الجنوبيون.. لا عيد ولا من يعيدون!

عيد الفطر في لبنان
يحل عيد الفطر هذا العام مكسورا، ولا يسجل في الجنوب ،مثل باقي المناطق أي طعم للعيد ،في ظل استفحال الازمة الاقتصادية والمعيشية والاضاع الصحية والعدوان على غزة ،حيث سجل برودة عالية في النشاط التجاري في اسواق صور وصيدا والنبطية عشية العيد.

لم يبق من العيد الا اسمه هذا العام، بعدما اجتمعت الهموم والمشاكل الاقتصادية والحياتية دفعة واحدة،حيث فرضت على الناس نسيانه، باستثناء بعض العادات والتقاليد ،وعلى رأسها استذكار قبور الاحبة ووضع الورود وذرف الدموع.

فالاسواق الجنوبية في كل من صيدا وصور وبنت جبيل والنبطية وسواها ،التي كانت لا تهدأ ابتداء من النصف الثاني من شهر رمضان،كادت تكون  شبه خالية، وحل مكان الضجيج وأصوات الباعة ،التفكير وانتظار ما هو قادم وأسوأ.

إقرأ أيضاً: اليأس يَنهش الجنوبيين حتى الإنتحار..ولهيب الثأر «يَلفح» عشائر البقاع!

العامل الاقتصادي والمالي، والقدرة الشرائية للمواطنين، واحد من ابرز اسباب تلاشي مظاهر العيد ،الذي يحتاج الى سلة تقليدية من الحلويات والهدايا والتنزه ،الى جانب جائحة كورونا التي ما تزال حاضرة بقوة ،من خلال تسجيل عدد كبير من الوفيات في كل بلدة وقرية ،وفرض التعبئة ايام العيد،

حلويات

ما سينتج عنها عدم ارتياد الاولاد  الملاهي واماكن الترفيه، وصولا الى الحدث الفلسطيني في غزة، التي تتعرض للعدوان والقتل الاسرائيليين، وقد ساعد ذلك في تراجع النشاط التجاري في الاسواق، خصوصا وان ابناء المخيمات في مناطق الجنوب، جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والحركة الاقتصادية التي يعول عليها.

في الوضع الاقتصادي الذي يزداد ترديا هذا العيد ،يحجم المواطنون نسبيا من ابناء المنطقة عن عادة متأصلة، وهي شراء اللحوم

وفي الوضع الاقتصادي الذي يزداد ترديا هذا العيد ،يحجم المواطنون نسبيا من ابناء المنطقة عن عادة متأصلة، وهي شراء اللحوم على انواعها، وحجز ادوار لهم في الملاحم لصبيحة العيد، بعدما تجاوز سعر كيلو لحم البقر ال120 الفا، حيث تتطلب جلسة شواء متواضعة لعائلة صغيرة، ما يقارب المئتين وخمسين الف ليرة للحم فقط، اي انها تعادل ثلث الحد الادنى للاجور .

تلفت منى، وهي احدى العاملات في محل للحلويات في صور، ان “ادنى سعر كيلو حلويات “بون بون” يتجاوز الثلاثين الف ليرة، أما اسعار الشوكولا والمعمول أصبحت مرتفعة، ولا يقوى الكثير من الزبائن على شرائها، لافتة الى تراجع كبير بين السنة العيد الماضي وهذا العيد”.

حلويات

من جهته، يؤكد عضو جمعية تجار صور غزوان حلواني، بان حركة الاسواق عشية عيد الفطر، لا توحي بوجود عيد على الاطلاق”.

وقال ل “جنوبية”،  “شتان بين الاعياد السابقة رغم تراجعها وهذا العيد الذي لا يشبه الاعياد، جراء استفحال الازمة الاقتصادية والمعيشية ووباء كورونا والتباعد الاجتماعي الذي فُرض بنتيجته ،الى جانب ما يحصل لاهلنا في فلسطين المحتلة ولا سيما غزة” .

حلويات
السابق
الى اللبنانيين.. اطمئنّوا لا رفع للدعم عن المحروقات!
التالي
الصيدليات «تحتضر» والمرضى يبحثون عن أدويتهم «بالسراج والفتيلة»!