجيه الاتهامات أثناء إعلان النتائج.

ويؤكد المتابعون ان “نجم الحراك المدني بدأ بالتراجع، وان الاستحقاقات المقبلة كفيلة بتحديد مسار العمل المستقبلي لمجموعات الحراك، فضلا عن انهم غير موحدين في رؤية استراتيجية او انقاذية موحدة، في التفاعل نحو التغيير الجدي والجذري، خصوصا وان التركيز لم يعد يعطي الاولوية للمسائل المطلبية التي تهم كل مواطن.

وتشير المصادر الى “ضرورة ان يجري المسؤولين في الحراك عملية مراجعة سريعة قبل الانتخابات النيابية المقبلة، لان آمال التغيير على الاسس والقواعد التي اطلقوها بعد النتائج الاخيرة لنقابات المهن الحرة، التي تعد بالعصب عينه الذي بدأوا به.

السابق
في بعلبك.. حاولوا خطف طبيبٍ فتصدّى لهم زملاؤه!
التالي
بالفيديو: العاملي يدعو لفصل الدين عن الدولة وتنزيهه عن السياسة!