البنزين «على الهوية» جنوباً..والتهريب إلى سوريا يَستفحل بقاعاً!

قطع طرق في الجنوب
الازمات مفتوحة جنوباً وبقاعاً، بين احتكار البنزين وتوزيعه وفق بونات بلدية ومناطقية ومن ضمن تمييز بين ابناء قرية واخرى. اما التهريب الحدودي فناشط وتحت إدارة السلطة وحزب الله. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

مع استمرار الازمة المعيشية والمالية، باتت الحياة مفتوحة على اساليب جديدة، وايضاً على تعقيدات، وظواهر لم يعهدها الجنوبيون والبقاعيون ومعهم اللبنانيون.

وجديد هذه الظواهر النافرة ما تفرزه ازمة البنزين يومياً، حيث بدأت بعض البلديات بتطبيق نظام “كونفدرالي” نفطي، اذ تبيع محطات كل بلدة وقرية حصراً لابناء القرية انفسهم وممنوع البيع لـ”الغرباء”. وهذا ما بات يثير القرى المجاورة او التي لا يوجد فيها محطة بنزين فمن اين يتزودون بالبنزين؟

بقاعاً التهريب يستفحل، وجار على قدم وساق، وبعلم ودعم السلطات اللبنانية والسورية، ومن خلفهما اجهزة امنية و”حزب الله”، بينما يتلوى البقاعيون بلا مازوت وغذاء ودواء وبنزين وبلا كهرباء ومياه شفة!  

ظواهر شاذة جنوباً!

جنوباً اورد موقع “تيروس” ان بلدية دير انطار، لم تكتف فقط بإعطاء بونات بلدية لتعبئة البنزين، بل اكثر من ذلك و لحصر كمية البنزين المخصصة لمحطة “دكاريج دير انطار” لأبناء البلدة دون سواهم، حددت البلدية لكل سيارة تعبئة بقيمة 100 الف ليرة اي حوالي 28 لتر كل إسبوع، على ان يتم دفع ثمن البنزين في مركز البلدية مقابل وصل، على أساسه يذهب إبن البلدة إلى المحطة و يملأ خزان سيارته بقيمة المبلغ المحدد في الوصل.

بدأت بعض البلديات بتطبيق نظام “كونفدرالي” نفطي اذ تبيع محطات كل بلدة وقرية حصراً لابناء القرية انفسهم وممنوع البيع لـ”الغرباء”

إضافة إلى ذلك، المحطة تبقى مقفلة بوجه الناس، و تفتح فقط لكل حامل وصل من بلدية دير انطار.

ويقول مصدر مهتم بأزمة البنزين و تداعياتها لـ”تيروس” ان ” ما تقوم به بلدية دير انطار هو التقسيم المناطقي بكل ما للكلمة من معنى، و هو كسر للعيش المشترك و المواطنة، و تشجيع على الإحتكار، و حصر القرار بيد البلدية و رئيسها دون مؤسسات الدولة المسؤولة من وزارة الداخلية و وزارة الطاقة و وزارة الإقتصاد”.

قطع طرق

وقطع سائقو ​الشاحنات​ الطريق بالاتجاهين عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا​ احتجاجا على ازمة ​المازوت،​ وقد صودف مرور شاحنة محملة بالمازوت، فجرى توقيفها قبل ان يتدخل ​الجيش ووعد بتأمين المازوت.

ومساءً عمد عدد من المحتجين على قطع الطرقات المؤدية الى صيدا و الجنوب بالاطارات المشتعلة، احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والانقطاع المستمر بالتيار الكهربائي.

إقرأ ايضاً: «جمهورية المولدات والمحطات» تتمدد جنوباً وبقاعاً..وإحتكار المياه يطال الأنهار!

وفي مرجعيون قام عدد من ابناء بلدة مركبا بإشعال عدد من الإطارات امام محطة المياه على طريق عام مركبا-بني حيان ،كما قاموا بقطع الطريق لبعض الوقت احتجاجاً على الانقطاع الدائم للمياه والاوضاع الاقتصادية الصعبة، ولكنهم اعادوا فتحها بعد بعض الوقت مع الابقاء على التجمع والاعتصام امام المحطة.

البقاع

وبعدما ذاق البقاعيون مرارة طوابير الذل على محطات الوقود، جراء فقدان مادتي البنزين والمازوت منها، وشرائها من السوق السوداء بضعفي ثمنها الرسمي، أمسوا يجهرون بإطلاق صفة خائن وعميل على كل من يمتهن تهريب المحروقات والسلع المدعومة الى سوريا في ظل ظروف اقتصادية سيئة على لبنان واللبنانيين.

ومع استمرار الازمة وارتداداتها على مجمل الحياة اليومية،  تؤكد مصادر ل”مناشير” أن فقدان مادة المازوت تعود أسبابه الى الطلب الزائد عليها في سوريا، ولعدم وجود محروقات في السوق السورية نشطت منذ بدء قانون قيصر بيع المحروقات في السوق السوداء، حيث وصل سعر صفيحة المازوت الى 20 دولاراً، فيما يشتريها المهربون من اشخاص لبنانيين ب125 الف ليرة لبنانية، ما يعادل سبعة دولارات، وسعر البنزين في سوريا الى 28 دولار. ويشترونها من لبنانيين بما يعادل 12 دولاراً وبالتالي الطلب عليها من قبل المهربين ليس بسبب تدني سعرها في لبنان انما بسبب حاجة السوق السورية اليها وتوفرها في السوق اللبنانية.

ويوضح المصدر أن المهربين كلفوا أشخاص يعملون لصالحهم في المناطق الجنوبية والبقاعية لجمع المازوت بكميات عبر بيك آبات وفانات معدة لتخزين المحروقات.

المهربون كلفوا أشخاص يعملون لصالحهم في المناطق الجنوبية والبقاعية لجمع المازوت بكميات عبر “بيك آبات” وفانات معدة لتخزين المحروقات!

وضبطت وحدات الجيش المنتشرة في البقاع والشمال والجنوب أوقفت في اوقات متفاوتة، عشرين مواطناً و5 سوريين وفلسطينياً واحداً، وضبطت 5 سيارات و5 آليات نوع بيك أب و5 دراجات نارية و3 آليات نوع فان وشاحنة واحدة جميعها محملة بحوالى 18500 ليتر من مادة ​البنزين​ و2400 ليتر من مادة ​المازوت​، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الدخان والتنباك المعسل، المُعدة للتهريب إلى الأراضي السورية، وسُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.

وتؤكد مصادر أمنية لـ”مناشير” أن التهريب مستمر وبشكل كبير، والمهربون مدعومون من قبل السلطتين السياسيتين اللبنانية َالسورية، وأي إجراء يتخذ على الحدود يكون دائماً بالتعاون مع قيادة حزب الله، لذا مكافحة التهريب تبدأ عند ضبط الحدود البرية غير الرسمية والمنع لا يكون بطريقة صيف وشتاء تحت سقف واحد، انما يبدأ بمنع حزب الله وعناصره من تخطي الحدود بطريقة غير شرعية.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار ليوم الاثنين 12/7/2021
التالي
الحريري إلى المربع الحكومي الأخير..و«عهد التعطيل» يَنشر العتمة!