الأزمة تستعرّ.. اللبناني غير قادر على شراء الدواء او الدخول الى المستشفيات!

علاج مريض

مع رفع الدعم عن الدواء وارتفاع فاتورة الاستشفاء، يشتد الخناق على اللبناني الذي بات عاجزاً عن دفع تكاليف العلاج العلاج.

من جهته أوضح نقيب الصيادلة غسان الأمين “أننا في لبنان لم تعد لدينا خيارات، وعنوان المرحلة اليوم هو الاختيار بين السيئ والأسوأ، والأسوأ هو الوضع الذي مررنا به لناحية فقدان الأدوية من الأسواق”.

وقال لصحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الاربعاء: “في المرحلة السابقة كانت الأدوية المقطوعة من السوق اللبنانية بسبب عدم استيرادها تؤمَّن من خلال التهريب وبالتالي تُباع للمواطنين بـ”الدولار النقدي” والأسوأ من ذلك أنه لا يمكن ضمان طريقة نقل الأدوية المهربة وطريقة تخزينها بالطرق الملائمة، كما أنها كانت متاحة لطبقة معينة من المواطنين المقتدرين”. 

وأضاف: “لم يستورد لبنان منذ 4 أشهر ونصف شحنات أدوية جديدة، ما دفع الناس إلى استيرادها من الخارج بأضعاف الأسعار”.

“أما اليوم فنحن في المرحلة السيئة”، بحسب الأمين، شارحاً أن “رفع الدعم جزئياً عن الأدوية سيجعلها متوفرة في الأسواق، ورغم ارتفاع أسعارها لن تصل إلى سعر الأدوية المهربة. فارتفاع فاتورة الأدوية 8 مرات أو عشر مرات بعد رفع الدعم جزئياً يعني أنها لم تصل إلى سعر دولار السوق السوداء (23000 ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد)”.

وعن الآلية التي تم اعتمادها لرفع الدعم عن الأدوية، أوضح الأمين أن الأدوية الرخيصة بقيت مدعومة بنسبة 25%، أمّا المتوسّطة فمدعومة على الـ45%، والباهظة الثمن بقيت مدعومة بنسبة 65%. في حين لم يُرفع الدعم عن أدوية السرطان والأمراض المستعصية وبقيت مدعومة بنسبة 100% ووصلت إلى لبنان ولم تعد مفقودة. وذكّر بأن الدعم رُفع عن أدوية الأو تي سي (over the counter) وأدوية الصحة العامة منذ نحو أربعة أشهر وأصبحت متوفرة في السوق.

وشدد الأمين على أن وزارة الصحة لا علاقة لها بالموضوع، ولكن مصرف لبنان هو العاجز عن تخصيص الدعم للقطاع، مؤكداً أن الوضع صعب والمعاناة على الصيادلة والمواطنين في آن واحد. وإذ ألقى باللوم على السلطة السياسية بكاملها، أكد أن “المواطن اللبناني لن يتمكن من شراء الأدوية في هذه المرحلة ولكن ليس أمامنا خيارات، لا نستطيع القيام بمعجزة”.

انخفاض نسبة الدخول الى المستشفيات

من جهته، أوضح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان الدكتور سليمان هارون أن رفع الدعم عن أكثرية المستلزمات الطبية وعن قسم كبير من الأدوية واضطرار المستشفيات إلى دفع ثمنها بالدولار نقداً عند التسليم، أجبر المستشفيات على تحميل الفروقات للمرضى، خصوصاً أن الجهات الضامنة لا تغطي هذه الفروقات.

ولفت في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” الى أن فاتورة المريض في المستشفى تخضع للمستلزمات المستخدمة وأسعارها، ويمكن أن تصل إلى عشرات ملايين الليرات، مؤكداً في الوقت عينه أن القسم الأكبر من اللبنانيين لا يستطيع تحمل هذه الكلفة.

وأشار هارون إلى أن “نسبة الدخول إلى المستشفيات انخفضت بشكل ملحوظ عن السابق بسبب عجز الناس عن دفع قيمة الفاتورة الطبية. وهناك حالات تصل إلى قسم الطوارئ على آخر نفس، ووضعها الصحي متفاقم، وكان من المفترض أن تقصد المستشفى قبل أسبوع أو أسبوعين لكن بسبب ارتفاع الفاتورة الطبية يحاولون مداواة أمراضهم في البيت”.

وإذ أكد أن المواطن لا يستطيع تحمل كلفة فروق الفاتورة الطبية، قال اننا “أمام مشكلة كبيرة جداً ونبّهنا منها في السابق ولكن الدولة عاجزة”، معتبراً أن الحل الوحيد هو بالمساعدات الخارجية من دول الخليج ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي والدول الأوروبية والدول المانحة.

وعمّا إذا كانت المستشفيات تغرّم المرضى مبالغ إضافية بحجة المستلزمات الطبية التي تدفع بالدولار، لم يستبعد هارون الأمر، لافتا إلى أن هناك شكاوى والعملية تحتاج إلى تنظيم ووضع لائحة موحدة بالمستلزمات الطبية لتحترم المستشفيات هذا السعر. أوضح أن وزارة الصحة تعمل على إصدار لائحة بأسعار المستلزمات الطبية وعلى الجميع الالتزام بها، وهذا الموضوع سيخفف من الفوضى الموجودة.

السابق
«الأنباء الكويتية» تتحدث عن تفاؤل بقرب حلحلة الأزمة بين لبنان والخليج
التالي
وساطة قطر تنتهي قبل ان تبدأ.. الوفد يُلغي زيارته الى لبنان!