«خطيئة» وهبة تهدم «حيطان العمار» بين لبنان والدول العربية!

لبنان السعودية
خطيئة أخرى إرتكبها وزير الخارجية شربل وهبة بحق لبنان بعد مهاجمة المملكة العربية السعودية، و الأخطر أن تداعياتها لن تكون سياسية فقط بل أيضا إقتصادية، وربما قد تهدم كل «حيطان العمار» بين لبنان و الاشقاء العرب.

لا يمكن وضع إتهام وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة أمس السلطات السعودية الرسمية بمقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي وتلميحه إلى مسؤولية المملكة عن تمويل الارهابيين في سوريا وعلى حدود لبنان الشرقية، إلا في خانة إصرار الاطراف السياسية التي يمثلها وهبة على هدم كل “حيطان العمار” بين لبنان والدول العربية، ومنع أي أوكسجين يمكن أن يصله منها سواء عبر تبادل تجاري أو تصدير زراعي وصناعي أو فرص عمل لشباب لبنانيين، هاربين من آتون جهنم التي وصل إليها لبنان بفضل الطبقة السياسية التي تحكمه.

إقرأ أيضاً: ضَرَبْتَ فأَوْجَعْتَ يا شربل

المضحك المبكي، أن هذا الاصرار يأتي في توقيت حساس بالنسبة للبنان، وأثناء محاولات حثيثة للملمة تداعيات تهريب الكابتاغون إلى المملكة العربية السعودية التي تّم ضبطها مؤخرا، فجاءت خطيئة وهبة لتطيح بكل الجهود المضنية، التي يبذلها وزير الداخلية محمد فهمي والهيئات الاقتصادية لإصلاح ما أفسدته أيدي التهريب والفساد، ولتظهر الحقيقة الواضحة بأن كلام وهبة هي إنعكاس للهشاشة السياسية والاخلاقية التي تميّز القوى السياسية التي أتت بوهبة وزيرا للخارجية  وتعطي نموذجا عن المسؤولين الذين يديرون البلد ويمسكون بزمام البلاد والعباد.

رياض طبارة
سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة


من المتوقع أن لا يمر كلام وهبة مرور الكرام من جانب المملكة العربية السعودية، بل سيكون له  تداعيات سياسية ودبلوماسية وإقتصادية، لا بد من البحث عن كيفية إحتوائها في هذا الظرف العصيب الذي يمر به لبنان، وفي هذا الاطار يشرح سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة لـ«جنوبية» أن “إنسحاب وهبة من الحلقة التلفزيونية إحتجاجا على كلام الضيف السعودي أمر غير جائز، لأن كلام الضيف هو بمثابة إخبار في بلد ديمقراطي مثل لبنان، ورد الوزير وهبة بتلميحه حول مسؤولية السلطات السعودية عن مقتل خاشقجي هو كلام يناقض الموقف الرسمي اللبناني ويخالفه حول هذا الموضوع “، مشيرا إلى أن “وزير الخارجية لا يمكنه التذرع لاحقا بأنه يتكلم بإسمه الشخصي، لأن هذا الموقف يخالف الموقف الرسمي اللبناني من جهة ومن جهة أخرى جاء توضيح رئاسة الجمهورية، كإعتذار للمملكة العربية السعودية على إعتبار أن الكلام المسيء الذي صدر هو عن وزير خارجية لبنان”.ويضيف:” بيان الرئاسة الاولى يناقض البيان الذي أصدره وهبة لاحقا كإعتذار، وبأنه لم يقصد المملكة حين تحدث عن الارهاب الذي تصدى له لبنان على الحدود الشرقية، وبالتالي ما حصل غلطة كبيرة من الصعب الخروج منها”.

طبارة لـ”جنوبية”:  الإعتذار لا يكفي والمعالجة تبدأ بعقوبات على وزير الخارجية 

يرى طبارة أن “وزير الخارجية اللبناني إرتكب خطأ أدخل لبنان في ورطة، في الفترة التي يحاول فيه المسؤولون إصلاح ما أفسدته قضية تهريب الكابتاغون، وبالتالي فإن المعالجة يجب أن تبدأ بعقوبات على وزير الخارجية ولا يجب الاكتفاء ببيان عن رئاسة الجمهورية وإعتذار منه لأنه أضر بالسياسة الخارجية للبنان”، لافتا إلى أن “المشكلة تكمن في أن الوزير هو في حكومة مستقيلة ولذلك يجب البحث في خطوة تعّوض الخسارة التي لحقت بلبنان من جهة وترضي المملكة من جهة أخرى لأن ما حصل إلى الان غير كاف”.

نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد البكداش
نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد البكداش


الهيئات الاقتصادية: “القصة أكبر منا” 

على ضفة الهيئات الاقتصادية التي تحاول إعادة مياه تصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية إلى مجاريها السعودية، فإنه بعد كلام وهبة باتت “القصة أكبر منهم وتحتاج إلى معالجة من دولة إلى دولة” على حد تعبير نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش ل”جنوبية”، لافتا إلى أن “جمعية الصناعيين والهيئات الاقتصادية كانوا يحاولون التوصل إلى إتفاق مع السلطات السعودية، يقضي بأن تشرف شركات مختصة على مراقبة البضائع اللبنانية قبل خروجها من المعابر اللبنانية كحل لمكافحة تهريب المخدرات”، ويشير إلى أنه”بعد كلام وزير الخارجية أمس فإننا نعطي إخواننا العرب المبرر، لإقفال أبوابهم أمام بضائعنا و أبنائنا من المغتربين، والمشكلة بالنسبة لنا كصناعيين  وكهيئات إقتصادية هي مطالبتنا السياسيين بفصل مواقفهم عن الاقتصاد، إذ لا يمكن أن نشتم دولة صباحا وفي اليوم ذاته نرسل لها بضائعنا لتشتريها ولا يمكن الاستمرار في ضرب القطاعات الاقتصادية الواحد تلو الآخر”. 

بكداش لـ”جنوبية”:  هل يريد المسؤولون اللبنانيون إقفال كل أبواب العالم في وجوهنا؟!

يشدد بكداش على أن “كل الطبقة السياسية مسؤولة عما وصلنا إليه، وبالنسبة لكلام وهبة لا يمكننا كهيئات القيام بأي تحرك، بل يجب معالجة الامر على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة للإعتذار للمملكة، وإلا نكون نفتعل المشاكل  مع الدول العربية التي هي منفذ لبنان الاساسي للتصدير  ولإحتضان اليد العاملة اللبنانية”. يضيف:”كهيئات إقتصادية نتواصل مع السفير السعودي وليد البخاري حول إعادة العلاقات التجارية بين المملكة ولبنان إلى طبيعتها، ولدينا إجتماع كهيئات يوم الخميس حول ما حصل ونبذل قصارى جهدنا لإحتواء ما جرى ولكن لا تجاوب إلى الآن”.ويختم:”على المسؤولين اللبنانيين أن يعرفوا أن الدول العربية لديها بدائل كثيرة عن لبنان، فهل يريدون  إقفال كل أبواب العالم في وجوهنا؟”.

السابق
اصابات كورونا ارتفعت مجددا.. ماذا عن الوفيات؟
التالي
امتعاض كبير.. مجلس التعاون الخليجي يطالب وهبة بتقديم اعتذار رسمي !