( لمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى لجريمة انفجار ميناء بيروت )
بِمَهَابَةِ الأُنثى المفجوعةِ
بفُقدان ولِيدِها
تَرَبّعت مدينة بيروت
على عرش كآبتها
في الرابع من شهر
آب في العام 2020 .
***
خَرجَت سافرةً ، صارخةً :
ما كنتُ أحسَبُ
أنّ ” آلِهَتِي ” كَفَرَة ؟ !
ما كنت أحسَب
أنّ ” آلِهَتِي ” كَفَرَة ! ؟
فلقد حوّلوا ، عمداً ،
أحشَاءَ مِينائي
جَمرَ محرقتِه .
***
عَرشُ كآبتي
مَجدُ غُرُورِي
بوجه الطّغاة …
***
مَحرَقَةُ مِيناء بيروت
رايةُ دَفنِ وطننا
حيّاً ، بِمَغلَقِ بابِه…
***
زَمَنُ مَحرَقتنا ،
أنتَ يا زمناً نابِياً ،
تَتَقزّزُ ، حتى ، من الإقتران بإسمه
أقذَرُ الأوصاف النَّابية …
***
بيروت أضحت
على أثر صدمة
مَحرقة الرابع من آب
عاصمة آهات
وَحيِ خلاصِنا
من العارالوطنيّ …
***
تقول بيروت :
” إنّ هوية ضحايا الميناء
هي هويتي الأصليّة ” .
***
لِتاريخِنا الوطنيّ وجهان متنافران :
خِنجَرُ ظالمٍ
وظَهرُ مظلُوم .
***
حَزمكِ الحاسِم يا بيروت هو :
عتبةُ مُرتَقَىَ صعودِكِ إلى
ساحات مَجدِكِ الموعود …
***
سِحرُ مَفَاتِنكِ
يا أُنثى وُجودي
طوقُ نجاتي
من عُمق الهاوِية …
***
تَأثِيثُ هاوِيتي
بما تبقّى من
غِواية الروحِ
هِوايتي المفضَّلة …
***
يا شلاّل الحُزن العميق
عَمِّدني ، حتى الغرَق ،
بلبنانيتي الصّافية …
***
وُقُوفُنا على سِرّ فواجِعنا
يُبلوِرُ أُسطوريةَ حنينيناَ الدائم
إلى الوطن الحقيقي …
***
سَوَادُ عينيكِ
قَصَمَ ظَهري …
***
حَياؤكِ أجفَلنِي …
***
لا يتحسَّسُ رأسهُ
إلاّ كلُّ مجرمٍ وكل أفّاق …
***
ثَأرُكِ المحتومُ
طَرحَةُ عُرسِكِ
***
سَنةٌ خَلَت
ولَمَّا تُغادِر بَعدُ
مَلعَبها المَحرقَة …
***
لَمَّا تُغادِر بَعدُ
مَلعبَها المَحرَقة …
***
أحضانُ حُرّيتكَ
مَلعَبُ شَقاوتِكَ
إذ كلّما إربَدَّ وَجهُ الفجِيعةِ ،
فحتى عَبيرُ الوُرودِ وعبيرُ الأزهارِ
لا يَرحَمَانِ شَقاَءَكَ …
***
بيروتُ لَعنَةُ الطّغاةِ …
ثَأرُها لفاجِعتِها
مَدفَنُ أحزانِها
لِيظلَّ كلُّ رابِعٍ من شَهرِ آبٍ
عِيداً لِمِيلادِها …