ياسين جابر «يَستفز» أمل نيابياً و«حزب الله» نفطياً..ويوضح لــ«جنوبية»: إجتزاء وسوء تفسير!

ياسين جابر
طفت على سطح المواقف السياسية، وبعد إنحسار الحديث عن توجه الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاعتذار، التصريحات "الجريئة" لعضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر والتي اكد فيها تمايزه السياسي والنيابي.

وأمس نُقل عن لسان جابر قوله عبر منصة clubhouse : “:” أنا أعبر عن نفسي ومستقل بآرائي واحتمال أن أترشح كمستقل في الانتخابات القادمة، لأني لا اوافق على كل مواقف الكتلة التي انتمي اليها”.

ورغم ان جابر عاد وإستدرك لاحقاً واوضح تصريحه بالقول عبر “تويتر” انه: ” عضو في كتلة التحرير والتنمية بقيادة دولة الرئيس نبيه بري ولن أحيد عن هذا الخط “، لكن جمهور “حركة امل” لم “يهضم” ما قاله وشن عليه هجمة عنيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي واعتبر الجمهور ان جابر “ينكر تاريخه النيابي والسياسي”، والذي صنعه من خلال ترشحه على لوائح بري وتوليه العديد من المناصب الوزارية والنيابية واللجان لوجوده في كتلة بري.

في المقابل لم يسلم جابر بدوره من انتقادات وحملات جمهور “حزب الله” عندما قال : ان “التوجه شرقاً تعفيس وهوبرة، وان والبنزين من ايران حكي خطابات”.

جمهور “حركة امل” لم “يهضم” ما قاله جابر وشن عليه هجمة عنيفة واعتبر انه “ينكر تاريخه النيابي والسياسي”!

فإعتبر جمهور “الحزب” انه يتناول امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله ومواقفه عن التوجه شرقاً قبل عام، وبالاضافة الى تسخيفه فكرة استيراد النفط من ايران.

ويأتي كلام جابر في توقيت “شيعي حرج” ومع إشتداد الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وتحول حياة اللبنانيين الى اصطفاف بالطوابير ليلاً ونهاراً للحصول على حبة دواء او ليتر بنزين وحتى رغيف الخبز والذي يتجه بدوره الى “التقنين”، باتت ضاغطة وتولد الاشكالات اليومية والتي تتراوح بين التضارب بالعصي وصولاً الى استعمال السكاكين والسلاح لتثبيت “احقية الدور” امام المحطات.

إقرأ أيضاً: «توب 15» ليوميات لبنانية «ليست كاليوميات»!

والبيئة الشيعية ولا سيما الجنوبية ليست افضل حالاً بل تتطور لتبلغ مستويات خطيرة من الاحتقان بين “حركة امل” و”حزب الله” وبين جمهور الطرفين والذي يترجم سجالات وصراعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وما اعلنه النائب ياسين جابر امس في دردشة عبر تطبيق “كلوب هاوس” وما تضمنه من مواقف جريئة وواضحة وتعكس نبض الناس وصوتهم وخصوصاً الشيعة والجنوبيين.

وما قاله جابر تؤكد مصادر جنوبية لـ”جنوبية” انه موجود في الشارع وتتناقله مجالس “حزب الله” قبل “حركة امل” والمستقلون الشيعة.

فمنذ عام تقريباً على اعلان امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله التوجه شرقاً نحو الصين وغيرها لم يقم “الحزب” بأي خطوة لتنفيذ هذه الشعارات والوعود.

كلام جابر موجود في الشارع ويتناقله انصار “حزب الله” و”حركة امل” والمستقلون الشيعة

ومنذ ايام اعلن نصرالله انه سيفاوض ايران على استيراد البنزين اذا ما استمرت ازمة البنزين ولم تفرغ البواخر في محطات الجنوب والضاحية.

وهذا الاعلان قوبل استهجان شيعي كبير فالشيعة الذي يذلون امام المحطات، يسألون نصرالله عن سلسلة محطات الامانة والتي تخزن البنزين والمازوت لمسؤوليه وعناصره، لماذا لا تفتح ابوابها مام الجنوبيين وفي القرى الموجودة فيها؟

ولماذا يؤمن “حزب الله” لعناصره ومقاتليه وعائلاتهم البنزين وغيرهم محروم منه؟

هذه الاجواء من الاحتقان الشيعي ترجمها في مواقفه النائب جابر، والذي يعرف انه يتحدث “لايف” عبر هذا التطبيق، لكنه لم يكن يتوقع ان يتم اجتزاء الكلام بهذه الطريقة وبوظف في غير محله.

