لم يكن احد يتوقع ان عكار الذي نهشها الحرمان حتى النخاغ والتي لا تزال ترتدي الأسود على الضحايا الذين سقطوا منذ ايام بانفجار صهريج المحروقات، ان يكون للحطب فيها ايضاً يد في مقتل شاب بعمر الزهور.
اذ تسببت الاشتباكات الدائرة بين فنيدق وعكار العتيقة والتي نشبت امس الثلاثاء بسبب خلاف على الحطب قبل بدء فصل الشتاء، بمقتل الشاب المهندس رامي البعريني، والذي لا علاقة له بالإشكال لا من قريب أو بعيد، ذنبه الوحيد أنه أراد الترفيه في بلد لا مكان فيه للراحة لتقتله رصاصة طائشة خلال الاشتباكات.
فبعد أيام من تخرجه من الجامعة اللبنانية مهندساً مدنياً، وقبل أن يتسنى له السفر إلى الخارج، قتل رامي في المكان الذي قصده ليُرفه قليلاً عن نفسه.
وفي التفاصيل، يقول ابن مختار بلدة فنيدق أحمد البعريني للنهار اليوم الاربعاء: “كان رامي في نزهة مع أصدقائه في عين الجوز، حين فوجئوا بشبان يطلبون منهم المغادرة، توجهوا إلى سيارتهم للانطلاق، واذ بالرصاص ينهمر عليهم، أصيب رامي بطلقة في رأسه توفي على أثرها على الفور، كما أصيب صديقاه”. وأضاف: “نقل الشبان الثلاثة إلى مستشفى الحبتور في حرار حيث أعلن الأطباء مفارقة رامي الحياة”.
هذا ونعى اصدقاء رامي زميلهم المهندس عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات مؤثرة مؤكدين على اخلاقه وذكائه ومحبته للجميع، فيما لا تزال الاشتباكات دائرة لحد الآن بالرغم من تدخل عدد من الشخصيات السياسية لوقف القتال من بينهم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي ناشد ابناء عكار بسلسلة تغريدات عبر “تويتر” لحقن الدماء وعدم تحكيم لغة السلاح.
