«حزب الله» يُجبر النازحين على إنتخاب الأسد..وأكراد الجنوب ينتفضون!

بشار الاسد
طغى مشهد الانتخابات الرئاسية الهزلية والشكلية على المشهد الجنوبي والبقاعي، في حين بدا واضحاً حجم الضغوط التي مارسها "حزب الله" جنوباً وباقي حلفاء سوريا في المناطق اللبنانية الاخرى على النازحين السوريين، لضمان ذهابهم الى السفارة السورية لاظهار مشاهد الجموع، وليس الهدف النتيجة او الاقتراع فالنتيجة محسومة سلفاً! (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير")

وصباح امس، انطلقت عشرات الباصات من البلدات الجنوبية، و اتجهت نحو السفارة السورية للإقتراع لبشار الأسد.

مع العلم انَّ عناصر حزب الله قد أكملوا مهمتهم بتأمين الباصات للنازحين و المرور عليهم ليل الأربعاء لتأكيد حضورهم للإدلاء بأصواتهم لصالح التمديد للأسد.

أمران ملفتان لدى النازحين في البلدات الجنوبية و التي تقع بغالبيتها تحت هيمنة الثنائي الشيعي: الاول : غياب العنصر النسائي عن الإقتراع، فالباصات التي انطلقت من الجنوب أقلَّها ذكور بنسبة تسعين إلى مئة بالمئة.

والثاني: رفض الأكراد السوريون الإقتراع للنظام، بغالبيتهم الساحقة، و في عدة بلدات جنوبية، رفض الأكراد المشاركة بنسبة مئة بالمئة، ففي بلدة الناقورة على سبيل المثال، نسبة الأكراد الذين شاركوا في الإنتخابات الرئاسية السورية بلغت  صفراً.

كما لم يشارك في الإنتخابات من جاء إلى لبنان خلسة، و قال احدهم: ” كنت أريد ان انتخب، و المشكلة ليست عند السفارة السورية و إنما الخوف من القوى الأمنية اللبنانية، التي ستحتجزني و تعاقبني بحال اوقفوني عند اي نقطة او حاجز”. 

رفض الأكراد السوريون الإقتراع للنظام بغالبيتهم الساحقة وفي عدة بلدات جنوبية كالناقورة

وبحسب أحد الخبراء الجنوبيين: ” عدم مشاركة الإناث يؤكد أنَّ الذكور مغلوب على امرهم، و الاَّ كانوا اصطحبوا معهم أمهاتهم و أخواتهم و زوجاتهم، و عدم مشاركة الأكراد يدل على عمق العداء الذي يكنُّوه للنظام السوري، و العجيب أنهم بقيوا على قرارهم رغم وجودهم في منطقة تحت سيطرة حزب الله”.

إقرأ ايضاً: «العجل المدعوم المُسمّن» يَظهر جنوباً!

اما في منطقة خلدة، فقد شوهد انتشار لعناصر مسلحة تتبع للحزب القومي السوري و حزب التوحيد، لتأمين انتقال السوريين الموجودين في منطقة، غالبية سكانها من العشائر السنيَّة، و بحسب مصدر أمني أنه سجل انتشار لسيارات تابعة لحزب الله على طول اتوستراد صيدا_خلدة منعاً لقطعه من قبل عرب المسلخ ( بحسب تعبيره)  بهدف منع السوريين المتوجهين إلى سفارة بلدهم و القادمين من الجنوب.

البقاع

وطغى في البقاع مشهد النازحون السوريون يتزاحمون لانتخاب “قاتلهم”، حيث انطلقت الفانات من المخيمات العشوائية باكراَ أشبه بالخلسة خوفاَ من قطع الطرقات أمامهم، انما لم يكن حجم المشاركة من هذه المخيمات بقدر ما حاول اعلام “الممانعة” الايهام بتضخيم العدد، وبحسب التقديرات ان الناخبين الذين ذهبوا الى السفارة السورية للتصويت لا تتجاوز نسبتهم ال2% من أصل العدد في المخيمات في البقاعين الغربي والاوسط.

فكان لافتاً انتقال الحافلات والتي ترفع أعلام النظام السوري وصور بشار من مخيمات البقاع الشمالي بتمويل من حزب الله وبتغطية من سرايا المقاومة والحزب السوري القومي الاجتماعي.

وبحسب المشهد العام كان لافتاَ ان العدد الاكبر من الناخبين السوريين من الذكور العمال القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله. أما الناخبين في المخميمات العشوائية تعرض فيها الناخبون للتهديد والترهيب من قبل محازبي حزب الله وسرايا المقاومة، واغراء الموافقين على التصويت للاسد بكراتين مواد غذاذية وغالون زيت ٥ ليتر اضافة الى مئتي الف ليرة للشخص.

واكد نازحون ان الاحجام تم تضخيمها لخلق مشكلة بين اللبناني والسوري، وقال احدهم “محق من يقول للنازح الذي انتخب القاتل بشار ان يذهب اليه ليعيش بكنف عدله، انما لا يمكن ان يتساوى مع النازح الرافض للاسد”.

وأثناء عودتهم نصب الجيش اللبناني عدد من الحواجز في سعدنايل وتعلبايا وقب الياس وبرالياس وعند مستديرة زحلة، تحسباَ من اي احتكاك مع الناخبين العائدين.

من جهته قال منسق عام تيار المستقبل في البقاع الأوسط ورئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين، :”وقت بدأ بشار الاسد تهجير الشعب السوري، كانوا النازحين يومها  ممنوع عليهم المكوث في المناطق الخاضعة لحلفاء هذا النظام، فكان ردنا ان نكون الحضن الدافئ لمئات الالاف، فأويناهم وتقاسمنا معهم رغيف خبزنا قبل ان تأتي المنظمات الدولية للإهتمام بهم، فيما الآخرون كانوا يقومون بقتلهم وتهجيرهم من بلادهم، فكنا الملاذ الآمن لهم”.

ويعرج ياسين على مشاهدة النازحين وهم يتزاحمون لإنتخاب الاسد من قتلهم ودمر سوريا وتاريخها، ” وانطلاقاً من أن لا فرق بين الشعبين اللبناني والسوري، ورغم ما نواجهه من بطالة وازمة اقتصادية، انما مشهد انتخاب ذات القيادة والذي جاء نتيجة للضغوطات والتهديدات، ورغم ذلك كانت نسبة المشاركة ضئيلة نسبيّا. الّا أن هذا المشهد يدفعنا القول ان من عاد وانتخب وهتف للأسد عليه العودة الى بلاده ليتمتع بعدل الأسد، ويشارك بإعمارسوريا، وإنشاء نظام حياتي جديد لهم في ظل هذا النظام”.

السابق
مجزرة غزة تتوقف بوساطة مصرية..ووقف إطلاق النار بين اسرائيل و«حماس» قيد الإختبار!
التالي
باسيل يُراهن على «السين سين» وموفد له في دمشق.. و«الثنائي» يَلوم عون على توقيت «الرسالة»!