«حزب الله» يتلاعب بعقول بيئته.. «مازوتيا»!

صهاريج المازوت الايراني

واضح أن حزب الله يجيد الإستثمار الاعلامي والسياسي، والتلاعب بعقول بيئته وخلق الإنتصارات الوهمية، حتى من صهريج مازوت مهرّب. سياسة التجويع والتجهيل التي اتبعها الحزب منذ زمن، خاصة في منطقة بعلبك الهرمل، تحصد أكلها وتثمر جهلا يتجلى بأبشع صوره مع كل مناسبة حزبية.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يشهر «خراطيمه» الإيرانية.. «يحكم ولا يملك»!


فمنذ إعلان أمين عام حزب الله حسن نصر الله، عن استقدام بواخر نفط ايرانية بدأ زرع النصر الإستباقي في رؤوس جمهوره، استنفرت كل وسائلهم الاعلامية وآلة الحرب الكلامية، واستدعوا كل شعراء البلاط واستثمروا أبواقهم التحليلية، لإخراج نصر إلهي جديد.
عشية وصول صهاريج المازوت، أعلنت قيادة حزب الله في البقاع استكمال التحضيرات اللوجستية والفنية والميدانية، وأن قسم الاعلام في الحزب، جهز الصوتيات وآلاف الرايات والشعارات، وحدد أماكن التجمعات والاحتفالات، ووصف المسؤول الاعلامي للحزب في البقاع أحمد ريا التجمع الجماهيري ب”العفوي”، فأثار موجة من السخرية على وسائل التواصل، قبل أن يخرج السيد نصر الله ببيان، دعا فيه “عدم القيام بأي تجمعات شعبية أثناء مرور القافلة حفاظا على سلامة الجميع”.

أما في الواقع، فالمشهد لا يليق بأبناء بعلبك الهرمل، مشهد مليء بالتخلف والاذلال، في وقت يتباهى أبناء بعلبك الهرمل بالعنفوان والكرامة والرصانة، بينما نساء وأطفال في الشوارع، تنثر الورود والأرز على صهاريج، قيل أنها محملة بالمازوت الإيراني، شباب يطلقون القذائف الصاروخية والرصاص العشوائي، الذي كاد أن يحدث كارثة لولا العناية الالهية.
مشهد محزن وخطير، إن دلّ على شيء، فهو يدل على تمدد الجهل والفقر والغوغائية، والانحدار الثقافي والفوضى المنظمة، التي يتبعها الحزب في لبنان بشكل عام، وفي منطقة بعلبك الهرمل الخصبة بشكل خاص.

لقد أوهم حزب الله جمهوره، أن ما يجري في لبنان هو “حصار أميركي”، صنع الأكذوبة و زرعها في البيئة الخصبة، مهد لها الأجواء المناسبة، ثم أدخل الصهاريج على أنغام أناشيد الفتح وأهازيج النصر، مع العلم أن مثل هذه الحافلات، ومنذ فرض قانون قيصر، دخلت من لبنان الى سوريا عبر المعابر الحدودية عينها، وهي محملة بالمحروقات المدعومة دون أن يعترضها الأمريكي.
منذ بداية الأزمة، لم تتوقف بواخر النفط عن تزويد منشآت النفط في الجنوب والشمال بالكميات اللازمة، ولم تقفل محطات المحروقات أبوابها أمام طوابير السيارات، باستثناء محطات الأمانة،التي رفعت خراطيمها، لتضييق الخناق على البيئة، تمهيدا “لكسر الحصار”، مع العلم أن إحتياط مخزون المحروقات في معسكرات الحزب، يكفي لبنان لأشهر عديدة، إضافة الى عمليات التخزين التي يكفي أن تقول كلمة السر أنها للمقاومة، لتبقى دون مصادرة أو مساءلة.

ما يجري في لبنان هو إنهيار إقتصادي، بسبب الفساد والاحتكار وسيطرة الدويلة على الدولة، وليس بمثابة حصار وفك حصار، كما يدّعي حزب الله، الذي يعمل لفرض واقع جديد على أبواب الانتخابات النيابية والتبدلات الاقليمية، مستثمرا في الجهل وأوجاع الناس

السابق
جلسة الثقة الاثنين.. اليكم البيان الوزاري لحكومة «معاً للانقاذ»
التالي
بالصور: «خود وأعطي».. نار الكتب المدرسية تفرض «صفقة تبادل» شعبية!