توقيفات البيطار تُصدّع تحالف «حزب الله»-باسيل..و«الثنائي» يَشُدّ «العصب» في الشارع!

القاضي طارق البيطار وقصر العدل
دخلت التحقيقات في قضية إنفجار مرفأ بيروت امس في متاهة السياسة وتحولت الى قنبلة موقوتة قد تفجر الحكومة والعلاقة بين مكوناتها مع تلويح "الثنائي" بالاعتكاف الحكومي والتظاهر في الشارع حتى إقالة المحقق العدلي طارق البيطار.

مع تهديد “الثنائي” بتعليق مشاركته في جلسة اليوم الحكومية اذا لم يأخذ مجلس الوزراء قراراً بكف يد البيطار ومع تعذر “صيغة وسط” عمل رئيسا الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، أفاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بأنه “بعد التشاور بين عون وميقاتي، تقرر تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة بعد ظهر اليوم”.

مجلس النواب

ودخل على الخط اليوم مجلس النواب حيث أرسلت امانته العامة، كتابا لوزارة الداخلية والبلديات، أشارت فيه إلى أنه “لما كان المجلس النيابي قد أبلغ النيابة العامة التميزية بواسطة وزارة العدل ولأكثر من مرة موقفه من ملاحقة الرؤساء والوزراء يعود الى المجلس النيابي والمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وفقاً للمواد ٧٠ – ٧١ و٨٠ من الدستور الذي سبق وقد انتخب واقسم اليمين .

ولما كان المجلس قد باشر السير بالاجراءات اللازمة فيما يتعلق بجريمة انفجار مرفأ بيروت. ولما كان هذا الأمر لا يعود اختصاصه للقضاء العدلي وبالتالي فأن اي اجراء من قبله يتعلق بأحد الرؤساء والوزراء والنواب يعتبر تجاوزاً لصلاحيته.

تحذير اهالي الشهداء

وأشار أهالي شهداء وضحايا تفجير مرفأ بيروت اليوم، في بيان إلى أنه “نحن أولياء الدم قضيتنا هي جريمة العصر ويجب أن تخرج من التجاذبات الحزبية، الطائفية والمذهبية”. ولفت البيان إلى أن “جريمة تفجير مرفأ بيروت طالت جميع الفئات والشرائح لم تميّز بين طرف وآخر، بين لبناني أو أجنبي”.

وتابع البيان “نحن أولياء الدم لن نسمح بذهاب دماء شهدائنا هدرا أمام تلك التجاذبات والعرقلات والتحايل على القانون”. و”نحن أولياء الدم نتوجه الى مجلس الوزراء مجتمعا مصرين على احترام فصل السلطات، وبالتالي عدم التدخل بعمل المحقق العدلي طارق البيطار وعرقلة التحقيق”.

وختم البيان “نحن أولياء الدم نحذر من مغبّة التفكير باستبدال القاضي أو ترهيبه مهما زاد منسوب التهديد. كفوا أيديكم عن القضاء”.

تطورات الامس

في تطورات التحقيق العدلي بإنفجار المرفأ، وفيما كان مقررا حضور الوزير السابق النائب علي حسن خليل بموجب المذكرة التي اصدرها القاضي العدلي طارق البيطار وحدد فيها موعد جلسة استجوابه التي كانت مقررة امس، لم يحضر خليل، وحضر وكيله المحامي محمد المغربي، كما حضر وكلاء الادعاء الشخصي.

وطلب المغربي مهلة زمنية لتقديم دفوع شكلية وتقديم مستندات، الا أن المحقق العدلي رفض أن يتبلغ دعوى رد خليل وزعيتر المحالة أمام القاضي ناجي عيد لأنه في خضم جلسات يترأسها، وأصدر مذكرة توقيف غيابية بحق خليل.

واثر انتهاء الجلسة، تبلغ القاضي البيطار دعوى الرد الجديدة المقدمة ضده من وكلاء خليل والنائب غازي زعيتر، ما استدعى تعليق التحقيق ووقف كل الجلسات، الى أن تبت محكمة التمييز المدنية برئاسة القاضي ناجي عيد بقبول هذه الدعوى أو رفضها.

وبتبلّغ البيطار طلب ردّه من الغرفة الأولى في محكمة التمييز، أوقف تحقيقاته لحين بتّ الطلب من المحكمة، على أن يُبدي ملاحظاته بصدده أصولاً؛ وبذلك تكون الجلستان المقرّرتان اليوم للإستماع الى النائبين غازي زعيتر ونهاد المشنوق، مرجأتين أيضاً إلى حين بتّ طلب الرّد.

إقرأ ايضاً: نصرالله «يُرسِّم» دويلته بالمازوت والكهرباء وترهيب القضاء..والغاز الاسرائيلي «يتسرب» إلى بعبدا!

الى ذلك، احال المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان صباح أمس الى المحقق بيطار قرار وزير الداخلية الذي رفض فيه اعطاء اذن بملاحقة اللواء عباس ابراهيم.

