تُنذر إصابات كورونا اليومية في لبنان بموجة تفشٍ جديدة، فعدد كبير من الأشخاص أغفل أن خطورة الفيروس التي لا تزال موجودة ، لتؤشر على أن لبنان لا بزال في دائرة الخطر الذي يهدد المجتمع، في ظل الضائقة الإقتصادية، وارتفاع كلفة الفاتورة الإستشفائية.
وبالتزامن مع فصل الشتاء واقتراب موسم الأعياد، توالت الدعوات الى ضرورة أخذ الحيطة والحذر وقائياً، للحد من الإنتشار خلال الأيام المقبلة، والحصول على اللقاح لمزيد من التحصين.
اقرا ايضا: لبنان امام مفترق طرق.. تخوف من موجة كورونا ثالثة تضرب البلاد!
وفي هذا الإطار، أكد رئيس لجنة الصحة النائب عاصم عراجي لـ”جنوبية”على أنه” إذا طُبّقت الإجراءات الوقائية بشكل جيّد سنتمكن من إحياء الأعياد دون إقفال، إذ أن الإصابات لن تكون بالخطورة التي كانت خلال العام المنصرم عندما لم يكن اللقاح متوفراً “، لكنه لم يُخفي قلقه من “وجود عامل مستجد قد يؤثر على تعاطي القطاع الصحي مع تطورات الواقع الوبائي مقارنة بالعام الماضي، إذ أن القطاع شبه منهار ، وقسم كبير من الممرضين والممرضات غادروا، والعديد من أقسام كورونا أقفلت ولا غرف ولا مراكز في العديد من المناطق، بالإضافة إلى الكلفة الاستشفائية المرتفعة”.
ولفت إلى أنه “في موسم الشتاء تتكاثر الفيروسات بشكل عام، وكورونا من ضمنها حكماً، نتيجة عوامل تغيّر الطقس “.
وأوضح أنه”في الدول الأوروربية حيث مستوى التلقيح جيد وأفضل من لبنان ، نجد أن الإصابات عادت لتتفشى بشكل كبير، وهذا يعني أن لبنان ليس ببعيد عن ذلك، إذ أن هناك مناعة مجتمعية بنسبة 60 % ( 35 % لقاحات يضاف إليها 25 % من المناعة جراء الإصابات)، وهي نسبة مقبولة ولكنها غير كافية”.
ولفت إلى أن “هذه النسبة تُخفف من الوفيات، والدخول الى المستشفيات والضغط على القطاع الصحي ، من دون أن نلغي هناك امكانية أن يصاب الفرد مرة أخرى، ولكن ليس بالخطورة التي تستلزم دخوله المستشفى إذا كان حاصلاً على اللقاح، كما أن نسبة الوفيات لن تعاود الإرتفاع كما في السابق حيث سجّلت قرابة 110 وفاة في العام الماضي”.
وشدد عراجي على “أهمية تلقي اللقاح والتزام الإجراءات الوقائية،”لأنه السبيل الأنجع لحماية الأشخاص الذين يصابون بالفيروس من دخول المستشفى أو العناية المركز أو الوفاة، لأن معظم الوفيات في لبنان هي لأشخاص غير ملقحين”.
