هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم الاثنين 9 آب 2021

مقدمات نشرات الاخبار في التلفزيونات اللبناني

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

ثمة من خطط مع الشياطين في ليل لكي يتجرع اللبناني مصائبه الواحدة بعد أخرى وواضب على تعطيل أسباب حياته خطوة خطوة حتى بات مجرد البقاء على هذه الأرض ضربا من المستحيل.

بفضل هؤلاء تعطلت كل وجوه الحياة في البلد. وحدها العدادات ازدهر دورانها، فبعد عداد كورونا الذي سجل ارتفاعا في الوفيات وعداد مليارات من أثروا على وجع الناس وعداد أرباب الفراغ الحكومي، هناك عداد ضحايا البنزين الذي سجل اليوم ثلاثة قتلى في طوابير محطات الوقود في الشمال.

فقصة رفع الدعم يتجرعها المواطن على مراحل، وهي أمر واقع، وإلا فماذا تعني الزيادة بنسبة خمسين ألفا حتى الآن على البنزين وغيرها من المحروقات، ومثلها رفع الدعم عن الدواء وهو مفقود وما بقي أمام اللبناني سوى دعم الله الذي يجنبه حتى الآن الموت الذي بات يحاصره من كل الاتجاهات.

في مجال آخر أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن فرض عقوبات على “حزب الله” اللبناني وعصائب أهل الحق العراقية وكتائب حزب الله العراقي. عقوبات أخرى فرضتها واشنطن على كيانات روسية ولبنانية وسورية وعراقية، وذلك على خلفية خرق هذه الكيانات حظر أسلحة الدمار الشامل بإيران وسوريا وكوريا الشمالية بحسب بيان الخارجية الأميركية.

ماذا سجل أولا عداد ضحايا البنزين في طرابلس والضنية؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

لم يحمل الأسبوع الطالع أي موعد أكيد للقاء جديد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، فيما تحدثت بعض المصادر عن أن اللقاء يمكن أن يعقد يوم غد الثلاثاء بينهما في بعبدا لاستكمال البحث في ملف تشكيل الحكومة.

في عداد التأليف لقاءات ستة حتى الآن، وفي عداد الأزمات لا عد ولا حصر لها، والتداعيات الكارثية باتت تخنق البلاد والعباد وتحبس أنفاس الناس القلقين من المجهول الأسود الذي ينتظرهم.

أولى هذه الازمات إبريق زيت المحروقات بشقيها: البنزين الذي أعاد طوابير السيارات للتزاحم أمام المحطات، والمازوت الذي انسحب انقطاعه اختناقا في كل القطاعات ولا سيما المولدات الخاصة التي كانت تعوض عن كهرباء الدولة.

أما الغاز المنزلي، فالمتوافر منه لا يكفي أكثر من عشرة أيام بحسب ما أعلن المعنيون بهذا القطاع.

هذا الإختناق في القطاعات الحيوية يتطلب مرة أخرى الإسراع في تشكيل حكومة. وفي هذا الإطار جددت حركة “أمل” الدعوة للمعنيين في تشكيل الحكومة إلى توسيع مساحة الإيجابية التي انطلقت مع تكليف رئيس جديد وإلى تجاوز الحسابات والمصالح الشخصية للوصول إلى تفاهم سريع.

ومن مناسبة العام الهجري الجديد وذكرى عاشوراء، أطل رئيس مجلس النواب نبيه بري ليأمل أن تكون محطة في كيفية مقاومة ودرء الفساد في البلاد وصون كرامة العباد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

هي الازمة المشتقة من الحصار الاميركي وادواته قبل ان تكون ازمة مشتقات نفطية؟ وهي تداعيات الدولة الفاسدة وانهيارها كما هي ازمة متعمدة من مصرف لبنان وشركات الاحتكار وتعدداتها.

