١٧ تشرين.. أبعد من ذاكرة ثورة!

ثورة 17 تشرين

١٧ تشرين الأول من العام ٢٠١٩، يوم سيخلد في ذاكرة اللبنانيين، و سيكتب في صفحات كتب تاريخ هذا البلد العنيد. هو بمثابة صفعة أيقظت الشعب على واقع مرير، جهد كثير منا لكي لا يعترف به.

لو تسنى للمواطنين الدائخين الصامتين الساكنين في هذا الوطن، وراجعوا أرشيف التصريحات التي أطلقها المسؤولون الفاسدون مع بدايات الانتفاضة الثورة، لوجدوا الكثير منها تعدهم بالويل والثبور،  سيما على سبيل الذكر لا الحصر، ما أدلى به واحد من رؤساء الكتل النيابية الوازنة التي تنعت نفسها بكتلة لبنان القوي، وفيه تفصيل لما سيكون عليه واقع البلد في المستقبل القريب، ان استمر الشعب باتهامه ومن معه او تجرأ على محاسبته وزملاءها الفاسدين.

جبران قال حينها، ستقفون في طوابير على المصارف لتحصلوا على حقوقكم و على محطات الوقود و البنزين، وعلى أبواب الأفران و الصيدليات و السوبر ماركات والدكاكيين، ومثله فعل في تصريحاتهم الممانعين، و المسؤولين الحاليين الممثلين المشاركين معه و الحاكمين.

حصار فرضته الطبقة المهيمنة على الجمهورية  كي لا يستفيق  او يستغيث وغير ذلك من كلام تخوين وتبرير مردود على أصحابه

هو باختصار حصار فرضته الطبقة المهيمنة على الجمهورية  كي لا يستفيق  او يستغيث، وغير ذلك من كلام تخوين وتبرير مردود على أصحابه، إذ كيف يكون هنالك عقابا أمميا، والبضائع والاموال تدخل إلى البلد بالبر والجو والبحر، وعبر المصارف وشركات تحويل الاموال والمعابر الشرعية، حتى في غياب المرفأ الذي دمره في ٤ آب، من جراء غباء ثلة من الجاهلين المقصرين، المستهترين بحياة رعية اختارت أن تصبر على فظاعتهم، ورضيت بالمحاسبة عن طريق قضاء وتحقيق محلي تعرف سلفاً، وبنسبة عالية انه مستحيل.
ثورة تشرين يتحمل مسؤوليتها كل اللبنانيين، وهي ما كانت كرمى لعيون بعض المتسلقين الطامحين، بأن ينضموا إلى مجموعات المتغطرسين الراضين بالتبعية لأنظمة، تريد ان تصفي حسابتها في ما بينها، لأجل مصالحها تستهون إرسال الناس بالجملة إلى الجحيم.

١٧ تشرين الأول ليس للذاكرة بل هي مناسبة للتفكر

هي محكمة و دستور  وخارطة طريق، لمن أراد أن يتبوأ المسؤولية. محاولة تجهيلها او تهميشها او تهشيم صورتها، لن يكون بالامر اليسير، حتى وإن تركها البعض او استغلها، فهي دوما وكما ورد في كتب الأصحاح، تجد من يخدم وجودها واستمرارها، على الرغم من حجم  التضليل.

الرافضة التي تحاربها ستخضع نفسها لقواعدها، الخارجون عنها سيحسبوا الف حساب، قبل أن يقدموا على اي فعل هو حق للناس،  استغلال الأتباع ودفعهم إلى الموت بالجملة، سيواجه عاجلا ام آجلا بالرفض، إستغلال العصبية المناطقية والطائفية، وسلاح المذهب و الدين، لن يستمر طويلاً، و سترهق معتنقها لأنها ببساطة، ستجعله كطائر هزيل في قفص ينظر من وراء القضبان، إلى اسراب من الطير في الفضاء الرحب تطير.

١٧ تشرين الأول ليس للذاكرة،  بل هي مناسبة للتفكر، فهنيئاً للذين يفقهون ما يتذكرو،ن وما يقرأون وبه يعملون. وعليه حمى الله لبنان والتشرينيين، من حصار فرضته عليهم طبقة من الحكام الجهلة الفاسدين.  

السابق
الجونة مستمر في الجدل.. ساعة يد زوج جومانة مراد بسعر صادم
التالي
نانسي عجرم تفتتح المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون من تونس