لبنان خارج الإهتمامات السعودية..و«اللويا جيرغا» تُدير حكومة ميقاتي!

نجيب ميقاتي
الحكومة تترنح تحت وطأة الملفات الداخلية الضاغطة اقتصادياً ومعيشياً، ويتحكم فيها "مجلس عشائري" متمثل بلجان تختصر قرارها. في المقابل تدير السعودية "الاذن الطرشاء" لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولمجلس الوزراء.

لبنان خارج الاهتمامات السعودية، ولا احد يراهنن على اي تبدل في موقف الرياض، طالما بقي ميشال عون رئيساً، و”حزب الله” قابضاً على بعبدا والسراي، ومجلس النواب، والقوى الامنية، والحدود بين لبنان وسوريا!

هذه المعطيات تؤكدها مصادر لبنانية ومطلعة على توجهات المملكة لـ”جنوبية”، والتي تلمح الى ان المملكة تتجه الى تقليص حضور سفيرها في بيروت وليد البخاري، والذي استدعي على عجل الى الرياض مرة جديدة منذ نحو اسبوع، ويبدو انه سيبقى هناك طويلاً بعد ان سبقته عائلته واولاده!

 وامس غاب لبنان عن اجتماع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان والمباحثات التي دارت بينهما، وهو ما يؤكد مرة جديدة صعوبة اقناع الرياض بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومباركة حكومته، وبالتالي منح مساعدات عاجلة عبر سيدر او اي “ابواب اخرى” قروض ميسرة وغيرها.

المملكة تتجه الى تقليص حضور سفيرها في بيروت وليد البخاري والذي استدعي على عجل الى الرياض مرة جديدة منذ نحو اسبوع!

حكومياً ومع غرق البلد في عتمة شاملة وخروج كهرباء لبنان عن الخدمة رسمياً، تتجه الانظار الى الجلسة الجديدة للحكومة، والتي سيغلب عليها هذا الاسبوع وفق مصادر متابعة لـ”جنوبية”، الملفات الحياتية لا سيما الكهرباء، وارتفاع سعر صرف الدولار والمحروقات والمواد الغذائية ستكون محور اهتمام الحكومة في الجلسات المقبلة واللجان الوزارية التي شكلت في الجلسة الأولى إضافة إلى استكمال الإجراءات التي أعلن عنها وزير التربية لتسهيل بدء العام الدراسي، فضلاً عن استكمال الخطوات المطلوبة لاستئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

اللجان تحول الحكومة الى “مجلس عشائري” يمثل الطوائف والقوى النافذة في البلد وفيه يتخذ القرار ويُبصم عليه في مجلس الوزراء!

ويشكل ملف الكهرباء أحد أهم الاختبارات أمام الحكومة، لا سيما مع إعلان مؤسسة كهرباء لبنان أمس عن انهيار الشبكة مجدداً نتيجة تدني القدرات الإنتاجية إلى حدودها الدنيا ما سيؤدي إلى توقف بعض المعامل عن العمل، بالتالي المزيد من التقنين بساعات التغذية التي وصلت في بعض المناطق إلى الصفر. فيما تساءلت مصادر نفطية عن مصير بواخر الفيول العراقي التي تصل تباعاً إلى لبنان وكيف يتم استخدامها والاستفادة منها في رفع ساعات التغذية؟ كما عن مصير سلفة الكهرباء التي أقرها مجلس الوزراء في جلسته الأربعاء الماضي؟

“سجال مكهرب” بين “امل” و”التيار”

 وأثار ملف الكهرباء سجالاً حاداً واتهامات متبادلة بين نواب كتلتي التنمية والتحرير ولبنان القوي، إذ رد النائب ​سيزار أبي خليل​، في تصريح على النائب ​ياسين جابر​، الّذي أشار إلى أن الوزراء المتعاقبين على ​وزارة الطاقة​ نهبوا أموال الوزارة، قائلًا: «مش كلّ الوزراء متل وزرائكم».

إقرأ ايضاً: حزب الله «يَقنص» بيطار من حارة حريك إلى واشنطن..والعتمة «تُكهرب» الحكومة!

وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ​قاسم هاشم​، في تصريح إلى أنّه «أن تصل ​الكهرباء​ إلى صفر تغذية، فالأمر يحتاج إلى معالجة سريعة»، مشدّداً على أن «كفى ذلاً وإهانةً، وإلّا فلتعلن الوزارة استسلامها ليتدبّر الناس أمورهم، ولا تسألوا كيف سيحصل المواطن على حقّه، في ظلّ هذا الاستهتار والاستخفاف بحقّ العيش الكريم للبنانيّين».

لجان حكومية!

وفي استكمال للسير على نهج حكومة حسان دياب ورغم تقليص الحكومة اللجان من 16 الى 12، لا تزال عقلية “اللويا جيرغا” قائمة عند الطبقة السياسية، ولا سيما عند العهد العوني والذي “يفلش” وزراءه ومستشاريهم على اللجان الحكومية لتتحول الحكومة الى “مجلس عشائري” يمثل الطوائف والقوى النافذة في البلد، والتي تشكل عصب الحكومة الحالية.

وهذه اللجان هي من تتخذ عملياً اي قرار على ان يعرض على الحكومة في الجلسة لـ”البصم”، كما جرى اخيراً عندما شكل الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي اللجنة، التي ستحاور صندوق النقد الدولي ومن دون العودة الى الوزراء، فكان دورهم ان “اخذوا علماً” بها فقط كما تكشف مصادر وزارية لـ”جنوبية”!

السابق
بعدسة «جنوبية».. موظفو مستشفى الحريري يُضربون :«الراتب ما بكفي بدنا نعيش»!
التالي
بطريقة لافتة.. أحمد عز يساعد فقيراً طلب منه المال في الشارع