«سجّاد».. بطاقة حزب الله على «باب الله»!

بطاقة دعم غذائية
يظهر أن سجاد حزب الله هو غير الإمام السجاد الإمام الرابع عند الشيعة علي بن الحسين زين العابدين الملقب بالسجاد، فالمشتهر في سيرة الإمام السجاد قضاؤه لحوائج السائلين، الذين كان يدور على بيوتهم في الليل ليسُد فاقتهم وفقرهم وعوزهم وعجزهم، ويعينهم على مكاره الدهر دون تمييز بين محب ومبغض، وكان يتلثَّمُ حتى لا يعرفه الناس، وما أدرك فقراء المدينة المنورة أنه هو من كان وراء قضاء حوائج المحتاجين، إلا بعد رحيله عن دار الدنيا مسموماً مظلوماً .

غير أن سجّاد حزب الله لا يلتفت لخصوصية الفقراء والمحتاجين بل يلتفت للمحازبين والمناصرين فقط. 

 فبعد الحملة الإعلامية الإعلانية الدعائية من قبل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ومن قبل نائبه الشيخ نعيم قاسم، ومن قبل إعلام الحزب الموجه الذين شغلوا لأسابيع الإعلام اللبناني،   من أن حزب الله سيسد حاجة بيئته الحاضنة، ويمنع الجوع  من خلال سلسلة ترتيبات، منها إصدار بطاقة تموينية غير مدفوعة الكلفة، يستطيع من خلالها حامل البطاقة الحصول على بعض فُتات الغذاء، من حبوب وبُقُول ومعلبات وبعض المواد الغذائية الأخرى، وذلك بسعر مدعوم وليس مجاناً، يوازي ذلك حملة أخرى في الظل داخلياً وخارجياً، يجمع من خلالها حزب الله عبر أدواته المتعددة، التبرعات من أثرياء الشيعة للحصول على  ،Fresh Dollars باسم مساعدة الفقراء والحتاجين والأرامل والمطلقات والمرضى والعجزة والعلماء والشهداء. 

سلع رديئة واحتكارات للمحازبين 

 لكن هذا هو دأب حزب الله في أنشطته الخيرية، حيث يجمع من الكل ويُعطي المحازبين فقط، الذين يتمتعون بكل الامتيازات ويتركون الفقراء الفعليين يتولون، وأعينهم تفيض من الدمع ألَّا يجدوا ما يُنفقون !  

      فبعد كل هذا الجو الدعائي، الذي ملأ به حزب الله الدنيا وشغل الناس لأسابيع من أنه سيمنع الجوع ، بعد كل ذلك همدت الحملة الإعلامية الحزبية أمام هول المفاجأة. 

 فقد تبين لزائري تعاونيات بطاقة السجاد، أن المواد الغذائية الأساسية مفقودة فيها، وما هو موجود على وشك انتهاء صلاحيته، وبعض المعلبات المعروضة مشكوكة من حيث السلامة الغذائية .. 

قام أحد المشايخ بوَهبِ ما اشتراه لغيره، خوفاً من التضرر من المواد والمعلبات مشكوكة الصلاحية

 وقد قام أحد المشايخ بوَهبِ ما اشتراه لغيره، خوفاً من التضرر من المواد والمعلبات مشكوكة الصلاحية. 

 وعلم من مقربين، أن ما يُعرض من مواد غذائية صالحة، لا يُشكِّل فارقاً كبيراً عما في السوق، من جهة القيمة والنوعية، كما أفاد متابعون أن بعض المواد المعروضة ذات النوعية الجيدة، كان قد حصل عليها حزب الله لتوزيعها مجاناً على الفقراء، في ظل الأزمة المعيشية وأزمة كورونا، وهو يحتكرها ويحتجزها منعاً من وصولها لغير الحزبيين !  

   فهل بهذا النهج سيمنع حزب الله الجوع، بعدما كان هو وحلفاؤه السبب في كثير من الأزمات التي يواجهها اللبنانيون في هذه الأيام؟ فبطاقة سجاد حزب الله تبيّن انها مُخيبة للآمال، وتؤكد عدم ارتباط سيرة إمام الشيعة الرابع بسلوك من هم وراء هذه البطاقة، وهذا يجعل وجهاً وجيهاً لسخرية الإعلامي مارسال غانم من هذا العنوان الذي لا ينسجم مع المُعنون .. 

السابق
رئيس الموساد يتحدث عن خرق لـ«قلب إيران»: كشفنا أسرارها وقوّضنا تعجرفها!
التالي
إنخفاض مستمر بدرجات الحرارة.. هذا سيكون طقس اليومين المقبلين!