فيصل كرامي العالق بين «أضغاث» الممانعة و«الأفخاخ» السنية!

قبل اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، رمى حزب الله من خلف ستاره فيصل كرامي، كإسم بديل لترؤس الحكومة، وبدأ يسوق له بالتواتر، ومن خلال قنواته الاعلامية والسياسية غير الرسمية، متسلحا برضى سعودي عليه، كما حاول الايحاء من خلال لقاءات كرامي بالسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، المنفتح على معظم الشخصيات السنية التي تتظلل تحت "خيمته" المفتوحة لكل ضيف وعابر سبيل.

فيصل كرامي الشخصية الطارئة والمرفوضة “ثوريا”، رغم اعتبار نفسه نائبا معارضا للطبقة الحاكمة، حاول مع بداية اشتداد حدة الثورة والاحتجاجات المتصاعدة في الشمال اللبناني، إمتطاء الموجة والتسلل الى لهيبها التركي، لنيل رضى الشارع الملتهب، فكثف زيارته الى بلاد العثمانيين متوددا اليهم، طامحا بإستعادة أمجاد آل كرامي في الشمال اللبناني، من خلال تدوير اسمه وصناعته كزعيم موروث لعبد الحميد ورشيد وعمر، طالبا المساعدة المادية ووصلها بالمعنوية.

إقرأ ايضاً: بالفيديو: إحتجاجات أمام صيدلية في صيدا..الأدوية مفقودة والأسعار مريخية!

من حارة حريك، اطلق الشاب الطرابلسي جولته السياسية على القوى المحلية، التقى رئيس الجمهورية ميشال عون وقوى سياسية، طارحا نفسه كرجل دولة من عيار الصف الأول “سنيا”، باحثا عن مخرج لأزمة عجز العالم عن حلها، لارتباطها بالخلطة اللبنانية المعقدة، والمخاض الإقليمي والاشتباك الدولي.

لم يعبر كرامي حتى اللحظة المرحلة الأولى من المناورة الميدانية، فأمامه الشرك السني المحكم: الحريري الذي لن يعطي شرعية شارعه لأي بديل لخلافته، حتى لو كان من طيفه السياسي، في موقف يتقاطع مع موقف نادي “رؤساء الحكومات السابقين” ودار الفتوى،  الرافضين الدخول في تغطية أي إسم، تحت عنوان أن “من يرفض التعاون مع الحريري يجب أن يقابل بموقف سياسي متكامل”.

لم يعبر كرامي حتى اللحظة المرحلة الأولى من المناورة الميدانية فأمامه الشرك السني المحكم: الحريري الذي لن يعطي شرعية شارعه لأي بديل لخلافته

 فهل يستطيع كرامي “طري العود”، التخلص من الشرك السني المطبق وكسب رضاه ومظلته؟ وهل الرئيس نبيه بري الراعي للمبادرات وصاحب نظرية ” الأقوى في طائفته”، مستعد لتدوير الزوايا وإهداء كرامي غطاء، كما أهداه وزارة في السابق، فنال منه سهما خلال الاحتجاجات الكبيرة في طرابلس حيث قال الاخير: ” لا نريد من الرئيس بري عواطف بل نريد أفعال” في معرض رده على تصريح لبري قال فيه: “دائما وابدا القلب موضعه الى جهة الشمال”؟

هل السعودية الراعي الرسمي لرؤساء الحكومات في لبنان مستعدة لتزكية رجل تشاركها به تركيا وحزب الله وسوريا؟

وعلى إفتراض أن كرامي نجح في تجاوز المناورة الاولى، هل السعودية الراعي الرسمي لرؤساء الحكومات في لبنان، مستعدة لتزكية رجل تشاركها به تركيا وحزب الله وسوريا؟ وهل أميركا و فرنسا على إستعداد لخذل “الثورة”، والإتيان برجل هو على لائحة “كلن يعني كلن”، حتى لو حاول تقديم نفسه كنائب معارض، وهو المعروف بثوابته ووفائه لمحور “الممانعة”؟

تقول مصادر مقربة من نادي رؤساء الحكومات السابقين: “لن يكون سهلا فتح نافذة لرئيس الجمهورية وحزب الله، لإخراج أنفسهم من ورطة “التنكيل” بالحريري خلال 9 أشهر  وبالتالي من الصعب أن  ينال فيصل كرامي شرعية سنية  خاصة أنه وديعة مُحدّثة لثنائي التعطيل في “عهد حزب الله”.

السابق
بالفيديو: إحتجاجات أمام صيدلية في صيدا..الأدوية مفقودة والأسعار مريخية!
التالي
أزمة البنزين تابع: 3 جرحى في بحنين وإحراق محطة في زحلة!