السلطة تقمع الجائعين..وصيغة نفطية «مُفخخة» تُمدّد ذُلّ الطوابير!

الاحتجاجات في لبنان
لم تجد الاكثرية ورئيس جمهوريتها ميشال عون، الا الخيار الامني والعسكري لمواجهة الجائعين، كما لم تجد الا الطروحات "النفطية المفخخة"، لايهام اللبنانيين بأن ازمة البنزين والمازوت قد حلت.

حيث رأس الرئيس العماد عون في قصر بعبدا إجتماعا للمجلس الأعلى للدفاع. وتقرر في نهايته  “الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية، الإبقاء على الجهوزية اللازمة لعدم السماح لبعض المخلين بالامن بزعزعة الوضع الأمني، بسبب الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، وبخاصة ما يتعلق بإقفال الطرق العامة او التعدي على الأملاك العامة والخاصة”.

السلطة تعود الى لعبة الامن والقمع لتخويف الجائعين والمنتفضين واعتقالهم زجهم في السجون تحت ذريعة الاعتداء على الممتلكات العامة

وهذا القرار ومن ضمن 6 نقاط  اخرى لا تضيف الى الواقع المأزوم شيئاً، لكنه وفق مصادر متابعة لـ”جنوبية”، يدق ناقوس الخطر لعودة السلطة الى لعبة الامن والقمع لتخويف الجائعين والمنتفضين، وكذلك الاعتقال والزج بهم في السجون تحت ذريعة الاعتداء على الممتلكات العامة والتعرض للقوى الامنية.

طرح مفخخ

وفي ملف المحروقات، دخل قرار تسعير المحروقات على أساس 3900 ليرة للدولار حيز التنفيذ لكنه حمل في طياته كل بذور التعطيل والتفجير.

ففي حين تتوقع مصادر معنية لـ”جنوبية” حلحلة لبضعة ايام من شانها، أن تخفف مشاهد الطوابير، لكنها ستعود مع استمرار التهريب والاحتكار والسوق السوداء، طالما ان سعر صفيحة البنزين في سوريا يتجاوز الـ250 الف ليرة، وهذا يعني عودة مصرف لبنان الى تقنين الاستيراد وفتح الاعتمادات.

إقرأ أيضاً: «الثنائي» يَنشر الفوضى والتخويف جنوباً..والنظام السوري «يُبيّض دولاراته» بقاعاً!

ورفع اسعار المحروقات على انواعها سينسحب سلبا بلا شك على قطاعات حيوية أخرى، كبدل النقل (السرفيس) الذي كان حتى الأمس خمسة آلاف ليرة، وكربطة الخبز التي لوحت النقابة المعنية بزيادة سعرها ألف ليرة إضافية على الأقل.

والمفاجأة أتت من موزعي المحروقات وأصحاب المحطات، الذين رفضوا التسعيرة الجديدة، مطالبين بإعادة احتسابها إلى حدود السبعين ألفا كون التكلفة عليهم أعلى، فوعدت مديرية النفط بدراسة هذا الأمر لتحديد الخسائر إذا وجدت، وإلى حينها أصرت على اعتماد التسعيرة الجديدة ما ينذر بكباش جديد بين الطرفين.

طرح الـ4 ستات “إرتجالي”!

وفي ملف التأليف، وفيما تردد ان الرئيس المكلف سعد الحريري سيعود من تركيا الى لبنان في اليومين المقبلين، يبدو انه مدد سفره لايام اخرى وحط في الامارات وفي إشارة سلبية الى ان التأليف متوقف، وفق مصادر متابعة للتأليف لـ”جنوبية” وان لا شي جديداً على هذا الصعيد.

في المقابل تؤكد المصادر نفسها ان اتصالات جرت بين مختلف القوى المشاركة في التأليف. فتبين ان طرح الـ4 ستات ارتجالي، ولا ارضية له.

