نموت لتحيا.. «السلطة»!

علي الامين
تحل لعنة السلطة على اللبنانيين وتلاحقهم بلا هوادة، فتنعدم نهاراتهم وتتحول أيامهم الى ليال "بهيمة" كئيبة، تُضاعف من وطأة ساعاتها وأيامها العجاف.

يحسب ممن صمدوا بشق النفس على قيد المعاناة قبل الحياة، انهم يعيشون دهراً.. وكفراً بمنظومة تستبيح كراماتهم وعرقهم و جنى عمرهم و ودمائهم.. إذا إقتضى الأمر!

اليوم اطول النهارات في السنة وأقصر الليالي، لكن ليل اللبنانيين مديد لا “تشوبه” نجمة صبح تلمع في الأفق وتبشر بنهايته وبداية نهار، فلا ضوء يتسلل من وراء بحر او من خلف جبل، العتمة تطبق على النفوس وتمعن في السواد كأنما الكالح لا نهايات له، بل يخبىء في مجاهله عتمات لا متناهية.

هذه السلطة تنحر الوطن وتستبيح ما تبقى من الدولة وهي تعلن عن عجزها عن الحياة

على هذه الحال يستمر اللبنانيون في محاولة وقف موجات الظلمة المتلاطمة،   في بحر الظلام السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي. لكأن لبنان هذا الوطن المستكين على حافة الموت، يعلن امام الملأ احتضاره، فالأوطان تموت ايضا تكبر وتشيخ او تقتل غيلة وغدرا، الكائنات الحية، كما يقال، وحدها من تولد وتحيا وتموت، والوطن هو نحن ومن مضى وما هو آت، نعم ما هو آت وقادم يراه الناس موتا ونهايات اليمة ومميتة.

إقرأ أيضاً: بالوثائق: بعد احتكار المشتقات النفطية..قرار قضائي لفتح محطات الوقود

الاستثمار في الظلم والظلمة والظلامية، يغوي منظومة السلطة، تسد كل نافذة امل او ضوء، تدافع عن ظلاميتها بمزيد من الظلم والظلمة، فبقاؤها رهن موت لبنان، لأن حياة لبنان مشروطة بموت هذه المنظومة، هذه السلطة تنحر الوطن وتستبيح ما تبقى من الدولة، وهي تعلن عن عجزها عن الحياة، ووسيلتها الى ذلك قتل الحياة او ما تبقى منها في المجتمع او الشعب، الغرق يجب ان يكون للجميع وليس لمنظومة الحكم وحدها.

تحدي البقاء للبنان اي في مدى اظهار التناقض بين المنظومة والشعب بشكل لا لبس فيه

هنا يكمن تحدي البقاء للبنان، اي في مدى اظهار التناقض بين المنظومة والشعب، الفرز والشرخ يجب ان يتظهران ويبرزان بشكل لا لبس فيه، ولو كان مؤلما للبعض، فالمعادلة للبقاء ولحياة لبنان باتت مشروطة بهذا الفرز، ليس بين اللبنانيين، بل بين اللبنانيين ومنظومة السلطة، تلك المنظومة التي تثبت كل يوم انها لا تتقن الا خراب يعلوه غراب.. ونعيق ما بعده نعيق!

السابق
بالوثائق: بعد احتكار المشتقات النفطية..قرار قضائي لفتح محطات الوقود
التالي
حتى التعليم بخطر.. «البنك الدولي» يحذر لبنان!