نفق الحرية في فلسطين ولبنان النفق

هروب فلسطينيين

بعد نجاح 6 فلسطينيين من الهرب من سجن إسرائيلي عبر نفق أمس، ما أثار احتفالات كبيرة بين الفلسطينيين وتسبب في إحراج كبير للمسؤولين الإسرائيليين، كتب الخبير النقابي الدولي الدكتور غسان صليبي، تحت عنوان “نفق الحرية في فلسطين ولبنان النفق” التالي:

اقرا ايضا: بالصور: أسرى فلسطينيون يفرون من سجن إسرائيلي عبر نفق!

“أليس لنفق جلبوع
فرع في لبنان؟”،
سألت صديقة على صفحتها في الفيسبوك،
تعليقا على هرب ٦ اسرى فلسطينيين
من سجن جلبوع الإسرائيلي
بعد أن حفروا نفقا في الأرض.

اجبتها عفويا
“لبنان كله جلبوع،
لكن إذا حفرتِ نفقا في الارض
ستخرجين من الأراضي الإسرائيلية
أو السورية”،
قاصدا انه سيعاد القبض عليها
في الحالتين.

كان يجب أن أضيف
“وإذا خرجتِ من تحت البحر
سيرتطم رأسكِ
بباخرة إيرانية
أو فرنسية مرافقة لها،
بعد التوافق الإيراني الفرنسي
على تأليف الحكومة”.

وافقتني على تشاؤمي قائلة
“لا أمل بالحرية”،
لكنني عدت وأضفت
“المهم أن نبقى نعيش
هذه الحرية
في داخلنا”،
وكأنني بذلك
أردت التفلت
من الضيق الذي يحدثه
الإحساس بالتشاؤم،
عبر اللجوء
إلى هذا الشعور المطمئن
ولو غير الأكيد،
الذي يقول لك أنك حر
في داخلك،
مهما طوقوك
من الخارج.

مذهل
ما قام به
الأسرى الفلسطينيون
بحثا عن الحرية
في أكثر السجون الإسرائيلية
مراقبةً وتحصينا،
وما حصل ملهمٌ لكل من يصبو إلى الحرية
في السجون الاسرائيلية،
أو في أي مكان
يمارسُ فيه
ظلمٌ وقهر.

حفر النفق
كان وسيلة الاسرى الفلسطينيين
للهرب من السجن،
ولعلهم سيتمكنون من الفرار نهائيا،
وسيجدون ملجأً لهم
في أرض فلسطينية
خارج السيطرة الإسرائيلية المباشرة.

المفارقة
بالنسبة لنا
نحن اللبنانيين،
أننا نشعر بأن بلدنا
تحول الى مجرد نفق،
لتهريب الأسلحة
والبنزين
والنزعات الاصولية،
وغيرها من المواد
التي يستفيد منها المحور
الذي يهيمن على الإقليم بكامله.

ألم يصبح البلد
ما يشبه النفق،
بعتمته
ورائحة العفن
التي تفوح
من فساد حكامه؟

الا يشبه السير في نفق،
مشهد الطوابير
التي نمشي فيها ببطء
مطأطئي الرأس
خلف بعضنا البعض؟

المصيبة الكبرى
أننا لم نعد نرى
ضوءً
في نهاية هذا النفق،
كما عبّرت
الصديقة الفايسبوكية
بمرارة.

كم نحتاج
إلى إرادة
هؤلاء الأسرى الفلسطينيين،
إلى ثقتهم العمياء،
نعم العمياء،
بأن في آخر هذا النفق
ضوءً.

ربما كنا نحتاج
اولا
إلى الإقرار
بأننا رهائن في سجن،
وأننا مثل السجناء الفلسطينيين
الذي فروا،
قد حكم علينا بالسجن
مدى الحياة،
ولا خيار لنا
الا البحث عن الحرية
مهما كلف الأمر.

السابق
بسبب أزمة المحروقات.. أفران الشمال تقفل أبوابها!
التالي
هذه هي «حظوظ» الثورة في الإنتخابات النيابية المنتظرة!