الجنوب «عطشان».. و«الصهريج» يصل إلى 50 ألف ليرة!

صهريح مياه
تمتد الازمات الى كل شي في الجنوب، وجديدها الموسمي، شح مياه الاستخدام المنزلي والزراعي، الذي يتضاعف مرات مع اواخر اشهر الربيع وبداية اشهر الصيف، وبالتالي تحمل الناس الذين يعانون الذل على محطات الوقود، اعباء مادية اضافية، نتيجة شراء المياه بواسطة الصهاريج (سعة 15 برميل)، يصل سعرها في بعض القرى الى خمسين الف ليرة، فيما ترد مؤسسة مياه لبنان الجنوبي تراجع التغذية، الى التقنين الحاد في التيار الكهربائي وعدم توفر المازوت والاموال اللازمة بسهولة.

كل يوم جديد، تنبت ازمات متنقلة، يدفع ضريبتها المواطن ،من حياته وماله واعصابه، فالى جانب الانتظار “الدوام” على محطات الوقود للحصول على البنزين، وارتفاع اسعار السلع الاساسية وغير الاساسية الحياتية، تطل ازمة المياه الموسمية، التي لم يجد المعنيون حلا لها رغم كل المشاريع المائية في الجنوب، غير قادرة الى الان تزويد ابناء المنطقة بالمياه للاستخدام المنزلي والزراعي.

فيدفعون الى جانب مياه الشفة التي يشترونها من محطات تكرير وتوزيع المياه في المدن والبلدات والقرى، بدل صهريج المياه بين اربعين وخمسين الف ليرة، ما يرفع من معاناتهم اليومية.

لا تهدأ الجرارات الزراعية التي تجر صهاريج المياه في بلدات وقرى صور (عين بعال،باتوليه ، وديرقانون رأس العين  وغيرها من بلدات المنطقة)، التي تتغذى من اكبر مصدر للمياه لا سيما مشروع مياه باتوليه وبرك رأس العين.

حيث يتناوب المواطنون على طلب شراء المياه لتدبر امورهم، خاصة بعد عطل طرأ مؤخرا في محطة رأس العين، وسبق للاهالي في هذه القرى ان طالبوا في بيان لهم مدير عام مؤسسة مياه لبنان الجنوبي الدكتور وسيم ضاهر رفع هذه المعاناة، مذكرين بانهم يدفعون خمسين الف ليرة ثمن كل صهريج مياه.

معظم  المنازل  في بلدة طيردبا لا تصلها المياه بشكل منتظم أضيف اليها لاحقا مشكلة انقطاع الكهرباء التي انعكست على التغذية

الحال هو نفسه في بلدة العباسية كبرى بلدات منطقة صور، التي تعاني من شح المياه بشكل كبير في غالبية احيائه، في وقت يؤكد رئيس بلديتها علي عز الدين في بيان موجه الى الاهالي، ان ازمة المياه وصلت الى كل حارات البلدة، وذلك نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المستمر وعدم تزويد محطات توزيع المياه بمادة المازوت من قبل المؤسسة المشغلة”مؤسسة مياه لبنان الجنوبي”،  مؤكدا بان البلدة تسعى الى تأمين المازوت على نفقتها لكي يتم تزويد الاهالي بالمياه .

إقرأ ايضاً: «القوات اللبنانية» تُعبد طريق «جهنم الجمهورية»!

ويؤكد ابو حسن فواز ل “جنوبية”، انه اشترى حتى الان حوالي ثمانية صهاريج سعر كل واحد منها اربعين الف ليرة لبنانية، ما يساوي مجموعه 320 الفا، وهذا المبلغ لا يتوفر دائما، وكنا بغنى عن دفعه في موسم الشتاء ،مطالبا المعنيين الاهتمام بشؤون الناس ،مضيفا الا يكفينا ذلا وغلاء اسعار وفواتير الادوية الباهظة”.

 في بلدة طيردبا المجاورة لا يختلف الوضع كثيرا، فمعظم  المنازل  في كافة الاحياء لا تصلها المياه بشكل منتظم ،أضيف اليها لاحقا مشكلة انقطاع الكهرباء ،التي انعكست على التغذية.

مؤسسة مياه لبنان الجنوبي تتذرع لتبرير انقطاع المياه بالتعدي على الشبكات وتأمين الطاقة الكهربائية والديون المتراكمة عليها

يقول احد اصحاب الصهاريج “ابو محمد” ل”جنوبية”، اننا نبيع صهريج المياه باربعين الف ليرة، ندفع منها خمسة عشرة الف ليرة بدل المياه التي نشتريها، ولا نجد مادة المازوت، التي تباع باعلى من سعرها الرسمي ما يقارب الثلاثين بالمئة، ويضاف الى ذلك كلفة قطع الغيار العالية جدا، مضيفا رغم كل ذلك نشعر بظروف الناس القاسية لاننا من نفس البيئة.

تعلل مؤسسة مياه لبنان الجنوبي  تراجع التغذية بالمياه جنوبا، الى جملة من المعوقات ومن بينها التعدي على الشبكات وتأمين الطاقة الكهربائية، وهي ليست من اختصاصها والديون المتراكمة على المؤسسة، وتراجع الجهات المانحة عن التزامات الصيانة الدورية الباهظة التكاليف وقلة الجباية .

السابق
نتيجة موجة الحر.. مذيع «بي بي سي» يقدم نشرة الأخبار بالشورت
التالي
رابطة المودعين تفضح السرقة الموصوفة للأموال..محاصرة منازل السياسيين واصحاب المصارف!