«حزب الله» يقطع الاموال «الشرعية» عن المراجع الحوزوية!

دولار حزب الله
هو سلاح العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروپية الذي يئن منه ومن وجعه ومن تداعياته، كل من في خندق ما يُسمى بمحور المقاومة، ولكن أذرع هذا المحور لا تفتأ تستخدم هذا السلاح منذ أمد بعيد، لتُخضع كل من يخالفها الرأي وتدفعه ليمتثل لقرارها السياسي والسيادي.

هذا بالفعل ما يفعله حزب الله منذ نشأته مع معارضيه ومخالفيه في لبنان، وبالخصوص عندما يواجه الشخصيات الشيعية النافذة في محاولة منه لإخضاعها الكامل لقراراته وسلطته، وبالأخص علماء الدين الشيعة الذين يُعانون الأمرَّين في هذا الجانب كون وارداتهم الاقتصادية وأسباب معاشهم أصبحت متشابكة مع شبكة علاقات حزب الله الاجتماعية ..

فما زال حزب الله يحاول قطع الإمدادات المالية لهذه الطبقة من فئات معارضيه ومخالفيه، عن طريق الضغط على الجهات الداعمة والأشخاص المتمولة، لكي لا تُقدِّم لهؤلاء يد العون والمساعدة بحجة أن دعم المقاومة وتشكيلاتها، أولى من دعم هذه الفئة من العلماء العاملين خارج إطار تشكيلات الحزب، فيكون حزب الله بهذه الطريقة من الذين يمنعون الماعون بامتياز ..

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: هذا ما يفعله «حزب الله» لإحتواء نصف المشايخ الشيعة في لبنان!

وتشتد معاناة العلماء ممن كانوا يتكلون على مساعدات الحزب لترتيب أمور معاشهم، قبل أن يختلفوا مع الحزب في الرأي والموقف ..

قطع الاموال الشرعية عن اية الله الانصاري

ومن باب المثال لا الحصر ما حصل مع آية الله الشيخ إبراهيم الأنصاري الايراني، الذي هو من تلامذة زعيم الحوزات العلمية المرجع الديني الشيعي الأعلى الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي والمرجع القمي الأكبر الراحل السيد حسين الطباطبائي البروجردي، كما تتلمذ الشيخ الأنصاري على يد العلامة الراحل السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان.

ما زال حزب الله يحاول قطع الإمدادات المالية لفئات من معارضيه ومخالفيه عن طريق الضغط على الجهات الداعمة 

ويقيم الأنصاري في لبنان منذ خمس وعشرين سنة، حيث عمل على التدريس في مجموعة من الحوزات العلمية اللبنانية، منها حوزة الإمام علي بن موسى الرضا العلمية التي أسسها العلامة الحجة السيد رضا حسين صبح، ومنها حوزة آل البيت عليهم السلام التي أسسها فضيلة الشيخ محسن رسلان، وحوزة مكتب المرجع الديني الكبير السيد صادق الحسيني الشيرازي، وحوزة الإمام السجاد العلمية التي أسسها العلامة الحجة الشيخ محمد علي الحاج وغيرها من الحوزات في بيروت، وبسبب تحرر الشيخ الأنصاري من القيود الحزبية، وعدم انسجامه مع مقررات حزب الله في طريقة تعاطيه مع العلماء المستقلين والحوزات المستقلة، تجلى ذلك بقيامه بالتدريس في هذه الحوزات المستقلة المذكورة.

فبسبب هذه الاستقلالية للشيخ الأنصاري، عمد حزب الله للضغط عليه ليترك التدريس في هذه الحوزات المستقلة، التي حضر دروسه فيها أكثر من مئة عالم من العلماء المستقلين الذين يختلف بعضهم في الرأي مع حزب الله، وبسبب اجتهاد الرجل وفقاهته قال : ” أنا لا يُملي علي أحد تكليفي الشرعي “، وبسبب ذلك عمد حزب الله لقطع الاموال الشرعية المخصصة للمدرسين في الحوزات عن اية الله الأنصاري، والتي تشمل إيجار الشقة التي يسكنها الشيخ في قلب الضاحية الجنوبية ..

عمد حزب الله لقطع الاموال الشرعية المخصصة للمدرسين في الحوزات عن اية الله الأنصاري والتي تشمل إبجار الشقة التي يسكنها 

وهذا نموذج حي وصارخ من ممارسات حزب الله الجائرة في استغلال العقوبات الاقتصادية لمحاصرة مخالفيه، وحدث ذلك ضد عالم من أجلة العلماء والفقهاء المشهود لهم بالعلم والفضيلة، وغيره كثير ممن عانوا ويعانون من الحصار الاقتصادي في أمور معاشهم، كما يعانون من العقوبات الاقتصادية التي دمرت بيوتهم وحياتهم وعوائلهم وأسرهم، واضطرت الكثير منهم إلى هجرة البلد والانتقال للعيش في أماكن أخرى !

وهذا جانب من مظلومية علماء الدين الشيعة من ممارسات حزب الله والتي لا يتكلم عنها الإعلام، مما يستدعي انتفاضة شاملة على هذا الواقع الفاسد .

السابق
ملف المعتقلين اللبنانيين في سوريا إلى الواجهة.. مذكرة قضائية ضد نظام الأسد
التالي
أزمة قلبية تبعها حريق يهزّ كسروان.. والسبب: سيجارة!