فيما لا تزال التحقيقات بأكبر جريمة في تاريخ لبنان مبهمة وغير معروفة النتائج، تستثمر السلطة الحاكمة في دماء الشهداء الذين سقطوا في إنفجار الرابع من آب عوضاً عن الكشف عن قاتليهم، إذ رعى رئيس الجمهورية ميشال عون مؤتمراً لجمعية أندية الـlions الذي كان من المفترض إقامته على جثث الضحايا تحت ذريعة “تكريمهم”.
إلّا انه وبفعل الحملة اللاذعة والنقد الحاد لاستخدامها مسرح جريمة المرفأ كمساحةٍ لعقد المؤتمرات، ألغت الجمعية حفل افتتاح مؤتمرها السنوي الثاني والخمسين، الذي كان منوياً عقده يوم غد الجمعة في مرفأ بيروت.
إقرأ أيضاً: اقمار اصطناعية من 13 دولة.. ما جديد انفجار مرفأ بيروت؟
وقد أصدرت الجمعية بياناً برّرت فيه اختيارها المكان بحجّة «استبدال حفل الافتتاح السنوي بلقاءٍ تضامني في مرفأ بيروت».
وإذ بدا مستفزّاً استعمال حُطام باخرةٍ متضرّرة من انفجار 4 آب كخلفيّةٍ للمسرح، كان لافتاً رعاية الحفل من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان يعلم بوجود نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت قبل انفجارها، ولم يرَ مانعاً في تحويل مسرحٍ للجريمة إلى مسرح للمؤتمرات، مما دفع عوائل شهداء مرفأ بيروت لإصدار بيانا ردا على بيان الجمعية جاء فيه: “نحن كنا قد توقعنا مسبقا ان يعمد القيمون على هذا الاحتفال الى التضليل والأكاذيب للخروج بأقل الخسائر الممكنة، لذلك كنا قد أعددنا لهم مفاجأة مسبقة وهي عبارة عن تصوير مقطع فيديو لإحدى البروفات على المرفأ، وتعمدنا تأخير الرد على بيانهم انتظارا لظهور حاكمهم جان كلود سعادة على شاشة “أل.بي.سي” عساه يتراجع عما ورد في البيان الكاذب، إلا انه استمر في مسلسل التضليل للرأي العام. لذا قررنا نشر الفيديو الذي يفضح كذبهم ونياتهم التي نعرف تماما ما تبطن للمرحلة المقبلة، علما ان التذرع بتكريم الشهداء باطل لان لا أحد من لجان عوائل الشهداء كان على علم مسبق بهذا الاحتفال”.
وختم البيان الصادر اليوم الجمعة: “نعاود مطالبة رئيس الجمهورية ميشال عون بالإعتذار العلني من عوائل الشهداء لرعايته لهذا الاحتفال، والإعتذار فضيلة فخامتك”.