وعصراً، التأم مجلس الوزراء على “وهج” مذكرة توقيف علي حسن خليل، وسبق الجلسة الحكومية جلسة لمجلس الدفاع الاعلى لم تمنح الاذن بملاحقة مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا.

وساد الجلسة هرج ومرج وطالب وزراء “الثنائي الشيعي” بموقف من مجلس الوزراء تجاه البيطار ومع تعذر الامر، رفع رئيس الجمهورية ميشال عون الجلسة الى اخرى تعقد عند الساعة الرابعة وذلك افساحاً في المجال لاتخاذ قرار  “وسطي” بشأن البيطار.

مصادر متابعة لـ”جنوبية”: “الثنائي” امهل عون وميقاتي حتى عصر اليوم لاتخاذ قرار مناسب بحق البيطار والا سيكون هناك تصعيد كبير!

وفي السياق تؤكد مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان “الثنائي” امهل عون وميقاتي حتى عصر اليوم لاتخاذ قرار مناسب بحق البيطار والا سيكون هناك تصعيد كبير.

وقد وضع “الثنائي” في رأس اولوياته تغيير البيطار واوعز الى مسؤوليه في العاصمة والاطراف للجهوزية لاعتصام وتظاهرة مليونية نهار الخميس بينما ترك خيار الاعتكاف الحكومي وحتى تعليق المشاركة والاستقالة رهن التطورات.

وتقول ان بعد السجال والكباش بين الرئيس نبيه بري وعون والنائب جبران باسيل حول تقديم موعد الانتخابات يبدو ان الامور تسير بدورها الى كباش واشتباك بين حزب الله وعون وباسيل واللذان يقفان وراء البيطار ويدعمانه. ويرى باسيل وفق المصادر التحقيقات في المرفأ فرصة لتحصيل مكاسب سياسية وابتزاز بري وحزب الله انتخابياً! 

وفي سياق الحشد الى الشارع، تؤكد المصادر ان خطوة الشارع وعلى ابواب الانتخابات النيابية فرصة لـ”الثنائي” لتصوير نفسه ضحية، وانه يتعرض لمؤامرة اميركية قضائية ومع استمرار الحصار المالي والنفطي عليه وبالتالي، هذا يوفر دافعاً  وحافزاً لشد العصب الشيعي وحشده خلف الرئيس بري والسيد حسن نصرالله.

يذكر ان “حركة امل” دعت غداً عند الساعة 11 صباحاً الى وقفة احتجاجية امام قصر العدل، للمطالبة بإقالة البيطار.

فاجعة جديدة

وفي فاجعة جديدة ومتعلقة بطائرات التدريب، اعلنت ​المديرية العامة للطيران المدني​ في بيان انه “بتاريخ 13 تشرين 2021 أقلعت الطائرة التابعة لنادي الطيران اللبناني Aero club Lebanon نوع CI72S ذات التسجيل OD_PMS من مطار ​بيروت​ الدولي عند ​الساعة​ 10,006 بالتوقيت المحلي ، باتجاه ​جبيل​ ساحليا، وذلك استنادا إلى خطة طيران تمت الموافقة عليها مسبقا من قبل مصلحة الملاحة الجوية التابعة للمديرية العامة للطيران المدني. حوالي الساعة 10,24 بالتوقيت المحلي، اختفت الطائرة عن شاشات رادارات الملاحة الجوية فوق البحر في منطقة حالات، وكان على متنها شخصان بما فيهما قائد الطائرة وعلى الفور، شكل ​وزير​ الأشغال العامة والنقل لجنة تضم خبراء اختصاصيين للتحقيق في هذا الحادث واعطى توجيهاته للجنة بإنجاز التحقيق في أسرع وقت ممكن”.

وزير الداخلية

وأوضح ​وزير​ الداخلية ​بسام مولوي​ ان الطائرة التي سقطت كان على متنها شخصان والوزارة استنفرت جميع الأجهزة فور تبلغ الخبر، مؤكدا ان “العمل مستمر من أجل الوصول إلى نتيجة نأمل ان تكون إيجابية، ونأمل انقاذ ركاب الطائر”.

وأشار إلى تكرر ​حوادث​ طائرات التدريب، مشددا على وجوب اتخاذ تدابير قاسية بالنسبة للرقابة وهذا أمر يجب معالجته مع ​وزارة الاشغال​ ويجب ان تكون التراخيص مراقبة.

خطوة الشارع وعلى ابواب الانتخابات النيابية فرصة لـ”الثنائي” لتصوير نفسه ضحية وانه يتعرض لمؤامرة اميركية قضائية لحشد جمهوره خلف بري ونصرالله!

وأضاف “عثرنا على سترة نجاة واحدة وغير مفتوحة على سطح ​المياه​ وهو ما ساعدنا على تحديد موقع محتمل لوجود الطائرة”.

السابق
مجلس النواب يفتح النار على البيطار: الرؤساء والوزراء والنواب ليسوا من اختصاصك!
التالي
بعدسة «جنوبية»: مصير ركاب طائرة حالات مجهول.. والدولة تستنفر اجهزتها لكشف ما حصل