الاعتداءات الهمجية والخطاب الطائفي يعلو..والناشطون ضحية سهلة المنال

تعليق على الاشتباكات التي حصلت مؤخرا بين الحزب الشيوعي والقوات اللبنانية، كاتب الناشط في منتدى صور الثقافي، وفي الإنتفاضة، والقياديّ سابق في منظمة العمل الشيوعي، محمد فران عبر صفحته على “فيسبوك” التالي: “مخيف هذا التراجع باللغة التي تتوجه إلى الجميع وتحرص على كسب تأييد ما أمكن من أطياف الداخل والخارج. كنا نسمع خطابات ومواقف يحرص اصحابها على كسب الرأي العام على ضفتي الوطن وخارجه. اليوم بات الجميع يخاطب جماعته الحزبية أو الطائفية أو المكانية المحدودة، وهذه الدوائر تضيق اكثر فأكثر وتتدهور فيها لغة الأخلاق والقيم لدرجة خطيرة.

اقرا ايضا: حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: ايران والرقص على «حافة الهاوية»!

الصراعات وانزلاقها إلى صدامات عسكرية،كانت احد مخاوفنا،إلى أن أتى إطلاق النار على الجنازة في منطقة خلدة لينبئنا بأن هناك ما هو أسوأ من مخاوفنا.
الاعتداء على مواطن من قبل القوات اللبنانية امر سيء ومدان، وكذلك المشاجرة بين القوات والحزب الشيوعي. ولكن ما هو أسوأ من الحدثين هو الاعلام المرافق والذي استعاد لغة الحرب الأهلية وكأننا لم نردم الهوة التي حفرناها خلال الحرب الاهلية،والتي نجح حراك ١٧ تشرين في ردم قسما كبيرا منها.
لقد بالغ اعلام الأطراف المختلفة في ردة فعلهم فغطى ذلك على الحدث الأهم وهو التوحد بمواجهة سلطة مجرمة فاجرة،كما غطى هذا الاعلام وحجب المطلب الأساسي لتحركات ٤ آب وهو رفع الحصانات ومحاكمة المسؤولين. ويحق لنا أن نسأل :هل تصعيد العداء واستعادة لغة الحرب الأهلية تخدم هدف المظاهرة؟
طوال سنوات ،نجح حزب القوات اللبنانية في تقديم نفسه بطريقة منفتحة وحوارية اقل تعصبا ومذهبية من التيار الوطني الحر. ولكنه بدا خلال تحرك ٤ تشرين وكأنه قطع مع مسيرته تلك. ولم يكن الدكتور جعجع موفقا في تبرير سلوك جماعته. فتبريره لضرب احد المواطنين بالقول أن ذلك المواطن لم يكن من أهالي الضحايا وإنما من الحزب السوري القومي الاجتماعي!!!وكأن هذا الانتماء يبرر الاعتداء. وفي معرض تبرير المشاجرة مع الحزب الشيوعي،فإنه لم يكتف بتوضيح أن سبب الخلاف هو هتاف الشيوعين ضد القوات وأمام مكتبها وإنما انحرف ليقول أن الجميزة ليست إحدى مناطق بيروت الغربية أو الضاحية الجنوبية،وبالتالي عليكم الانتباه. ثم استكمل الدكتور جعجع حديثه بالتهجم على الشيوعين واتهامهم باستغلالهم لكل ظرف!!
ثم شاهدنا فيديوات ضرب لأحد الصبية بسبب ارتدائه لحطة (فلسطينية) ولآخر…..والسؤال المطروح فعليا هو لماذا تعمد التصوير ثم نشر هكذا افلام والتي تسيئ إلى حزب القوات قبل أن تسيء إلى سواه؟؟
أليس هذا مؤشر على الحاجة إلى إظهار القوة والبأس بهدف كسب الأعضاء والانصار على حساب اللغة المنفتحة والجامعة؟ ومواقف الضفة الثانية من الوطن لم تكن عقلانية أيضا.وبدلا من إعطاء الموضوع حجمه الفعلي نرى استسهال نبش تاريخ القوات وربطها بالحرب الأهلية. تعرض ناشطي الحراك للضرب من اكثر من جهة اهلية وخاصة من الثنائي الشيعي ولم تكن ردة الفعل بهذه القوة. وهذا يدعونا جميعا إلى مراقبة ردات فعلنا بحيث تكون متوازنة تجاه القريب والبعيد الجغرافي أو الطائفي.
العلاقة بين الجماعات اللبنانية وضمن الجماعة الواحدة تتراجع بشكل سريع، وسيل المشاكل والصدامات لأسباب تتعلق بإحتكار وتخزين المحروقات والدواء وتوفر الخبز و….يدفع نحو مشاكل قد تتطور لاضطرابات تدفع إلى المزيد من التعصب والتطرف أبرز مظاهره تكرار ظاهرة مصادرة صهاريج المحروقات والاستيلاء عليها لصالح هذه الجماعة أو تلك أو هذه القرية أو تلك. خلاصة القول، اننا نتوجه نحو المزيد من الاختناقات التي تتطلب الكثير من الحكمة ومن ضبط النفس لأننا وبدون أي تدخل خارجي سلبي، اوضاعنا صعبة، فكيف اذا توفرت الارادة الخارجية لتسهيل الانفجار؟

السابق
حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: ايران والرقص على «حافة الهاوية»!
التالي
«حزب الله» لا يرحم مقاتليه.. و«يستثمر» في الفتنة والفوضى!