حمادة لـ«جنوبية»: خطاب باسيل يستوجب ردا وطنياً.. ولا لاستبدال عون بالولي الفقيه!

مروان حمادة
الغموض وعدم اليقين هو سمة الايام المقبلة، بحسب ما يقرأ النائب السابق مروان حمادة ما بين سطور كلام رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، داعيا لأن يكون الرد عليه وطنيا لبنانيا عارما، "لأن الشعب اللبناني بأكمله لم يعد يريد ميشال عون رئيسا بمن فيهم بيئة حزب الله"، وفي نفس الوقت يرى أن الحل الداخلي ممكن بتشكيل حكومة مستقلة تماما، وبإعتناق المبادئ التي أطلقها البطريرك الماروني.

فتح كلام رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل خلال مؤتمره الصحافي أمس الاحد، جبهات المواجهة مع أكثر من خصم بدءا من القوات اللبنانية، حيث إشتعلت حرب بيانات من العيار الثقيل، مرورا بعين التينة التي إعتبرت أن “الصمت أبلغ رد على كلامه” وصولا إلى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي حذّر من أيام صعبة قادمة على لبنان، وحتى حليفه “حزب الله” آثر الصمت ولم يجب أيا من نوابه أو وسائل إعلامه، على طلب رئيس تكتل لبنان القوي الاستعانة “بالصديق السيد حسن نصرالله  للمساعدة في إخراج تشكيل الحكومة من مأزقها”.

اقرأ أيضاً: بالوثائق: بعد احتكار المشتقات النفطية..قرار قضائي لفتح محطات الوقود

كل هذا المسار الذي خلّفه كلام باسيل يجعل السؤال”إلى أين” مشروعا، لأنه ببساطة كشف عن عقم العهد القوي والقوى السياسية في بلاد الارز في إجتراح الحلول، خصوصا أن الردود عليه أظهرت، أنهم جميعا يعيشون على كوكب آخر، لا علاقة له بمأساة اللبنانيين أمام المستشفيات والصيدليات ومحطات البنزين أو في السوبرماركت حيث الأسعار تكوي قلوب معظم اللبنانيين قبل جيوبهم.

مزيد من الغموض 

يجيب الوزير والنائب السابق مروان حمادة “جنوبية” على هذا السؤال بالقول:”نحن سائرون إلى مزيد من الغموض والتخبط والتراجع في الوضع اللبناني”، لافتا إلى أن “كلام جبران باسيل يستوجب ردا وطنيا لبنانيا عارما، وليس فقط مناوشات ومبارزات مسيحية لأن هذا الخطاب وما تضمنه يعني تحويل لبنان إلى بلد تابع كليا لإيران، يستبدل فيه ميشال عون بالولي الفقيه، ويحوّل النظام اللبناني إلى نظام شمولي يعبّر عن تحالف مريب للأقليات، وهذا هو المشروع القديم – الجديد المستمر بحق العراق وسوريا ولبنان واليمن”.

حمادة: نحن سائرون إلى مزيد من الغموض والتخبط والتراجع في الوضع اللبناني

يعتبر حمادة أن “صمت بري تجاه كلام باسيل الاخير وكلام جنبلاط عن أيام صعبة قادمة بأنه أمر طبيعي، شارحا أن “رئيس المجلس سبق وفضح تجاوزات باسيل في الاسابيع الماضية، بشكل أُعتبر عنيفا ولا يحتاج إلى مزيد من الكلام في هذا الموضوع، فقد تناول باسيل وفضحه منذ إنتخاب ميشال عون و قبل ذلك”، مذكرا “بكلام بري في جلسة الانتخاب في 31 تشرين الاول 2016 عندما قال أن “حلفائنا وأصدقائنا يرتكبون خطأ جسيما بإنتخاب رئيسين، لأن الرئيس الحقيقي ليس ولن يكون ميشال عون”.

ويضيف:” أما بالنسبة لوليد بك فما قاله عن الايام السوداء الآتية هو قراءة مسبقة ولا تعود إلى اليوم فقط، منذ أشهر وسنوات وهو يحذر من تحول لبنان إلى دولة فاشلة، ولا بد في ظلها أن نتطلع إلى الشعب الذي يموت كل يوم مئة مرة”.

والسؤال الذي يطرح هنا هل يقبل الرئيس بري يقبل بتسليم لبنان إلى إيران (كونه حليف حزب الله)؟

يجيب حمادة:”لا شك أنه (بري) حليف حزب الله، ولكنه كما أعهده على عقود طويلة ومنذ كنا نحضر معا مجالس الامام موسى الصدر، هو وطني لبناني وعربي الهوية والانتماء تماما كما ينص على ذلك الدستور، كما أنه إبن الدستور وفي مراحل صياغة الطائف هو أيضا أحد آباء هذا الدستور”.

حمادة: عون يهرب إلى إلى حزب الله، لتفادي خروجه من بعبدا على غرار ما حصل معه في العام1989

عون يهرب إلى حزب الله!!

في المقابل يرى حمادة أن “الرئيس عون يهرب إلى إلى حزب الله، لتفادي خروجه من بعبدا على غرار ما حصل معه في العام1989 “، مشددا على أن “الشعب اللبناني كله لم يعد يريد ميشال عون رئيسا وبمن فيهم بيئة حزب الله”، ويعرب عن إعتقاده أن “الحل الداخلي لا يزال متاحا بتشكيل حكومة مستقلة تماما وكليا وفي كل الوزارات، حتى في وزارة المالية وبإعتناق المبادئ التي أطلقها البطريرك، بشارة الراعي،أي الذهاب إلى رعاية عربية ودولية لإعادة الوفاق إلى لبنان ولتأكيد حدوده المرسومة عام 1920 “.

حمادة: يمكن العودة إلى لبنان الكبير لإحياء الديمقراطية البرلمانية التي تكاد تستشهد تحت وطأة حزب السلاح

ويختم “يمكن العودة إلى لبنان الكبير لإحياء الديمقراطية البرلمانية التي تكاد تستشهد تحت وطأة حزب السلاح، وإلى جانب ذلك إعادة حقوق العدالة والمبادرة الفردية والاقتصاد الحر وإنفتاح لبنان على الخارج عبر بحره وعلى الداخل العربي من خلال عمقه”.

السابق
«زوبعة» سوداء في «فنجان» القهوة.. البن إلى ١٠٠ الف ليرة!
التالي
هجوم شرس.. هكذا يحاول التيار «الحر» التخلص من مدير عام إدارة المناقصات