كرم لـ«جنوبية»: القوات تستعد للإنتخابات عبر وجوه جديدة.. وحليفة

تُشمر كل القوى والاحزاب للتحضير للإنتخابات النيابية القادمة، وتضع في حسبانها أن خوض الانتخابات، سيختلف عن المرات السابقة ليس فقط بسبب الوضع الاقتصادي المأزوم، بل لأن المزاج الشعبي مناهض لها، و تتكل على جمهورها للحفاظ على حجمها في المجلس النيابي، عبر إدخال وجوه جديدة، مع الابقاء على استراتيجيتها السياسية.

تنتشر على الكثير من الطرق اللبنانية لوحات إعلانية، موقعة من مجموعات المجتمع المدني، تحث اللبنانيين على العمل لإيصال وجوه نيابية جديدة إلى المجلس المقبل، تمهيدا لإحداث خرق في جدار الخطاب السياسي التقليدي في لبنان، في حين أن هذا النوع من النشاط الانتخابي يغيب عن القوى والاحزاب السياسية التقليدية،  وإن كانت بدأت تحضيراتها للإنتخابات النيابية المقبلة بصمت، بإنتظار ما سيسفر عنه قرار المجلس الدستوري بشأن الطعن المقدم إليه من تكتل “لبنان القوي”، حول التعديلات على قانون الانتخاب.

تُقر هذه الاحزاب في جلساتها التحضيرية للإنتخابات، بأن هناك مزاجا شعبيا ضد السلطة السياسية، ولكنها تُطمئن أنه لا يمكن إلغاء جمهور الاحزاب، وهي ستستغل هذه النقطة جيدا للحفاظ على حجمها التمثيلي داخل المجلس النيابي. في المقابل تعترف الاحزاب  بأن نظام 2005- 2019 إنتهى، وأن بقاءها مشروطا إما بتغيير السلوك أو تغيير الوجوه، خصوصا أن هناك قوى مدنية، يمكن أن تشكل منافسا لها في العديد من الدوائر الانتخابية. 

إختيار المرشحين بناءً على الاحصاءات وإستشارات داخلية ومدى شبههم بالقوات

إنطلاقا من هذه المعطيات، لا بد من جولة على الاحزاب التقليدية لمعرفة كيفية تحضيرها للإنتخابات النيابية المقبلة، وعما إذا كانت ستطل على جمهورها بالخطاب السياسي والوجوه نفسها أم أنها ستبقي على خطابها السياسي وتغير الوجوه؟ 

يجيب أمين سر تكتل “الجمهورية القوية ” فادي كرم “جنوبية” على هذا السؤال بالقول:”بدأنا كقوات في المطبخ الانتخابي لإختيار المرشحين في كل المناطق، وأيضا لإختيار الحلفاء ومن سيكون على لوائحنا داعما أو مدعوما”، لافتا إلى أن “هذه المعايير تنطلق من ثوابت القوات اللبنانية التي تمّ إتباعها في السنوات الاخيرة وهي إختيار المرشحين الافضل في أي دائرة، بناءا على الاحصاءات التي نقوم بها وعلى إستشارات داخلية، وعلى أن كل سيكون مرشحا على لوائحنا عليه أن يشبهنا في خطابه وأدائه وتاريخه، لأننا لا نحتمل أن يكون معنا مرشحين، لا يليقون بتاريخ نضالنا وبخطابنا السياسي الاصلاحي والسيادي”.

ليس واردا أن نتحالف مع طرف لديه طرح إستراتيجي مخالف لطروحاتنا

يضيف:”لا يمكن حسم عدد الوجوه الجديدة التي سنختارها على لوائحنا، بل أن حسم هذا الامر سيكون بناء على الدراسات التي توضع في يد رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، الذي لديه الصلاحية في إختيار المرشحين، وذلك بعد ان يتم كل إستشاراته، ويحصل على كل الاحصاءات المطلوبة والتحضيرات اللازمة،  ولكن الاكيد سيكون هناك وجوه جديدة بين مرشحينا”، مشيرا إلى أن “حسم إختيار المرشحين، سيكون بعد قرار المجلس الدستوري بشأن الطعن المقدم إليه، بالنسبة لمواعيد الانتخابات والمواد الاخرى المطعون بها، وبعدها سيبدأ العمل لإختيار المرشحين، علما أننا حاليا في مطبخ مفتوح لتحضير كل اللوازم الانتخابية”.

يشدد كرم أن ” كقوات لن نتحالف مع خصوم لنا لضرورات إنتخابية، و لم تلجأ يوما إلى تحالفات مرحلية وظرفية، بالرغم من انه عرض علينا ذلك سابقا وحاليا، لأننا أصبحنا رقم إنتخابي صعب في كثير من المناطق”، لافتا إلى أن “هناك قوى تحبذ هكذا تحالفات معنا، لأن القوات لديها إمكانيات كبيرة و تنظيم جيد، ومصداقية في الكلام وعندما تعد تفي، ولكن ليس واردا أن نتحالف مع طرف لديه طرح إستراتيجي مخالف لطروحاتنا”.

السابق
رسمياً: منع تجول في لبنان في هذه التواريخ.. اليكم توصيات لجنة «كورونا»
التالي
الراعي يصل قبرص على متن طائرة مقدمة من رجل أعمال.. ويدعو للصمود!