روسيا توجه تحذيرا للأسد.. «البدلاء جاهزون وجلسنا معهم»

بشار الأسد بوتين

يبدو أنّ الرؤية الروسية تجاه بقاء الأسد في السلطة تخضع لمجموعة من الاعتبارات التي تنطلق من مصالح روسيا في المنطقة ومدى قدرة الأسد على تخفيض النفوذ الإيراني داخل سوريا حيث وجّهت روسيا، خلال الفترة الماضية، رسالة لرأس النظام بشار الأسد مفادها بأن هناك بدائل له، وذلك عقب إجرائها لقاءات مع معارضين له من الطائفة العلوية.

وجاء ذلك عقب اجتماع مندوب روسيا في الأمم المتحدة سيرغي ميتوشين بمجموعة أشخاص جرى وصفهم بـ “المؤثرين في الطائفة العلوية في الخارج”، في حزيران عام 2020.

وطرحت الشخصيات العلوية خلال الاجتماع، مبادئ عيش مشترك والعمل على صياغة عقد اجتماعي جديد بين السوريين من دون قبول وصف النظام بالعلوي، مشددة على أنه يستخدم الطائفة والطائفية لأهداف سلطوية لا أكثر، بحسب وثيقة سربت عن الاجتماع حينها.

وتضمنت الوثيقة رفض الخطاب الروسي بعدم قبول رئيس سنّي في السلطة، ووصفت هذا الخطاب بأنه غير متوازن ويدعو للكراهية.

ونقلت مواقع صحفية عن أحد حاضري الاجتماع قوله، إن الروس كانوا يريدون من خلال اللقاء بمعارضين من السنّة والعلويين، إيهام المجتمع الدولي والأميركيين على وجه الخصوص، بسعيهم للمشاركة في إنجاز الحل، لا سيما بعد بدء سريان “قانون قيصر” للعقوبات.

وأضاف أن الهدف الأول للروس كان رفع العصا بوجه بشار الأسد، لا سيما من خلال اللقاء بمعارضين من الطائفة العلوية، وتوجيه رسالة له مفادها “بأن بدلاءك جاهزون ولدينا تواصل معهم، وها نحن جلسنا معهم فعلاً”.

إقرأ أيضاً: روسيا تمنح الأسد الضوء الأخضر.. اتصال هاتفي مع بوتين يمهد لانتخابات أيار

وبرر هذا التلويح الروسي أو “رفع العصا” كما سمّاه، بأن الأسد كان خلال تلك الفترة غير مستقر “إلى أي أريكة سيستند”، في معرض الاختيار بين روسيا وإيران.

وأشار إلى أن تمدد إيران عبر توسيع قاعدة المليشيات المرتبطة بها، لم يكن يعجب الروس إطلاقاً، مضيفاً أن موسكو كانت تسعى للاستئثار بهذا الجانب، وخلق جيش جديد من المليشيات المرتبطة بقاعدتها العسكرية في حميميم.

ولفت المعارض إلى أن روسيا وضعت خططاً لسحب مليشيا “الدفاع الوطني” من عباءة الدعم الإيراني لتجييرها لصالحها، وكل ذلك استدعى الضغط على الأسد لتسهيل ذلك والحد من توسيع النفوذ الإيراني في البلاد.

وأكد أن الشق الثاني من الرسالة أو الضغوط الروسية على النظام من خلال ذلك اللقاء، كان يحمل طابعاً اقتصادياً، فشهية الروس مفتوحة بعد سيطرتهم الرسمية على ميناء طرطوس بعقد استثماري لمدة خمسين عاماً، تجاه مواقع اقتصادية حيوية كذلك.وأوضح أن ذلك يندرج في كف يد إيران عن ميناء اللاذقية، مؤكداً أن الروس يحضّرون للسيطرة تدريجياً على المنافذ البحرية والبرية من خلال عقود استثمار تشغيلية، كاشفاً أن صفقة استثمارية جديدة يتم التحضير لها الآن، ستعطى بموجبها مصفاة حمص للبترول إلى شركة روسية.

السابق
بالصور.. القضاء «غير متخصص» بملاحقة الوزير فهمي
التالي
شمس الكويتية ترد على منتقدي ثيابها: «أحب ألبس من غير هدوم»