قراءة في زيارة وزير خارجية إيران إلى لبنان…

السياسة الخارجية الايرانية الجديدة تقوم على تنفيذ استراتيجية جديدة تهدف الى خرق العزلة التي تعيشها ايران منذ سنوات نتيجة سياساتها الخارجية العدائية للعالم العربي والاسلامي بشكلٍ خاص وبالتحديد جيرانها من دول الخليج العربي.. والعزلة الدولية التي فرضتها العقوبات الاميركية والغربية على ايران نتيجة تعنتها واصرارها على عدم الالتزام بتعهداتها النووية ورفض التفاوض على برنامجها الصاروخي والحد من تدخلها في الدول المجاورة وتحجيم دورها الاقليمي..

بالنسبة لايران يعتبر لبنان ساحة صراع سياسي واعلامي وامني من خلال الدور الذي يلعبه حزب الله على الساحة اللبنانية… وهذا الدور قد ساهم في تخفيض او الحد من التضامن الشعبي اللبناني مع حزب الله في مختلف البيئات والمكونات اللبنانية، وحتى من يتحالف مع حزب الله كالتيار الوطني الحر وبعض القوى السياسية، اصبحت محرجة ومرتبكة من حجم ارتباط حزب الله بالسياسة الايرانية الخارجية التي يعتبرها اولوية على مصالح لبنان والشعب اللبناني.. وهذا ما يقوله نصرالله شخصيا حين يقول انه جندي في جيش ولاية الفقيه وانه مستعد لارسال شباب حزب الله وميليشياته لخدمة ايران اينما كان.. تحت عنوان نكون حيث يجب ان نكون…

اقرأ أيضاً: زحمة موفدين دوليين..هل هناك من إستدارات خارجية نحو لبنان؟

لذلك تقوم ايران بارسال الوقود الى حزب الله عبر المواني السورية لدعم مالية حزب الله ولمحاولة تعويم حضور حزب الله سياسياً على المستوى الداخلي اللبناني واستعادة وهجه ودوره الامني والخدماتي.. وكذلك دعمه مالياً بطريقة غير مباشره، بسبب عجز ايران عن تمويله بالدولارات النقدية… فكان النفط هو البديل رغم حاجة الشعب الايراني لهذا النفط ..

من هنا شاهدنا ان حزب الله كان في طليعة مستقبلي وزير الخارجية الايراني في مطار بيروت… بوفد يمثل حسن نصرالله الى جانب حلفاء آخرين… كما ان عبداللهيان، حاول في مختلف الكلمات التي القاها عقب زياراته في لبنان… الى التأكيد على انفتاح ايران..واستعدادها للحوار لحل مشكلات المنطقة.. واشار بوضوح الى استعداد ايران لمساعدة لبنان اقتصادياً من خلال بناء محطات كهربائية واعادة بناء المرفأ… الذي تم تدميره بالانفجار الذي اطاح بتجهيزاته وحزب الله لدى بعض السياسيين والناشطين متهم في التسبب بالانفجار..؟؟؟

لذا فإن العرض الايراني يعتبر :

محاولة لتجميل صورة ايران وحزب الله في آنٍ معاً ومحاولة لمساعدة الثنائي الحاكم وخاصةً التيار الوطني الحر الذي فشل في ادارة ملف السلطة مما ادى لانهيار الوضع اللبناني..

الحفاظ على حضور ودور حزب الله على الساحة اللبنانية من خلال بناء محطتي كهرباء، وخاصةً ان واحدة مطروحة بحسب الوزير الايراني في الجنوب… رغم ان محطة الزهراني الكهربائية هي في جنوب لبنان.. وهذا يجعل الوجود الايراني شرعي ومبرر في جنوب لبنان وكذلك في مرفا بيروت…

عرض اعادة بناء المرفأ هي رغبة حقيقية لدى ايران وحزب الله لابقاء يد حزب الله من خلال الادارة الايرانية قابضة على المرفأ وايران تعتبر ان وصولها الى مياه البحر المتوسط ضرورية جداً وهي رغبة تاريخية.. منذ زمن حكم اكاسرة ايران قبل الفي عام… كما ان الهيمنة على المرفأ مهما كانت الذريعة او السبب سوف تساعد ايران على اعادة تصدير منتوجاتها من لبنان الى دول اوروبا ودول افريقيا بشكلٍ خاص من خلال تجار لبنانيين..؟؟؟ والاغتراب اللبناني يلعب دور اساسي في ادارة التجارة الخارجية في دول افريقية عديدة..

وفي النهاية يمكن القول ان عبد اللهيان حاول ان يؤكد في تصريحاته حجم ارتباط لبنان بالسياسة الخارجية الايرانية وتأكيد هيمنته…وكذلك اهميته بالنسبة لايران ايضاً…

السابق
«قائد عسكري بصفة وزير خارجية».. علّوش لـ«جنوبية»: ليُفرج عبداللهيان وقيادته عن لبنان عندها يُفكّ الحصار!
التالي
إرتفاع مستمرّ.. الدولار على عتبة الـ 19 ألف!