في لبنان ازمة محروقات متفاقمة، وهناك عجز وضياع، وسوء نوايا كما سوء اداء، وصراع نفوذ ودعم استنسابي ومشبوه، كما ان هناك من يتقصد احراق الناس بلهيب العتمة، ويمنع المازوت الا من السوق السوداء، حتى اطفأت المولدات في العديد من المناطق اللبنانية واحكمت العتمة المصحوبة مع الطقس الحار، واختنقت المستشفيات واصاب الشح الافران. لكن من عجنوا تاريخهم بالمال الحرام لا يزالون يصرون على الاستمرار، من طبقة محتكرة وتوابعها السياسية الى الحاكم والمتحكم بامر المال.

وبحسب عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله فان تجار العتمة من القطاع العام والخاص، يصرون في الشهر الحرام على الكسب الحرام من خلال احتكار مادة المازوت لتهريبها أو لبيعها في السوق السوداء، وإبقاء الناس بلا كهرباء، مشيرا الى ان جميع المراجعات والمتابعات مع الجهات الرسمية المعنية اصطدمت بلغة التهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على آخرين.

والسؤال: ان كان لا رادع انسانيا لدى هؤلاء، اما من دولة- او ما تبقى منها- لتحد من توحشهم؟ اليس هناك من قوى امنية واجهزة قضائية لتتحرى وتدهم وتسطر محاضر وتلاحق المخالفين صغارا وكبارا؟ وماذا ينتظرون أكثر، الا يكفي الوصول بالناس الى حد اطلاق الرصاص والقنابل امام محطات الوقود وسقوط قتلى وجرحى كما حصل في الشمال؟

اما ما حصل في الجنوب قبل ايام فقد ثبت لبنان عند معادلة الردع مع الاحتلال وحمت المقاومة اهله من الحرب والدمار واسقطت العدو في معضلة الخيارات، مع اجماع محلليها العسكريين والامنيين على ان السيد حسن نصر الله قد وضع كيانهم امام اسئلة صعبة.

اما عاشوراء التي وضعت الامة في سمو التضحية وشرف الاباء، فقد عادت احياءاتها مع العبرة والعبرة، ووجوب التقيد بالاجراءات زمن الجائحة وخطورة الاحوال، على ان يفتتح سماحة الامين العام ل”حزب الله” المجلس المركزي الذي يقيمه “حزب الله” ابتداء من الليلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

بخبر عار من الصحة، وفق تعبير الوزيرة زينة عكر في بيان لمكتبها الإعلامي، انشغلت غالبية اللبنانيين اليوم، إذ تبين ألا اجتماع غدا للبحث في رفع الدعم عن البنزين والمازوت كما أشيع، وأن اللقاء الذي حكي عنه، مخصص أصلا لاستكمال البحث في البطاقة التمويلية.

وبأخبار عارية من الصحة، يخلط البعض الحابل بالنابل في موضوع تشكيل الحكومة، فيما الحقيقة وفق ما أبلغته مصادر مطلعة لل”أو.تي.في” أن الأمور ليست مقفلة، وأن النوايا الايجابية موجودة، وأن الساعات الأخيرة شهدت تكثيفا للمشاورات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بشكل غير مباشر، للبناء على ما يمكن التفاهم عليه، وإيجاد الحلول للنقاط التي لا تزال عالقة. هذا مع الاشارة الى ان النقاش ليس محصورا بالحقائب السيادية والمداورة، فضلا عن وزارة العدل، كما يسوق البعض، بل يتطرق ايضا الى الوزارات الاساسية لمقاربة مطالب بعض الافرقاء بشكل منطقي، ودائما وفق منهجية الدستور والميثاق والمعايير الموحدة، للوصول الى تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات، ولا يكون نصيبها الفشل والشلل في اول الطريق.

وفي كل الاحوال، الانظار غدا مجددا نحو بعبدا. فإذا زارها رئيس الحكومة المكلف، فهذا يعني حكما أن إيجابية ما تم ضخها في شرايين التأليف. أما إذا تأجلت الزيارة، فهذا يعني أن الامور بحاجة الى مزيد من الدرس والبحث، لكن من دون المغالاة في استنتاجات متسرعة لا اساس لها من الدقة.

