تصعيد خليجي كبير سيطال لبنان.. هل يصل الى حدود قطع العلاقات؟

لبنان السعودية

أدخل حزب الله مجلس الوزراء في عملية ربط نزاع ومقايضة بين “تطيير” حكومة الإنقاذ أو “تطيير” المحقق العدلي في جريمة المرفأ، وقبل أن تكتمل “المتاهة” الحكومية بانزلاقة قاطعة للطريق أمام استعادة العلاقات العربية والخليجية، من خلال “النزعة الحوثية” التي صبغت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعدما تبنى “حزب الله” بالأمس موقف وزير الإعلام جورج قرداحي “الشجاع والشريف”، في مواجهة “العدوان” السعودي والإماراتي على اليمن، معمّقاً الأزمة الحكومية مع الخليج العربي برفضه “رفضاً قاطعاً أي دعوة إلى إقالة قرداحي أو دفعه إلى الاستقالة”.

اقرا ايضا: إيران «تشد» في لبنان و«ترخي» في الرياض!

وأشارت معلومات “اللواء” الى ان قرداحي قال لمتصلين به ان الحملة التي تستهدفه منذ توليه الوزارة تستهدف إسقاط الحكومة. وان توقيت نشر المقابلة الآن والتي جرت في شهر آب قبل توزيره ليس بريئاً.

بدورها، أشارت “الجريدة” الى ان الأزمة الدبلوماسية، التي أثارتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، ما زالت آخذة في التفاعل، إذ قالت مصادر دبلوماسية خليجية إن الموقف الخليجي يبدو تصعيدياً تجاه لبنان، في حال لم تلجأ حكومته إلى إجراءات عملية لمعالجة الموقف. ولفتت المصادر إلى أن هناك تشاوراً بين مختلف الدول الخليجية للاحتكام إلى آلية مشتركة، للتعاطي مع لبنان بعد إساءات متكررة تجاهها من مسؤولين لبنانيين مختلفين. وأضافت أن التوجهات التصعيدية الخليجية قد تصل إلى حدود قطع العلاقات، مؤكدة أنه لا تفكير لدى دول الخليج حول أي مساس باللبنانيين العاملين لديها.

في المقابل، لم تقارب الحكومة اللبنانية مخاطر التصريح وأبعاده بطريقة جدية، في ظل الانقسام اللبناني، الذي وقع بين الفرقاء المختلفين، بين من يدعو قرداحي إلى الاستقالة وآخرين يرفضون ذلك ويعتبرون أن إقالته أو استقالته هما تجاوز لمبدأ السيادة اللبنانية. وتمسك رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، أمس، بأن موقف قرداحي لا يمثل الدولة، وأنه أطلقه قبل أن يصبح وزيراً، وهو ما سبق أن ردده، أمس الأول، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وشدد عون على أن «مواقف أي طرف سياسي لبناني لا يجوز أن تعتبر مواقف للدولة، ويتم التعامل معها على هذا الأساس»، لكن كلام الرئيس لا يعتبر كافياً خليجياً، في حين هناك أوساط في الدول الخليجية تعتبر أن ما تثبته السياسة اللبنانية هو مكافأة من يتخذ مواقف معادية للخليج بمناصب، ولو لم يطلق قرداحي مثل هذا الموقف لما كان كسب موقعه في الحكومة الجديدة. وتؤكد مصادر لبنانية أن قرداحي لا ينوي الاستقالة حتى الآن، وهو مدعوم من «حزب الله» ومن تيار المردة ورئيسه سليمان فرنجية، المرشح الرئاسي المحتمل، والذي أدى تصريحه إلى استياء سعودي منه أيضاً.

من جهتها، تقول المصادر المتابعة لـ«الأنباء» الكويتية، ان قرداحي أخطأ في عقد مؤتمره الصحافي، حيث أعلن انه لن يعتذر ولن يستقيل، علما انه لا أحد طالب منه الاستقالة، إنما الاعتذار وحسب.

وأعربت المصادر عن خشيتها من ان تذهب حكومة «معا للإنقاذ» ضحية عدم التعامل مع هذا الخطأ الجسيم، بحق الأشقاء العرب، بما يستحقه، حيث كان أقل ما يمكن فعله دعوة الوزير قرداحي الى القصر الجمهوري ومناقشة الأمر معه من قبل رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، ومن ثم إصدار بيان الاعتذار وإلا فستكون العواقب وخيمة على علاقات لبنان بأشقائه، إقليميا وعربيا وعلى الصعيد الثنائي.

ويقع في هذه الخانة تصنيف رئاسة أمن الدولة السعودية لـ«جمعية القرض الحسن»، ومقرها لبنان «كيانا إرهابيا» لارتباطها بأنشطة داعمة لتنظيم حزب الله الإرهابي، حيث تعمل على ادارة أمور الحزب الإرهابي وتمويله بما في ذلك دعم الأغراض العسكرية.

المصادر المتابعة لم تسقط من حسابها ان يكون نأي رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي بنفسيهما عن مسؤولية ما قاله قرداحي، مقدمة لخطوة تالية، على غرار ما حصل مع وزير الخارجية السابق شربل وهبة، الذي كلفته كلمة نابية موقعه وزيرا للخارجية.

البعض يتحدث عن ذلك همسا، لكن واقع الحال يشي بصعوبة ذلك، لسبب بديهي وهو ان الوزير وهبة، كان مستشارا لرئيس الجمهورية وجرى انتدابه الى الخارجية بعد استقالة الوزير ناصيف حتى هربا من تحكم المتحكمين بمفاصل هذه الوزارة، وهو بالتالي من أهل البيت الرئاسي، ولم يكن صاحب القرار يتوقع منه أي رد فعل مؤثر.

أما بالنسبة للوزير قرداحي، فالأمر مختلف تماما، والرجل اختير وزيرا من حصة محور الممانعة، استنادا الى القناعات التي سبق ان عبر عنها في إطلالات تلفزيونية عديدة، من اعتباره الرئيس بشار الأسد، رجل العام 2018 ومثله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الى حديثه عن اليمن، وبالتالي فإن من تبنى قرداحي ليصبح وزيرا، لن يتخلى عنه بسهولة، ومن هنا كان رفضه الاستقالة الا بقرار حكومي جامع، والقرار الحكومي الجامع دون وزراء حزب الله وحلفائه، يضع الحكومة على كف عفريت.

الى ذلك، أشار مصدر خليجي لـ”أساس” الى ان صبر دول مجلس التعاون الخليجي على حكومة ميقاتي له حدود وتوقيته أيّام فقط فعلى ميقاتي أن يكون واضحاً في التبرّؤ من وزير إعلامه وهذا لا يكون عبر تصريح بل عبر إجراء مباشر ولا نراه إلا عبر إقالته أو الطلب منه تقديم الاستقالة.

كذلك، كشف مصدر مطلع لـ mtv أنّ تصعيداً منتظراً سيطال لبنان بأسلوبٍ يعتمد للمرة الأولى، ومصدره دول الخليج. ولفت المصدر الى أنّ ردود الفعل الخليجيّة ستكون مفاجئة هذه المرة، من دون تحديد شكلها وحجمها.

من جهة أخرى، تترقّب مرجعيّات سياسيّة رسميّة لبنانيّة حجم ردّ الفعل الخليجي على كلام قرداحي قبل أن تحدّد وجهتها. وأشار المصادر نفسه الى أنّ استقالة قرداحي ليست مطروحة حتى الآن، بانتظار معرفة حجم ردود الفعل الخليجيّة.

السابق
أسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 29 تشرين الأول 2021
التالي
لا مجلس وزراء قبل هدوء العاصفة!