ويوضح جابر لـ”جنوبية” انه مستقل وليس حزبياً ولكنه يلتزم بكتلة التنمية والتحرير بقيادة الرئيس نبيه بري، ويؤكد انه متمايز في العديد من الملفات ويعبر عنها في المجالس العامة والخاصة وحتى في مجلس النواب  وفي ملف كسلسلة الرتب والرواتب.

اما الحديث عن التوجه شرقاً فيؤكد جابر لـ”جنوبية” انه ليس ضده وانه كان اول من استضاف السفير الصيني في مجلس النواب للوقوف على جوانب التعاون اللبناني- الصيني.

وكان جابر قال ان :” التوجه شرقاً تعفيس وهوبرة، ‏والبنزين من ايران حكي خطابات”.

ولاحقاً رد جابر عبر “تويتر” أيضاً في كلوب هاوس وحول استيراد النفط الايراني استغربت معارضة هذا الموضوع ، فإذا كانت الحجّة هي العقوبات فقريباً سترفع وقد صرح وزير الخارجية الصيني ان العودة الى الاتفاق النووي اصبحت وشيكة وعندها لا مشكلة للبنان في الاستيراد من ايران خاصةً انها تقدم له تسهيلات كبيرة ومغرية”.

جابر لـ”جنوبية”: لست ضد التوجه شرقاً وكنت اول من استضاف السفير الصيني للوقوف على جوانب التعاون

في المقابل تؤكد مصادر جنوبية لـ”جنوبية” ان ما قاله جابر احرج كتلته وبري ودفعه الى تبرير والتوضيح والتخفيف من حدة بعض التعابير التي اعتبرها “حزب الله” وجمهوره تستهدف كلام نصرالله الاخير.

ويأتي كلام جابر في توقيت حساس وفي ظل تخبط “حزب الله” الواضح وسعيه الى تبييض صورته امام جمهوره تارة عبر الاعلان عن مخازن “النور” وبطاقات السجاد والتي تبين انها “هوبرة” وفارغة وليست ذي شأن ولا تحل اي مشكلة بل مزايدة وشعبوية وايضا في ملف النفط والمازوت ورفع الدعم حيث حاول نصرالله رمي الكرة في ملعب حكومة دياب ومصرف لبنان مع علمه ان اي ابقاء للدعم يتطلب مليارات من الدولارات وهي أخر ما تبقى من اموال المودعين.  

شخصية اغترابية ووسطية

وخلال تجريته النيابية الطويلة، يعرف النائب جابر بالوجه الاقتصادي والاغترابي وبوسطيته السياسية ومواقف لم تكن متطرفة “شيعياً” بالاضافة على الجانب المصرفي والمالي ومساهمته بالبنوك.

ما قاله جابر احرج كتلته وبري ودفعه الى توضيح بعض التعابير التي اعتبرها “حزب الله” وجمهوره تستهدف كلام نصرالله الاخير!

ولعله من المفيد الإضاءة على السيرة الذاتية للنائب جابر، الآتي من عالم التجارة والأعمال، قبل انخراطه بالعمل السياسي.

فمن هو ياسين جابر؟

والنائب ياسين جابر، ولد في 15 كانون الثاني 1951 ميلادي في مدينة لاغوس في نيجيريا من عائلة لبنانية تتعاطى التجارة في المغترب.

أنهى دراسته الثانوية في الانترناشيونال كولدج في بيروت عام 1970، وحاز البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1973.

وهو متزوج من وفاء محمد العلي ولهما أربعة أولاد.

وانتخب نائبا عن قضاء النبطية عن المقعد الشيعي في دورة العام 1992 ، وأعيد انتخابه في الأعوام 1996، 2000 ، 2005 ميلادي و2009 و2018.

تولى وزارة الاقتصاد في إحدى حكومات الرئيس رفيق الحريري منذ العام 1995 إلى العام 1998. كما تولى وزارة الأشغال العامة والنقل في حكومة الرئيس عمر كرامي بين الأعوام 2004 و2005.

السابق
اتوا من طرابلس الى جبيل.. شبّان يملئون سياراتهم بالبنزين ومن ثم يفرغونها للمتاجرة!
التالي
بالفيديو: سيدة اسمعت باسيل كلاماً لاذعاً في مطعم بالبترون.. ليعتدوا عليها بالضرب!؟