غير ان بداية النشرة من اشاعة رفع الدعم غدا عن البنزين والمازوت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

أسبوعان كاملان مرا على تكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، والحكومة لم تر النور بعد. في المبدأ، ميقاتي لا يزال يتحرك ضمن الوقت المتاح والمقبول، لكن المشكلة أنه جاء بعد تسعة اشهر من المماطلة والتسويف مع تكليف سعد الحريري، كما أن الوضع الاقتصادي- الاجتماعي ضاغط جدا، ولم يعد يحتمل المراوحة وأنصاف الحلول.

يكفي أن نعرف أن طوابير الذل أمام محطات الوقود عادت لتتصدر المشهد من جديد، وأن التزاحم على البنزين إتخذ منحى دمويا وتسبب بمقتل ثلاثة مواطنين في الشمال. هكذا فإن المادة الملتهبة تتحول تدريجيا مادة قاتلة، فيما التشكيل الحكومي لا يزال في المربع الأول.

واللافت أن الحركة السريعة لميقاتي في الأيام الأولى بعد التكليف تباطأت، بعدما اصطدم الأخير بالمطالب المستحقة والمتوارثة من زمن الحريري. فالحقائب السيادية لا تزال موضع تنازع بين القوى السياسية، ولا شيء يوحي أن الحسم قريب. علما أن الأنظار شاخصة إلى الاجتماع السابع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف غدا لمعرفة اتجاهات الريح الحكومية. فهل تأخذ الأمور منحى إيجابيا حقيقيا وعمليا، أم أن العقد ستبقى على حالها ما يعزز احتمالات الاعتذار من الآن إلى آخر الشهر على الأكثر؟

توازيا، الحملة الاعلامية على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مستمرة من اتباع “حزب الله” ومناصريه وجيشه الالكتروني والدائرين في فلكه. وهي حملة اتخذت طابعا تخطى كل الخطوط الحمر وكل الاعراف، وحتى كل المبادئ الاخلاقية. علما ان البطريرك في عظته امس اعلن موقفا وطنيا يتفق عليه معظم اللبنانيين ويرتكز على لاءين واضحتين: لا سلاح فوق سلاح الشرعية اللبنانية، ولا احقية لاي جهة باتخاذ قرار السلم والحرب نيابة عن جميع اللبنانيين.

انه موقف بديهي من بطريرك مؤتمن على دولة لبنان الكبير التي ارسى اسسها البطريرك الياس الحويك، ومؤتمن على الاستقلال الثاني الذي رعى بذوره البطريرك نصر الله صفير. ان الراعي طرح مبادئ، فلماذا لا تناقش في جو ديقراطي بعيدا من عبارات التخوين والاتهامات بتنفيذ اجندة صهيونية؟ ان ما يحصل غير طبيعي وغير اخلاقي، وعلى “حزب الله” ان يدرك ان من لا تخيفه بندقية او راجمة صواريخ لن تخيفه حملات مفبركة، لا قيمة عملية سوى انها تدل على مستوى معديها ومفبركيها.

كما على “حزب الله” ان يدرك ان لبنان 2021 هو غير لبنان 2000. ففي الماضي كان الاجماع يحمي ظهر المقاومة، اما اليوم فان “حزب الله” يكسر ظهر اللبنانيين بممارساته واستفراده بالقرار. ومن لا يصدق فقدان الاجماع، فليتذكر واقعة شويا، فهي خير دليل!

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

أمام محطات المحروقات طوابير، وعلى معابر التهريب طوابير، أمام المحطات ذل، وعلى معابر التهريب إذلال لهيبة الدولة: رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس الوزراء، مجلس الوزراء، قيادات الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك، جميعكم لا تجرؤون على وقف التهريب، الذي بدل ان يكون في خزانات المستشفيات في لبنان، اصبح في سوريا؟ أنتم إما عاجزون وإما متواطئون، وفي الحالين النتيجة ذاتها.

