الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين(3): «حزب الله» يتواصل مع إسرائيل ويتهم الشرفاء بالعمالة!

السيد علي الأمين
ما يثير السخرية اتهام حزب الله للمفتي العلامة المجاهد السيد علي الأمين، بالاتصال بالعدو الصهيوني، فهل مجرد وجود شخصية صهيونية مُلتبِسة، ومُتسترة بلباس الحاخامات وبالزي الديني اليهودي في مكان وجود المفتي الأمين، يكفي لاتهامه بالاتصال بالعدو الصهيوني دون ملاحظة ظروف وحيثيات ومناسبة وطبيعة وحقيقة هذا الوجود؟!

وبذكر على هامش ما يعلمه القاصي والداني عن كيفية وكمية الاتصالات غير المباشرة التي أجراها حزب الله بالعدو الصهيوني، في اتفاقياته المعلنة في ألمانيا عبر الوسيط الألماني فيما يتعلق بعمليات ” تبادل الأسرى ورفات الشهداء والقتلى”، والتي جرت في العقدين الماضيين، وتجاوز فيها حزب الله الأُطُر الرسمية وأجهزة الدولة اللبنانية المتنوعة، ليكون الإنجاز له والنصر نصره بنجاح هذه العمليات، التي أحسن توظيفها في مشاريعه التعبوية الداخلية والتي يُصدَّق فيها حتى ولو قال لقواعده الشعبية: “اللبن أسود” !  

اقرأ أيضاً: الممارسات العدوانية ضد المفتي الأمين(2): «حزب الله» يُحرض.. ويفبرك تهمة إثارة النعرات!

و الكل يعلم الدور الذي لعبه حزب الله من خلال اتصالاته المباشرة وغير المباشرة، بجهات متماهية مع العدو الصهيوني لتسهيل مهمة مفاوضات الإطار، لترسيم الحدود البرية والبحرية مع العدو بين لبنان وفلسطين المحتلة. 

اتهامات بلا أدلة 

      وبالعودة لمفتريات اتهام المفتي الأمين بالتواصل مع شخصية يهودية سياسية صهيونية، فقد أكد ويؤكد المفتي الأمين على عدم معرفته بالشخصية اليهودية السياسية الصهيونية، التي شاركت في مؤتمر البحرين للتنوع الديني، وليس هناك من عادة أو پروتوكول، بكشف جميع أوصاف وخصوصيات جميع المشتركين والمشاركين في المؤتمرات الفكرية والدينية الدولية، وهذا بالفعل ما حصل في مؤتمر مملكة البحرين للتنوع الديني.

القضية ليست حرص حزب الله على عدم التواصل مع العدو الصهيوني ورموزه بمقدار ما هي معادلة الربح والخسارة في الدائرة الشيعية 

 وبالرغم من كل التوضيحات والتصريحات والبيانات التي نشرها، وأعلنها المفتي الأمين منذ سنتين وحتى الآن، ما زال حزب الله يعمل على التوظيف السياسي والتعبوي للقضية، ويُصر على اتهام المفتي الأمين بالاتصال بالعدو الصهيوني، في وقت يسكت عن شخصيات لبنانية أخرى شاركت في نفس المؤتمر، ويسكت عن شخصيات لبنانية أخرى زارت الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة، ويسكت عن إطلاق سراح العميل الصهيوني عامر الفاخوري، الذي ذهب البعض إلى القول بوجود اتفاق تبادل من وراء إطلاقه، كما يسكت عن الحديث عن غيره من مئات العملاء الصهاينة من اللبنانيين، الذين أخلت سبيلهم المحكمة العسكرية اللبنانية أو حكمتهم بأحكام مُخففة!  

تطبيع ممانع مع الاسرائيليين! 

هذا وقد نشرت وسائل اعلام لبنانية مطلع الاسبوع الحالي خبران لافتان، الاول ان وزيرة الدفاع اللبنانية في الحكومة المستقيلة زينة عكر المحسوبة على معسكر الممانعة والمقربة من حزب الله، ستحصر غدا السبت مؤتمر روما الدولي حول سوريا الذي تتمثل فيه اسرائيل بوفد رفيع المستوى، مع العلم ان تل أبيب اعلنت مسبقا عن مشاركتها في المؤتمر المذكور! 

أما الخبر الثاني هو ان وفدا من الجامعة اللبنانية برئاسة رئيس الجامعة فؤاد أيوب المحسوب على حركة أمل، يشارك في مؤتمر يُعقد منذ السبت في دبي حول طب الأسنان، واللافت أن وفداً إسرائيلياً يشارك في هذا المؤتمر الذي قاطعته نقابة أطباء الأسنان الأردنية!! 

وفي حين ان العلامة الامين لم يكن يعلم في البحرين قبل عام بوجود الوفد الديني الاسرائيلي بين عشرات الوفود، فان الحكومة اللبنانية الممانعة حاليا التي يقودها حزب الله تعلم بشكل اكيد، ان اسرائيل مشاركة بوفد امني سياسي رسمي في مؤتمر روما، وكذلك تعلم رئاسة الجامعة اللبنانية ان وفدا طبيا اسرائيليا موجود في دبي ويشارك في فعاليات المؤتمر، وهذا يؤكد ان لبنان الرسمي بصدد الخضوع لاسرائيل وانه جاهز للتطبيع معها. 

لماذا ترسل السلطة اللبنانية الوزيرة عكر الى روما مع علمها بوجود اسرائيليين، وتتهم العلامة الامين بالاتصال بالعدو في البحرين؟!

والسؤال هنا: لماذا ترسل السلطة اللبنانية الوزيرة عكر الى روما عن سابق تصور وتصميم، مع علمها بوجود اسرائيليين في المؤتمر، ثم تتهم هذه السلطة قضائيا العلامة الامين بالاتصال بالعدو في البحرين وهو غير العالم بوجود الحاخام الاسرائيلي فيه؟! 

 كل ذلك يكشف بوضوح حجم المراهنات السياسية الخاوية والحسابات السياسية الضيقة، من دعاوى حزب الله القضائية بهذا الصدد ضد المفتي الأمين، وأن القضية ليست من باب حرص حزب الله على عدم التواصل مع العدو الصهيوني ورموزه، بمقدار ما هي معادلة الربح والخسارة في الدائرة الشيعية، لتحقيق المزيد من المكاسب من خلال الهيمنة وكم الأفواه وتقويض الحريات، وحبس أنفاس الخصوم السياسيين الذين يزاحمون نفوذ حزب الله في بعض المواقع!  

السابق
مواقف نارية للراعي من الفاتيكان: الكل يخالف الدستور وعون منهم.. ماذا قال عن «حزب الله»؟
التالي
خاص «جنوبية»: البيطار «يقلب الطاولة» في تفجير المرفأ ويدعي على رؤوس كبيرة و«عصية»!