من أجل كسب ثقة الناس.. نصائح من الراعي للحراك المدني

البطريرك الراعي

مع تراجع زخم حراك الشعبي في لبنان وغيابه تماما على الرغم من تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية، أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال لقاء وفد من “حركة نحو الحرية” في بكركي الى ان المطلوب من الحراك من أجل كسب ثقة الناس أن يتجنّب إزعاجهم وأن يمتنع عن قطع الطرقات لمعاقبتهم فالممارسة السياسية المرفوضة يدفع ثمنها الشعب البريء ولا بدّ من اعتماد التظاهر السلمي الحضاري القانوني.

اقرأ أيضاً: الراعي مستمر في معركة «حياد لبنان».. كلمة مرتقبة وما علاقة اللبنانيين الشيعة

وأكد الراعي أنه مع “الحراك او الثورة دائماً، وكنا دائما نعطيه صفة “الحراك الحضاري” او “الثورة الحضارية” لكي لا يختلط أصحاب النوايا السليمة الوطنية المخلصة مع من تسللوا بين صفوف الحراك والثوار، وارتكبوا أمور لا أحد يقبل بها، ومنها انتهاكات المؤسسات الخاصة والعامة، وهذا مرفوض ويعني أن هناك أشخاص أتوا بنيّة الهدم لا ​البناء​”.

وشدد على أن “المطلوب من الحراك تجنب إزعاج الناس كي يكسب ثقتهم، فحين يتم ​قطع الطرقات​، لا يتم التفكير بالناس العائدة من أعمالها وتلك المريضة. ورغم أن هذه التحركات كان لها دور كبير، إلا أنه بعد اليوم لا يمكننا قطع الطرقات ونحاسبة الناس، لأن ثورتنا ضد الممارسة السياسية المرفوضة والتي يدفع ثمنها الشعب البريء”.

كما رأى أنه “يجب ان ننطلق من اعتماد التظاهر السلمي الحضاري، والتعبير بالطرق السلمية والقانونية المعترف بها في كل الدولة”، لافتاً إلى ضرورة “تجنب أي شيء يفقد اللبنانيين والأجانب الثقة بلبنان والثقة باستقراره، لأننا إذا أردنا الاعتداء على المصارف والمطاعم… نساعد الناس على فقدان ثقتهم بللبلد”. وتابع، نحن نريد أن “نكسب الناس لا أن نخسرهم، نريدهم أن يسيروا ويعبّروا معنا وإلى جانبنا لا أن ينفروا منا”.

وفي سؤال حول الثغرات المتواجدة في الحراك، أفاد الراعي بأنه لا يريد أن يتكلم عن ثغرات، “لأن هذا نتكلم عنه عندما يكون أمامنا شيء واضح. وفي هذا الإطار، أنا أفضل أن نتكلم عن تنظيم ووضع خطة تربوية، فكرية، ثقافية، اجتماعية، إنسانية، سياسية، اقتصادية للحراك. نحن بحاجة لأخذ تربية فكرية وثقافية”، متسائلاً “ما هو الحزب الذي لا يملك عقيدة ولا يعلم أفراده ماذا يريد؟”.

وأضاف، “نحن نطلب من الحراك أن يضع خطة تتضمن ما نريد، ما غايتنا، أهدافنا، الوسائل التي سنصل عبرها إلى ما نريد، وكيف يمكننا الوصول إلى المكان الذي نريد الذهاب اليه”. وشدد على أنه “اذا أردنا أن نغير وجه المجتمع، وهذه الغاية من الحراك، يجب ان نهيئ بدائل وأجبال جديدة بمكنها التغيير من الداخل”.

السابق
البطيخة بـ 70 ألف.. وربح التجار يفوق الـ400%!
التالي
حلحلة في أزمة المحروقات.. البنزين​ سيتوفر اعتبارًا من هذا اليوم