العلامة الراحل الأمين في كتاب «سيرة وذكريات» للشيخ الحاج العاملي

السيد محمد حسن الامين

عام 2018 أصدر الشيخ محمد علي الحاج  العاملي كتابه “أمالي الأمين” عن دار روافد، ويحوي سيرة وفكر العلامة المفكر الاسلامي الراحل السيد محمد حسن الامين رضوان الله عليه، الذي رحل عن عالمنا قبل شهرين ونيّف، مخلفا حزنا وأسى لدى محبيه، وكذلك فراغا فكريا ثقافيا لا يعوّض على المستوى العام .  

والمؤلَّف آنذاك كان حصيلة حوارات فكرية ثقافية وفقهية سياسية اجراها الشيخ الحاج العاملي مع العلامة الراحل، وقال حينها  في مقدمة الكتاب “ان سببين رئيسيين دفعاه لتدوين فكر السيد (رحمه الله): “أولهما شخصي، وثانيهما عام، أما الشأن الشخصي فيعود لكوني كنت أستفيد من هذه الجلسات علمياً وأخلاقياً، بل يمكنني القول – بضرس قاطع – أنّ ما استفدته من هذه الجلسات يفوق كل دراساتي خلال أكثر من ربع قرن في الحوزة العلميّة.. وأمّا الشأن العام – في إقبالي على هذه الجلسات – فهو لاعتقادي الجازم أن ثمرتها – أي هذه الأمالي – ستحل معضلة كبيرة لمثقفي عصرنا، وللمتديّنين، الذين لم يعودوا يشعرون بارتوائهم واكتفائهم مما تقدمه المرجعيات الدينية التقليديّة؛ ذلك أن هذه البحوث صادرة عن صخية محيطة بالفكر الديني التقليدي بشكل عميق، ممزوجة بإحاطة بالفلسفة الحديثة، وبالفكر الإنساني ونتاجاته، مع ثقافة عصرية واسعة؛ ما يعني أنها في قمة ما توصل إليه علماء الحوزة الدينية الشيعية الراهنة”..   

ومنذ أيام أصدر الشيخ الحاج العاملي مختصرا عن كتابه الاول عنوانه “من سيرة وذكريات العلامة السيد محمد حسن الأمين (قدس سره) عن دار المحجة البيضاء والدار العاملية، أراد الشيخ من هذا المختصر ان يكون كلمة  تكريم بمناسبة ذكرى رحيله، فأعاد سرد سيرة السيد الراحل منذ نشأته في قريته الجنوبية شقراء بكنف والده العلامة المجتهد السيد علي مهدي الأمين الذي تكفل بتعليمه، ثم اضطراره للسفر وهو ما زال فتى الى النجف الاشرف في العراق، لمتابعة تحصيله الديني في حوزاتها اثر وفاة والده فجأة، ثم عودته الى لبنان في السبعينات من القرن الفائت، ودخوله الى الشأن العام من بوابة النضال ضدّ الطبقة السياسية الحاكمة والدفاع عن القضية الفلسطينية. 

ويعرض مختصر الكتاب في الربع الأخير منه صوَراً شخصية على صفحاته تمثل شريط حياة السيّد الغائب رحمه الله، إضافة الى قصائد شعرية رثائية لمحبيه من الشعراء، وأنهى الشيخ محمد علي الحاج العاملي كتاب السيرة والذكريات كما بدأه في المقدمة بكلمة وفاء لروح السيّد جاء فيها:  

«سيدنا الحبيب:  
نعاهدك بأنّ نهجك الفكري سيبقى نبراساً بالرغم من كلّ التحديّات الصعبة . طلتك البهيّة ستظل ماثلة أمام أعيننا ، صوتك الجهوري سيتردد صداه دائماً في آذاننا والقلوب ، ومناقبيتك ستعبد طريق الإصلاح والمستقبل ، وأما طروحاتك سترشد الأجيال المخلصة الواعدة ، عمّتك سنتفيأ في ظلالها أيام الشدّة ، وعباءتك سنلجأ اليها عند المحن . وأما “أماليك” فتلك خريطة طريق لجبال عاملة، نجتاز بها الوديان والسهول والجبال ونعبر بها القرون والأزمنة والأجيال، علّنا نتمكن من تحرير جبل كان حراً عندما كان محتلاً، وصار أكثر استعباداً عندما تحرّر .على أننا سنرى إشراقة وجهك مع بزوغ شمس العدالة والحرية والمحبة والوداعة. وموعدنا “الصبح” أليس الصبح بقريب؟!». 

السابق
وفد من «حزب الله» في الجبل.. اليكم تفاصيل اللقاء
التالي
صيدا تنتفض تنديداً بالأزمة المعيشية.. قطع طرقات وإضرام للنيران!