حمادة لـ«جنوبية»: فرض حكومة إختصاصيين وإما صدام حول مصير رئاسة الجمهورية

مروان حمادة
كل الوقائع الشعبية والسياسية والدولية، التي رافقت إحياء ذكرى 4 آب، تشير إلى أنه كان يوما تأسيسيا لمرحلة جديدة، قد تكون صعبة ومؤلمة لكن من الضروري خوضها، لإخراج لبنان من عنق الزجاجة.

لم يكن إحياء الذكرى الاولى لتفجير المرفأ مناسبة حزينة فحسب، تذكر فيها اللبنانيون وذوو الضحايا فلذات أكبداهم الذين سقطوا ظلما وعدوان، بل أن وقائعه الشعبية و السياسية والدولية، ثبّت واقع مفاده أن لبنان بعد هذا اليوم لن يكون كما قبله، وأنه يوم مشهود داخلياً وخارجياً، من خلال التحركات الداخلية التي غطت ساحات بيروت وشوارعها، للمطالبة برفع الحصانات للوصول إلى الحقيقة، و من خلال كلمة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، التي تماهت مع هذه المطالب، وصولاً إلى مؤتمر الدعم الدولي الثالث للبنان الذي نظّمته فرنسا، واتسم بكثافة الزعماء المشاركين فيه يتقدمهم الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن، والمواقف البارزة التي اعلنها المشاركون فيه ومقرراته. 

إذا دلالات سياسية وشعبية ودولية عديدة حملتها الذكرى السنوية الاولى ل4 آب، لذلك لا بد من قراءة معانيها وإلى أين ستصل ببلاد الارز، وهذا ما يوافق عليه الوزير السابق مروان حمادة، الذي يشرح ل”جنوبية” أن “الميزة الاساسية للمشهد الشعبي، كانت في القداس الذي تم تنظيمه برعاية البطريرك الماروني والخطاب المميز الذي ألقاه، وأكد فيه على الثوابت الوطنية وعلى إتفاق الطائف، وضرورة إعتماد لبنان للحياد وعلى مواضيع حساسة، مثل موضوع السلاح وسيادة الدولة على أراضيها”، لافتا إلى أن “المشهد الشعبي النافر كان في التحرش، الذي قامت به بعض الفئات الصغيرة بهدف تشويه مشهد إحياء ذكرى آب، وهذا ما تم في ساحة الشهداء والجميزة، في الوقت الذي كانت مجموعة كبيرة من اللبنانيين حاملة لراية العزاء والتضامن مع أهالي الشهداء”.

إقرأ أيضاً: حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: ميقاتي بين سكنى عمارة ام نعيق غراب

 ويشير حمادة إلى أن “بعض المجموعات تعتقد أنه بحرق الدواليب والتراشق بالحجارة، يمكن أن يأخذوا حقهم السياسي  وهذا خطأ كبير، لأن المشاهد الشغب التي شهدناها منذ عام وسبعة أشهر، في شارع ويغان واللمبي لا يليق بذكرى 4 آب أيا كانت الجهة التي قامت به”، معتبرا أن “محاولة الاعتداء على  مركز حزبي في الجميزة لا معنى له، وقامت به مجموعة تابعة لخط الممانعة وسرايا المقاومة، و ليس للحزب العريق الذي نجل و نحترم” .

يضيف”على الصعيد السياسي، أهم ما رافق إحياء ذكرى 4 آب هو إنعقاد مؤتمر باريس ومشاركة العرب فيه، ولا سيما المملكة العربية السعودية للمرة الاولى وأيضا الامارات، والكلام الواضح لكل من الرئيس الفرنسي ووزير خارجية المملكة العربية السعودية”، معتبرا أنه على الصعيد الداخلي “فإن خطاب البطريرك هو الخطاب الوطني الوحيد على الصعيد الداخلي، لأن كلام الرئيس الجمهورية لا يليق لا بمقام الرئاسة ولا بشخصه، ولا بالتعليقات المختلفة التي أطلقت، لها علاقة ب4 آب أو يشعر أحد أنها نابعة من القلب وتدل على ضمير حي”، ويشدد على أن “كل ما يحصل على الصعيد الشعبي وكلام البطريرك، له مفعول تراكمي سياسيا  وشعبيا و له صداه الدولي والعربي”. 

ويختم:” برأيي نحن متجهون إما إلى فرض حكومة إختصاصيين، وأقرب ما تكون إلى الصيغة الفرنسية الاساسية، أو أننا ذاهبون نحو صدام كبير، سينتهي بوضع مصير رئاسة الجمهورية كموقع  على المحك”.

السابق
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: عفواً سعادة القاضي.. انها خيانة!!
التالي
بالفيديو: حي السلم تنتفض احتجاجاً على انقطاع الكهرباء والماء