عون: اعتذار الحريري مسألة وقت!

مكان انعقاد المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية حول الحدود البحرية

رئيس الجمهورية ميشال عون أطلق نداء للمجتمع الدولي، دعا فيه إلى «منع إسرائيل من مواصلة عدوانها على قطاع غزة»، فيما المجتمع الدولي يطلق النداء تلو النداء للقوى السياسية في لبنان، كي تشكل حكومة وتجري إصلاحات بنيوية تسمح لهذا المجتمع بمد يد العون، لبلد أوصلته سياسات زعمائه الى القعر، فقرا وعتمة وفوضى.

الوزير السابق غسان عطاالله (لبنان القوي) بشر اللبنانيين وعبر قناة «الجديد»، بأن الرئيس عون قد يطرح مبادرة جديدة في الأيام القليلة المقبلة، وأن الوضع لن يستمر على هذا الحال، وأن تغييرات ستحصل قريبا، ومن دون الدخول في التفاصيل.

ورغم كل ما وصلت إليه البلاد، يستمر هروب المسؤولين في لبنان الى الأمام، ففريق الحكم، منصرف الى البحث عن وسيلة دستورية او سياسية، لسحب التكليف بتشكيل الحكومة من سعد الحريري، تجسيدا لمعادلة: «سعد وجبران داخل الحكومة، أو سعد وجبران خارجها»، فيما يحجم الحريري عن التأليف والاعتذار معا، وهما الخياران المتاحان أمامه. الرئيس عون مقتنع بأن اعتذار الحريري مسألة وقت لا اكثر، كما نقل زواره عنه، والحريري يدير ظهره ويصم أذنيه ويغادر الى أبوظبي لتمضية عطلة عيد الفطر مع عائلته، بعد ان عايد اللبنانيين.

إقرأ أيضاً: الجنوبيون.. لا عيد ولا من يعيدون!

وسأل الله ان يدرك الجميع خطورة المرحلة وما يمر به لبنان، «علنا نوقف هذا الانهيار المريع ليعود لبنان درة الشرق ومنارة العين»، مستذكرا البطريرك الماروني نصر الله صفير في ذكرى وفاته الثانية، حيث قال: ستبقى كلمتك محفورة في عقل وقلب كل لبناني ولبنانية، فقدناك بطريركا للاستقلال الثاني وبقيت بكركي على العهد والوعد.

المصادر المتابعة، تحدثت عن عملية «جس نبض» تجاه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، لاستكشاف مدى جهوزيته لقبول التكليف، بعد تنازل الحريري عنه، مع طمأنته الى استعداد الرئيس نبيه بري لتقبل الأمر، حال أصر الحريري على الاعتذار، لكن ميقاتي وضع سلسلة شروط، ينتظر الإجابة عليها من بعبدا، كما تقول المصادر، في وقت أبلغ ميقاتي فيه الرئيس المكلف ان اعتذاره عن تشكيل الحكومة انتحار سياسي.

النائب محمد الحجار، عضو كتلة المستقبل، قال في تصريح لجريدة «اللواء» أمس: ان الرئيس المكلف يضع جميع الخيارات أمامه على الطاولة، وما من خيار مستبعد حتى الاعتذار، لكنه لايزال مصرا على حكومة اختصاصيين، ودون ثلث معطل.

وفي هذا السياق، سلمت السفيرة الفرنسية في لبنان آغريو، الى البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، رسالة خاصة من وزير الخارجية جان ايف لودريان، وناقشت معه زيارة الأخير الى بيروت، والجهود الفرنسية المبذولة للخروج من الأزمة التي يعاني منها لبنان.

وكانت هذه الزيارة مناسبة لإنهاء استياء بكركي لعدم زيارتها من جانب لودريان، على اعتبار ان الاتصالات مستمرة بين الجانبين بالوسائل المتاحة.

زيارة سفيرة فرنسا الى الراعي مناسبة لإنهاء استياء بكركي لعدم زيارتها من جانب لودريان

في هذا الوقت، استقبل سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، رئيس التيار الحر جبران باسيل أمس، لأول مرة منذ فترة بعيدة.

الأوساط الديبلوماسية في بيروت، تراقب الوضع في لبنان، بمنظار ما يحدث في غزة من تدمير لقواعد الاشتباك السابقة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي لطالما استخدمت قوتها المفرطة ضد الفلسطينيين دون رادع. حتى كانت معركة «سيف القدس» والتي كرست معادلة القائد الفلسطيني محمد ضيف: «قرية بقرية ومدينة بمدينة..».

وقد أثار الانتباه في بيروت، زيارة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الى دمشق أمس، انطلاقا من ربط اندلاع شرارة المواجهة في فلسطين، من فشل الجولة الأخيرة من «المفاوضات النووية» مع إيران في فيينا، خصوصا ان تحرك جبهة الجولان، يمكن ان يحرك أيضا جبهة جنوب لبنان، إذا ما ارتأى أصحاب القرار الفعليين في لبنان ذلك، مع الإشارة الى تصريح لوزير الحرب الإسرائيلي بيل غانتس، متحدثا عن هدنة مشروطة بهدوء طويل الأمد.

في غضون ذلك، تفقد وفد من قيادة الجيش اللبناني مواقع وحداته المنتشرة على الحدود الجنوبية، وسط استنفار القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، ومثلها حزب الله، مقابل الاستنفار الإسرائيلي.

تفقد وفد من قيادة الجيش اللبناني مواقع وحداته المنتشرة على الحدود الجنوبية وسط استنفار القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان

السفيرة الأميركية دوروثي شيا التقت وزير الخارجية شربل وهبي امس، وبحثت معه التطورات ونتائج جولة مفاوضات الترسيم البحري الأخيرة، وتطرق النقاش الى تنفيذ القرار 1701، والى دعم ترشيحات الولايات المتحدة في مجلس الأمن.

في هذا الوقت، يطل عيد الفطر على اللبنانيين الذين كتب عليهم العيش في ظل حالة اقتصادية ومعيشية صعبة، نشأت بفعل طبقة سياسية فاسدة، استنفدت ما تبقى من موارد مالية، مع اقتراب رفع الدعم عن السلع الأساسية.

السابق
«الرهان الفرنسي» على «العقوبات والانتخابات»: صحيح نظرياً.. صعب التطبيق عملياً
التالي
تأييد «سُباعي» لبقاء الحريري مُكلفاً..من ينتظر إعتذاره يُضيّع وقته!