وما يقال عن المحروقات يقال عن الدواء. إنها الدوامة. بداية، إنها مسؤولية السلطة السياسية، اي مجلس الوزراء، وتحديدا وزير الصحة الذي يلقي كرة النار على مصرف لبنان. مصرف لبنان يرد بأنه لا يستطيع المس بأموال المودعين، إذا لا دعم. الوزير يطلب من الشركات المستوردة تسليم الدواء ب”ميني دعم” لكن الشركات ستستورد ب”فريش دولار” أي على سعر السوق، ولن تقوم بهذا الأمر. الوزير يحسم موضوع التسعير، فيؤكد أنه لن يقوم بهذا التسعير على سعر العشرين ألف ليرة لبنانية، بل سيلتزم منصة صيرفة، أي على أقل بكثير من دولار السوق السوداء. المستودعات ستفرغ، الاستيراد سيتوقف. أهلا بالدواء من الشرق: من إيران ومن الصين وبنغلاديش، ومن سائر دول الشرق، ومن لا يعجبه الدواء الإيراني فلا يأخذه.

وزير الصحة يعلن: “تم اتخاذ قرار الإستيراد الطارئ والتسجيل السريع بسبب فقدان الدواء في السوق”.

إحفظوا جيدا: “الإستيراد الطارئ، والتسجيل (أي تسجيل الدواء) السريع. ودعوا الأدوية التي كنتم معتادين عليها، وابدأوا باختبار أدوية الإستيراد الطارئ والتسجيل السريع. ما بالكم؟ هل يعقل أن يتجه البلد شرقا ويبقى الدواء وحده من الغرب؟ يجب ان يأتي الدواء من حيث يتجه البلد.

حكوميا، بدأ الاسبوع الثالث على التكليف، وفي اختصار وفق مصادر عليمة وموثوق بها ومواكبة لعملية التاليف: جمود واتصالات خجولة جدا، ولكن لا نتيجة إيجابية حتى الساعة. المساعي مستمرة حتى لو لم يظهر اي بصيص الى الآن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

الشعب المنقسم على كل تفصيل سياسي وطائفي تجمعه المصيبة، ويعلن الوحدة من اقصاه الى اقصاه على قضية مركزية يجسدها الوقوع في الانهيار معا. هو الشعب الذي كان يضع خطا احمر امام الزعيم، وقع اليوم تحت خط احمر دام، ونزف شهداء وضحايا.

ان يسقط ثلاثة قتلى في الحرب على البنزين، فتلك نتائج ازمة عميقة وليست حادثة عابرة تنتهي بدفن الضحايا واطلاق الرصاص خلال التشييع. فلبنان كله اليوم يطلق عليه الرصاص بلا بنزين، ويستهدف ابناؤه بحرب المحروقات وانقطاع التيار بفرعيه “دولة واشتراك”.

هي الحرب الأقسى على اللبنانيين منذ سكوت المدفع عام تسعة وثمانين، لكن اسلحة اليوم هي المحرمة دوليا وانسانيا. فالمواطن تنزل عليه راجمات من الصواريخ القاتلة للصمود في الدواء والغذاء والبنزين والمازوت، ويتهدد بمرضه ومستشفياته وعملياته الجراحية وعلاج سرطانه، والاغرب ان هذا السلاح لا يصيب الا السكان من دون زعمائهم وقياداتهم وحاشيتهم، بحيث لم تبدو على اي من هذه القيادات المسؤولة عوارض التأثر بالازمة، ولم يدفعهم موت الناس اليومي الى اجتماعات طارئة واعلان بلادنا ضمن الاوطان المنكوبة.

اولاد اللعينة، مرتكبو الرذيلة، والمنزوعو اي فضيلة، لم يستشعروا عمق الهاوية والحفرة التي صنعوها بأيدهم، لم يتحرك احد على خط الاطفاء، يشاهدون مواطنيهم وناخبيهم وقد كوتهم نيران القرارات الحمقى، وينأون بانفسهم عن العلاجات الطارئة.