استمرار التهريب والاحتكار والسوق السوداء طالما ان سعر صفيحة البنزين في سوريا يتجاوز الـ250 الف ليرة!

وتم التداول به في اوساط ضيقة في صفوف 8 آذار ، لكنه لم يلق تجاوباً ولكونه طرحاً غير متماسك وخصوصاً لجهة منحه 6 مقاعد للمجتمع المدني من دون تعريف من يكون هؤلاء. وهل هم مموهون وتابعون للسلطة!

لقاء الفاتيكان

من جهة ثانية،  ينعقد غداً الخميس اللقاء الروحي للقادة المسيحيين الذي دعا اليه البابا فرنسيس في الفاتيكان. وفي الوقت الذي يتعاطى البعض معه وكأنه يقتصر لرفع الصلاة عن روح «الميت» اي لبنان، اشارت معلومات الى ان «الهدف منه معنوي حصرا ولن تكون له نتائج عملية وفورية، علما ان المراهنة هي على ما سيلي الاجتماع كما على ابقاء البابا الملف اللبناني اولوية من اولوياته ما يشكل ضمانة بعدم السماح بسقوط الهيكل اللبناني بالكامل».

صفقة بواخر جديدة؟

وفي توقيت مفاجىء عادت شركة كارباورشيب عن قرارها بوقف إمداد لبنان بالطاقة الكهربائية من باخرتيها، فاطمة غول سلطان وأورهان باي، وقد اتخذت الشركة هذا القرار، بحسب بيان صادر عنها، «في بادرة حسن نية فيما تتطلع إلى نقاش بنّاء مع الدولة اللبنانية من أجل تحديد حلول للقضايا القائمة خلال الأيام والأسابيع المقبلة».

وأشارت شركة «كارباورشيب» الى انها تدرك «بعمق التحديات الهائلة التي يواجهها لبنان في الوقت الراهن، وقد أثبتت دعمها المتواصل قدر الإمكان، وعلى الرغم من الأحداث المخيبة للآمال التي طرأت خلال الأشهر الأخيرة، تؤكد شركة كارباورشيب من جديد التزامها بإيجاد حل عملي.»

وكانت الشركة التركية اعلنت الشهر الماضي ايقاف إمداداتها الكهربائية عن البلاد، بسبب تأخر الحكومة في سداد التكاليف وتعرض سفنها لتهديد قانوني.

وتولد الشركة التركية الكهرباء من سفينتين راسيتين قبالة الساحل اللبناني توفران 370 ميغاوات ما يصل إلى ربع إمدادات الكهرباء الرئيسية.

لعبة المصارف والدولة!

مصرفياً اعيد أمس انتخاب  سليم صفير رئيسا لجمعية المصارف. وعلى اثر انتخابه، قال: أزمة لُبنان أَتَتْ بعد سَنوات منَ التَلْكُؤ في القيام بِأَي إِصْلاحَات حَقيقيَة كَما الامعان بالهَدِر والفَساد في مُؤسساتِ الدَوْلة”.

وتوجه صفير للمودعين قائلاً: المصارف كما كل القطاعات الاخرى، من صناعية وزراعية و سياحية  واستشفائية  هي ضحية سوء ادارة البلد. المصارف والمودعون في مركب واحد، ننجح سويا ونغرق سويا «ولا بنوك دون مودعين». لا تسمحوا ان يجعلوا من المصارف والمودعين فريقين يتقاتلان فينجحوا في الافلات من المحاسبة. الدولة هي التي تحتجز الاموال، عبر قرارِها بعدم دفع ديونها.  المصارف لم تبدد اموال المودعين ولم تصرُف لاكثر من 10 اعوام دون موازنات اي دون حسيب او رقيب.

السابق
«الثنائي» يَنشر الفوضى والتخويف جنوباً..والنظام السوري «يُبيّض دولاراته» بقاعاً!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 30 حزيران 2021