«خاص جنوبية»: المجالس العاشورائية لـ«الشيعي الأعلى».. بلا شيعة!

المفتي قبلان مجالس عاشوراء
تظهر الصّور المسرّبة من قبل موقع ضفاف الالكتروني، حضورا ضئيلا جداً للمؤمنين الشيعة هذا العام، يقدّر بعشرة اشخاص فقط لا غير في المجلس العاشورائي الذي يقام سنويا في قاعة الوحدة الوطنية التابعة للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، مضافا اليهم خمسة عشر موظفا ورجل دين واحد، وذلك بعكس الأعوام السابقة ذات الحضور الكثيف، احياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) التي تقام على مدى الليالي العشر الأولى من شهر محرم.

المختلف هذا العام، ان المجلس الحسيني يقام لأول مرة برعاية نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب، بعد ان كان سابقاً برعاية الرئيس الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، بحضور جماهيري يقدّر بالآلاف، وبمشاركة شخصيات تمثل جميع الطوائف اللّبنانية، غير ان مرض الشيخ قبلان وقعوده في منزله منعه من احياء هذه المناسبة شخصيا كما اعتاد ان يفعل كل عام.

إقرأ أيضاً: ملحمة «كربلائية» بلا خبز وماء ومحروقات..و«عاشوراء الثنائي» مضاءة جنوباً وبقاعاً!

وتبعا لرأي عدد من الاعلاميين المهتمين بالشأن الشيعي اللبناني، فان هذا الفشل المروّع في تنظيم المناسبة، ومقاطعة الشيعة عامة لبيت الطائفة المفترض ان يكون مرجعيتهم الدينية ومركز قيادتهم الروحية، يعود سببه لتخلي المجلس الشيعي عن شيعته في احلك الظروف التي يمرون بها ويمر بها الوطن، خصوصا وأن الانهيار الاقتصادي الحاصل في لبنان سحق الطبقة الوسطى وأفقر معظمها، ومع ذلك لم يسجّل للمجلس الشيعي اية مبادرة انسانية  ولا مساعدات مالية او عينية تستهدف هذه الطبقة المسحوقة، لا داخل الطائفة الشيعية ولا خارجها، مع ان المجلس يملك أوقافا تقدر عوائدها بالملايين، وكذلك فان من واجبه ان يستنفر اغنياء الطائفة الشيعية لاعانة فقرائها، وهي السنّة التي درج عليها المؤسّس الامام المغيب السيد موسى الصدر، لإعانة الفقراء في النكبات والملمّات. 

المجلس الشيعي تخلى عن ابناء طائفته فتخلوا عنه 

الاستزلام والفساد الوظيفي 

كما يرصد المتابعون للشأن الشيعي في لبنان خمود نشاط المجلس الاسلامي الشيعي سياسيا وتحوله الى مؤسسة داعمة لمواقف حزب الله  لا اكثر ولا أقل، ويذكي التنافس بين مدرائه ومشايخه حمى الصراع على المناصب، فبعد ان كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو المرجعية القانونية والسياسية للمجلس، حصل ما يشبه الانقلاب في الاعوام الاخيرة، مع دخول حزب الله على الخط واستحواذه على ولاء غالبية المدراء ورؤساء الدوائر في المجلس، فحزب الله المدعوم بالسلاح وبالدولار الايراني، اكثر اغراء من حركة امل الآيلة الى السقوط والتي سوف تصعف وتزول بعد رحيل الرئيس بري. 

خمود نشاط المجلس الشيعي سياسيا وتحوله الى مؤسسة داعمة لمواقف حزب الله   

 ولان حزب الله يريد ان يحصر قطاع المشايخ به، فقد رحّب الحزب بهذا الانقلاب، ولكن انصار حركة امل وجمهورها، بعدما ادركوا ما يحصل داخل المجلس عمدوا الى الابتعاد ومقاطعة نشاطاته، ويؤكد هؤلاء الاعلاميون ان غالبية الحضور في المجلس العاشورائي الحسيني بالسنوات الماضية، كانوا من انصار حركة امل المقيمين في بيروت واطراف الضاحية، لان حزب الله له مجلسه المركزي الحاشد في منطقة الرويس، ويطل منه امينه العام السيد حسن نصرالله للوعظ واطلاق المواقف السياسية، ومع ذلك كانت حشود مجلس عاشوراء طريق المطار في مقر المجلس الشيعي تقارب حشود جمهور حزب الله، في قاعة سيد الشهداء التابعة لحزب الله في الرويس. 

غياب السيد نصرات قشاقش 

وهناك رأي اخر حسب هؤلاء الاعلاميين الشيعة يقول، أن نائب رئيس المجلس الشيعي الذي يرعى مجلس عاشوراء هذا العام، ويسعى للتقرّب اكثر من قيادة حزب الله، قرّر الاستغناء عن قراءة السيد نصرات قشاقش للسيرة الحسينية، وهو الذي يتمتع بشعبية وافرة لدى  جمهور حركة أمل اصافة للجمهور الشيعي غير الحزبي، في حين انه مكروه من قبل حزب الله وانصاره الذين يتهمونه بالتقرب من الشيرازيين عدا عن مجاهرته بتأييد نهج حركة أمل، هذا الاستغناء المفاجىء جعل الحركة تصرف النظر، عن دعوة انصارها لحضور مجالس عاشوراء المجلس الشيعي، ولأن جمهور حزب الله يحضر مآتمه الحسينية الحزبية فحسب في االرويس ولمناطق، فقد اصبح بذلك الشيخ الخطيب وحيدا معزولا هو وحاشيته القليلة، في مجلس عاشورائي شبه خالٍ.

وبالنهاية فان اهمال الفقراء من قبل بيت الطائفة، واهمال صغار الموظفين في المجلس الشيعي، وحرمانهم من رواتبهم لصالح حيتان المجلس ومدرائه المحظوظين، الذين يتقاضون راتبين من القطاعين العام والخاص بشكل غير قانوني، اضافة الى الأنانية والتهافت على المناصب، والتزلف للسلطة السياسية ومحو هوية المجلس الشيعي المستقلة، لصالح العقيدة السياسية الدينية الواردة من ايران، كلها اسباب حقيقية وواقعية أدت لظهور هذا المشهد المحزن الذي يعبر عن نهاية المجلس الشيعي عمليا، بعرض هذه الصور الفوتوغرافية المبكية المضحكة، وتظهر مقاطعة جمهور الشيعة لبيت طائفتهم وللمجالس الحسينية الخالية من الشيعة التي فشل بتنظيمها نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، هادما تراثا عريقا أسّسه الامام موسى الصدر قبل نصف قرن، ليندثر اليوم في عهد استقواء الاحزاب واستتباع رجال الدين. 

مجلس للمجلس للشيعي 2018
السابق
مشاهد لبنانية عن طبقة سياسية تضحك على نفسها وعلى.. الناس
التالي
بمساعدة كوريا الشمالية وايران.. شبكة انفاق لحزب الله تمتد بمئات الأمتار!