فحسان دياب لا يجرؤ على تصريف الاعمال عن سابق قرار بات يصنف اجراميا، نجيب ميقاتي ينتظر ميشال عون، وميشال عون يراجع جبران باسيل، فيما نبيه بري يعلن عدم التدخل، و”حزب الله” مصروف الى الميدان واعدا بالمن من ايران. اما “القوات” فتتلقط بطرف خيط لتقلبها دراما من نوع جمهورية قوية. وهيا بنا الى الانتخابات. لكن هل يعرف هؤلاء جميعا انهم يرتكبون فعل الحرام، وانهم يعذبون شعبهم بالقتل القصدي؟ هل هم واعون اننا في جمهورية جهنم العظمى واننا اصبحنا كمواطنيين من ركام وعظام؟ فما الذين تطمحون اليه بعد حتى تستيقظون من النوم السياسي؟ اي قانون هذا الذي يحكم حسان دياب بمنعه عن الدعوة الطارئة الى مجلس الوزراء؟ اي ضمير يحمله رئيس الجمهورية عندما يخضع تأليف الحكومة للدرس المعمق وانتشال الحصص ومصادرة الوزرات السيادية والخدماتية وعلى توقيت قاتل؟ كلهم يتحصن بالقانون، ولو وجد هذا القانون فعلا لكانت محاكمة القادة واجبة بتهمة ارتكابهم جرائم حرب بحق شعبهم، ونحن شهود.

ولأن لا عجلة لديهم فقد ارجأ القيمون على التأليف الى الثلاثاء ملتزمين بالعطل الرسمية، لكن اجواء اجتماع الغد سيضاف الى ما سبقه من عل قلوب، وعلى مرصد وئام وهاب الخارج من قصر بعبدا، ان الحكومة في آب الا اذا دخلت الشياطين. لكن الشياطين لم تدخل فحسب، بل هي مقيمة في قصر رئاسي يجاور القصر المرصود. وفي الآيات الشيطانية المستجدة ان “التيار” يسعى للاستحواذ على وزارة الشؤون الاجتماعية تحسبا لالتقاط اية مساعدات دولية ستأتي عبر هذا الممر الانساني الالزامي.

وبدخول الشؤون الى صلب المعركة، فان الرئيس المكلف بات على شفير الاعتذار. لكنه يحتفظ بمخرون قليل من الصبر والسلوان ولن يقدم على استخدام الاحتياط. بدأ مخزون ميقاتي ينفذ، وبالكاد يوازي ما في خزانات ابو المشتقات النفطية فادي ابو شقرا الذي رفع اليوم عبارة “لا اله الا الله”.

ولما كانت البلاد على حريقها من دون محروقاتها، فان الغضب لم يدفع الناس الى لعنة اسيادهم السياسيين والخروج الى الشارع شاهرين احتقانهم. بل صبت النيران الافتراضية على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كأن لا ازمة في الوطن سوى الهجوم على رجل دين ابدى رأيا فووجه بصليات سياسية. لا احد سينكر حق لبنان في مقاومته طالما هناك عدو محتل، والمقاومة بكافة الاسلحة ستبقى مشروعة حتى قيام الساعة، لكن احدا ايضا لن ينكر على بكركي وسيدها دورها الوطني وترحال راعيها من الفاتيكان الى البلاد الاوروبية الى استقطابه موفدين في الصرح طلبا لحكومة تنقذ البلاد من استئثار المعطلين، والراعي بموقفه المحايد ام ذلك الضالع في انتشال لبنان من ازماته الحكومية تحديدا، يبقى رجل دين من وجدان هذا الوطن الذي يتسع لجميع الآراء.

السابق
«خلص المازوت».. صيدا تدخل العتمة الشاملة: احتجاجات وقرع طناجر!
التالي
«حزب الله» يَقهر الجنوبيين والبقاعيين بالعتمة..والقمع يُحاصر «التنوع الشيعي»!